أخبار وتقارير

الجمعة - 21 أكتوبر 2022 - الساعة 04:54 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن حرة / خاص

الحوار قيمة إنسانية سامية وأسلوب راق لحل الخلافات ووضع المعالجات للمشكلات التي تجابه بني البشر. حث القرآن الكريم على اتباعها. "وجادلهم بالتي هي احسن".

إن الحوار الذي يجريه المجلس الانتقالي الجنوبي هذه الأيام مع كل الجنوبيين في الداخل والخارج، ومن مختلف ألوان الطيف السياسي، يعد خطوة متقدمة ومكسباً قَيِّماً يحققه شعبنا الجنوبي في ثورته الثانية ليتخطى به المطبات التي واجهت الثورة الأولى ( 14 أكتوبر 1963م). وهو ( الحوار) يأتي ( وإن تأخر لظروف ذاتية وموضوعيةتتعلق بالحراك الجنوبي) استكمالاً لما أسسه مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي الذي تم تبنيه في عام 2006م. وشكل الأساس والمنطلق للحراك السلمي الجنوبي في عام 2007م.

هذا الحوار ياتي في هذه المرحلة المفصلية في تاريخ شعبنا الجنوبي التي يحقق فيها المجلس الانتقالي الانتصارات على قوى الإرهاب والعمالة، ويقترب من تحقيق هدف الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية.. هذه المرحلة التي شهدت عودة شبوة وأبين إلى الحضن الجنوبي بعد تطهيرهما من أوكار الإرهاب والتطرف. وتشهد فيها كذلك حضرموت والمهرة تصعيداً شعبياً رافضاً لاستمرار بقاء المنطقة العسكرية الأولى وأي تواجد لأي قوات يمنية على أراضيهما، بل والمطالبة أيضاً بتوجهها إلي الجبهات ومواقع التماس مع الانقلابيين.

كل المؤشرات التي رَشَحَت عن سير الحوار الوطني الجنوبي مبشرة وتبعث على التفاؤل، فالكل مجمع على هدف استعادة الدولة والهوية الجنوبية. ومعظم الحوار يدور حول تفاصيل متعلقة بشكل الدولة القادمة ومضمونها، والآليات التي ستتبع في إشراك الآخرين في قيادة هذه المرحلة تحت مظلة المجلس الانتقالي الجنوبي.

لقد تمكن الجنوبيون بحوارهم وبتنازلهم لبعضهم البعض من سحب البساط من تحت أقدام أعداء قضيتهم الذين كانوا ولا يزالون يراهنون على تَفَرُّقِهم وعدم التقائهم، وذلك بعد نشرهم الفتن والثارات ونبشهم لصراعات الماضي في مناطق،الجنوب كافة.

إن الحوار الوطني الجنوبي سوف يخلق جبهة داخلية موحدة يصعب على الأعداء اختراقها، وسيشكل منطلقاً وخلفية آمنين للقوات المسلحة الجنوبية يمكنانها من استكمال تحرير باقي المناطق الجنوبية الخاضعة لسيطرة القوات اليمنية والإخوانية.

وبعد نجاح الحوار الوطني الجنوبي وتوقيع ميثاق الشرف الجنوبي ستكون للمجلس الانتقالي، باعتباره الحامل السياسي لقضية شعب الجنوب، الكلمة الفصل، و التي، لاشك، سيصغي لها الإقليم والعالم، وذلك على اعتبار أنها كلمة شعب الجنوب الحر الذي يتوق لاستعادته حريته ودولته. بالإضافة إلى أن الحوار الوطني الجنوبي سيضع الضمانات الكافية لكافة ابناء الجنوب بأن تكون لهم الأولوية في ثروات مناطقهم / أقاليمهم، ولهم وحدهم حق إدارتها.

إن جماهيرنا شعبنا الجنوبي تتطلع إلى اليوم الذي ستعلن فيه نتائج الحوار والتوافقات الجنوبية، وسيتم فيه التوقيع على ميثاق الشرف الجنوبي. وفي ذات الوقت فإنها ترجوا أن يتكلل مسعى المشاركين في هذا العمل الوطني الجليل بالتوفيق و النجاح.

حسن علي حسن عبد الرب