أخبار اليمن

الخميس - 10 نوفمبر 2022 - الساعة 11:48 م بتوقيت اليمن ،،،

كتبه / جمال حيدرة


منذ العام 1990م والقوى السياسية الجنوبية تهرب إلى الأمام دون هدف، وحينما تَقَع في الفخ تعود لتندب الحظ، وتهيل التراب على رأسها كالأرملة، ودوما الشعب من يدفع الثمن.

قبل ثلاثة عقود ذهب البيض للوحدة، ودون أدنى ضمانات وقّع على اتفاق شراكة، متجاهلا كل الأصوات التي حذرته من جحر الأفاعي الكبير في صنعاء.


لن يمر سوى عام إلا وعاد البيض إلى عدن ملدوغا يعاني من سم زعاف عاش معه ثلاث سنوات لاحقة، وانتهى باجتياح، غادر على إثره البيض قفصه.

جاء العام 2015م وبدلا من أن تردم القوى السياسية الجنوبية جحر الأفاعي ذاك، قفزت عليه وتركته مفتوحا، وذهبت إلى اتفاق جديد وبدون ضمانات أيضا، وللأسف تم إغراؤها بمناصب وزارية، ومحافظين، لكن ذلك لم يدوم سوى لعام واحد فقط، ووجدت نفسها معزولة دفعة واحدة.

أفلتت بصعوبة وراحت تؤسس المجلس الانتقالي وبدلا من أن تردم جحر الأفاعي، كررت نفس الغلط، وذهبت إلى اتفاق جديد وبدون ضمانات أيضا، وها هي اليوم تمارس الندب والتباكي...

والسؤال المحير دوما: لماذا تلعبون دائما دور الضحية، مع أنكم الأقوى تقريبا؟

ولماذا تتجاهلون الشعب عند التوقيع على الاتفاقات، وتعودون إليه حينما تلدغكم الأفاعي؟

يتقديري الشخصي المشكلة ليست في الأفاعي، بل فيكم أنتم، في طريقة تفكيركم، في طبيعة تعاملكم، في عجزكم السياسي، وفي سهولة بلعكم.

وللأسف ما تزالون تجهلون حقيقة أن القوة العسكرية بدون ذكاء سياسي، ليس لها أي معنى، وبأن المعارك السياسية هي مربط الفرس في تحديد الخاسر والمنتصر، لأنها لا تقوم على مبدأ المواجهة المباشرة.

الخلاصة: لا تنتظروا من العليمي أن يعلمكم سياسة، أو يساعدكم في تحقيق الاستقلال، كما أن التباكي لم يعد مقبولا اليوم.