عرب وعالم

الأحد - 23 أكتوبر 2022 - الساعة 09:34 م بتوقيت اليمن ،،،

إرم نيوز


قال المجلس الروسي للشؤون الدولية، إن دول الشرق الأوسط يمكن أن تكون الأنسب للقيام بدور الوسيط مستقبلا، فيما يتعلق بالتصعيد بين روسيا والغرب، في ظل الحرب الروسية الأوكرانية.


وأضاف المجلس في تقرير نشره على موقعه الإلكتروني، أن "الشكل الحالي للعلاقات الدولية في العالم، دخل مرحلة جديدة من إعادة التشكيل، وهو أمر يمكن أن يستغرق سنوات، خاصة أن الشرق الأوسط يمثل إلى حد كبير بداية للتغيرات في العالم، حيث بدأ مرحلة إعادة الهيكلة منذ 10 سنوات تقريبا، وسط توقعات بتغييرات عالمية في النظام الدولي".

وتابع التقرير أن "دول الشرق الأوسط تعلم جيداً ثمن التغييرات الحالية، وتسعى بشدة لاستخدام الدبلوماسية والوساطة والنهج الواقعي في التخفيف من حدة الأزمات، ومن بينها الصراع في أوكرانيا".

وساطة نشطة

وأشار المجلس في تقريره إلى أنه "في يومي 21 و22 سبتمبر، تبادلت روسيا وأوكرانيا أكبر عدد من أسرى الحرب منذ اشتعال الصراع في فبراير الماضي، وتوصلت أطراف إلى اتفاق في يوليو الماضي لفتح الموانئ الأوكرانية أمام صادرات الحبوب".

وقال التقرير: "كلتا المبادرتين جاءتا عبر ترتيبات جيدة من لاعبين خارج الصراع، وبشكل خاص السعودية وتركيا اللتين لعبتا دوراً مع الأمم المتحدة في الوصول إلى اتفاق الحبوب".

وأضاف التقرير: "يوم 11 أكتوبر زار الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، روسيا، للقاء الرئيس فلاديمير بوتين، وخلال المباحثات وجّه بوتين الشكر للشيخ محمد بن زايد على جهوده في المساهمة بحل جميع القضايا الخلافية، بما في ذلك الأزمة المستمرة في أوكرانيا".

كما أشار التقرير إلى "لقاء الرئيسين الروسي والتركي في العاصمة الكازاخستانية أستانة، حيث ناقشا الصراع في أوكرانيا إلى جانب العلاقات الثنائية".

ورأى التقرير أن "هذه التفاعلات رفيعة المستوى تكشف الاهتمام الشديد من جانب دول الشرق الأوسط بالعمل كوسيط في التصعيد الخطير بين روسيا والغرب، في ظل الصراع الأوكراني".

وقال التقرير: "بصورة عامة، تشارك دول الشرق الأوسط في العملية الدبلوماسية، وتعرض الوساطة بين موسكو وكييف مع الحفاظ على حيادها والنهج العملي، ويبدو من الواضح أنهم مهتمون أكثر بكثير بالوصول إلى حل سريع للنزاع أو على الأقل ألا يطول، بشكل أكبر من نظرائهم الغربيين".

وأشار التقرير بهذا الخصوص، إلى أنه في الغرب، كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "الوحيد الذي عرض الوساطة، منذ بداية الصراع".

وأضاف أنه في المقابل "عرضت عدة دول في الشرق الأوسط نفسها كوسطاء، وهي: السعودية والإمارات ومصر وقطر وتركيا وإيران، كما قامت جامعة الدول العربية بتقديم نفسها كوسيط، وهو ما يطرح تساؤلاً: ما الذي يكمن وراء هذا الموقف النشط؟".

البراغماتية والحياد

قال التقرير إن "دول الشرق الأوسط وظّفت مؤخراً النهج البراغماتي في سياستها الخارجية، مع التنوع في الأدوات الدبلوماسية، وهو ما يؤتي ثماره بالفعل، فمن خلال المضي قدما في تلك السياسات البراغماتية، سيكون لدى دول الشرق الأوسط المزيد من الفرص للعمل كوسطاء، وتعزيز الحل السلمي وتعزيز مصالحهم باستمرار".

وأضاف التقرير: "هذا هو السبب في أن روسيا لا تعتبر الدول الغربية وسطاء محتملين، حيث أساءت بوضوح إلى حيادها من خلال فرض عقوبات وإرسال أسلحة ومدربين ومرتزقة إلى أوكرانيا".

وأشار التقرير إلى أن معظم دول الشرق الأوسط تشترك في النظرة التي تفتقد الثقة في الغرب، وترى أن الصراع الأوكراني أثبت المعايير المزدوجة التي يستعين بها الغرب في تبرير مواقفه، ولا تنطبق على صراعات أخرى مثل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".

عالم متعدد الأقطاب

وأضاف التقرير: "يمكن القول إن دول الشرق الأوسط تفضل عالما متعدد الأقطاب والمراكز، على عالم أحادي القطب، من خلال الحصول على أسلحة وضمانات أمنية من الولايات المتحدة، واستثمارات من الصين، وتعاون في الطاقة والأمن من روسيا، حيث أصبحت تلك السياسة واحدة من الركائز الجديدة لعلاقاتهم الخارجية".

وتابع التقرير: "التأثير السلبي للأزمة على الأمن الغذائي يعتبر أحد الأسباب كي يكون لتلك الدول مصلحة في حل الصراع، والحفاظ على العلاقات مع موسكو؛ نظراً لأن روسيا وأوكرانيا من بين أكبر مصدري السلع الزراعية، الحبوب والذرة وزيت عباد الشمس، والأسمدة، كما أن الصراع يؤثر بشكل ملموس على الإنتاج والتسليم الآمن ونقل البضائع، إضافة إلى أمور أخرى تتعلق بالنفط والسياحة".

وخلص التقرير إلى أنه "من المهم للغاية الإشارة إلى أن دول الشرق الأوسط قد لا تتمكن من جعل روسيا وأوكرانيا والغرب يجلسون على طاولة المفاوضات وفرض السلام، إلا أن دورها الرئيسي مختلف، ويكمن في إعداد عملية تفاوض، وجعلها مناسبة، بمجرد أن يحين الوقت والظروف الملائمة".

وختم المجلس الروسي للشؤون الدولية تقريره بالقول: "إذا نجحت دول الشرق الأوسط في الحفاظ على نهجها البراغماتي تجاه الأزمة الأوكرانية، وفي مواصلة سياساتها، فستكون هناك المزيد من الفرص للوصول إلى تسوية بناءة، وانتقال أكثر سلاسة إلى هيكل دولي جديد".