برزت مطالبات بين المغردين السعوديين بالرد على الهجوم الإعلامي الأميركي باللغة الإنجليزية على مواقع التواصل الاجتماعي.
واكتسح هاشتاغ #توحيد_صورة_ولي_العهد_في_تويتر الترند السعودي والعربي للمطالبة بتغيير صور الحسابات الشخصية إلى صورة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في مقابل انتشار خجول لهاشتاغ #Stand_With_KSA بالإنجليزية، الذي يعني “قف مع السعودية”، إذ احتوى تغريدات قليلة معظمها بالعربية. وانتشرت هاشتاغات أخرى على غرار #SaudiArabia و#KSA و#MBS، وهو اختصار لاسم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وحذر رئيس المخابرات العامة السعودية السابق الأمير تركي الفيصل من الحملات الإعلامية ضد السعودية التي تتجاوز مهمة الإعلام والنقد الموضوعي للأخطاء، مؤكدا أن “قوة المملكة الناعمة يجب أن تكون موازية لقوتنا الوطنية”.
وقال المغردون السعوديون الذين يتفاعلون مع كل الانتقادات الموجهة لبلاهم إن هناك حملة تحريض غير مسبوقة على بلادهم. والحملة امتداد لحملات خجولة في الإعلام الأميركي تظهر بين الفترة والأخرى، لكنها شديدة القوة هذه المرة.
ولطالما قال السعوديون إن “الإعلام اليساري” الأميركي يعادي بلادهم. والمصطلح متداول في أوساط السعوديين الذين يؤكدون أن عداوته للسعودية تقوم على أسس أيديولوجية، وقال مراقبون إن حنق إعلام اليسار الأميركي تفجّر غضبا وهجوما وادعاءات على قرار مجموعة أوبك، زاعما أن السعودية تسيّس النفط، وظل الديمقراطيون يحاولون إقناع الرأي العام الأميركي بأن سبب ارتفاع أسعار الطاقة والتضخم في الولايت المتحدة هو السعودية.
ويعتبر معلقون أن الغضب الأميركي، الذي جاء نتيجة للتعبئة الإعلامية الموجهة، سيهدأ ويستقر في نهاية المطاف، وسيبقى ولي العهد السعودي في منصبه من أجل مستقبل بلاده بسبب الشعبية الجارفة التي يحظى بها لدى السعوديين.
وسبق أن أكد الخبير الأميركي غريغوري غاوس أن الأمير محمد حصد هذه الشعبية في بلاده بشكل مستحق، “بعد أن جلبت قراراته تغييرا حقيقيا على حياة السعوديين، وهم ليسوا على استعداد للتضحية بحرياتهم وفرصهم الجديدة بعد اليوم، بسبب قلاقل إعلامية”.
ويقول إن “ولي العهد صاحب رؤية إصلاحية، واستطاع تقديم صورة المملكة أمام العالم بشكل رائع”، في إشارة إلى أن “الصورة السلبية التي يجري ترويجها عبر الإعلام المناهض حول محمد بن سلمان لا تعبّر عن الواقع في أي شكل من الأشكال”. كما “يثمّن قدرة محمد بن سلمان على السيطرة على السياستين الداخلية والخارجية، والأمن والاقتصاد، حق تقدير”.
ويظهر أن السعودية “رغم النقص في إيصال وجهة النظر السعودية إلى الراي العام الأميركي أحيانا، فإنها تواجه الضغوط الناتجة عن الحملات الإعلامية المكثفة بكل مرونة، بفضل التفاف السعوديين حول الأمير محمد، الذين يعتقدون أنه أعاد للسعودية هيبتها، إذ أصبحت عبارة #المملكة_لا_تقبل الإملاءات ترندا على موقع تويتر.
ويراقب مغردون ما ينشر في الإعلام الأميركي ويحاولون الرد. ونشر بعضهم فئة من تغريدات المسؤولين الأميركيين الذين يخوضون حملة شرسة ضد السعودية، من ذلك ما قاله السيناتور كريس مورفي في سلسلة تغريدات، إذ قال “أؤيد وقف مبيعات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية، لكن هناك تغييرين عمليين وفوريين يمكن للولايات المتحدة إجراؤهما على السياسة السعودية، سيكون لهما تأثير على المدى القريب على الحرب في أوكرانيا”.
وأضاف “أولا يستخدم الأوكرانيون (ويحتاجون المزيد) صواريخ AMRAAM جو – جو. هذه الصواريخ ضرورية للدفاع ضد القصف الإجرامي الروسي للمدنيين. ومن المقرر أن ترسل الولايات المتحدة 280 AMRAAM إلى المملكة العربية السعودية. يجب إعادة توجيه هذه إلى
أوكرانيا”.
وتابع “ثانيا هناك بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ تملكها وتشغلها الولايات المتحدة في المملكة العربية السعودية الآن. إذا لم تكن المملكة العربية السعودية مستعدة للانحياز إلى جانب أوكرانيا والولايات المتحدة في مواجهة روسيا، فلماذا نحتفظ بصواريخ باتريوت هذه في المملكة العربية السعودية عندما تحتاجها أوكرانيا وحلفاؤنا في الناتو؟”.
وقال “يجب علينا إزالة بطاريات باتريوت هذه من المملكة العربية السعودية ونقلها إلى أوكرانيا أو شركاء الناتو الذين نقلوا أسلحة إلى أوكرانيا ويحتاجون إلى ردم أنظمة الدفاع. هاتان الخطوتان ستحققان حجم علاقتنا مع المملكة العربية السعودية وتساعدان أوكرانيا”.
وفي المقابل، تداول آخرون مقابلة مترجمة للباحث السعودي سلمان الأنصاري مع فرانس 24 بالإنجليزية، رد فيها الاتهامات الأميركية.
ووجه آخرون سهام النقد إلى الإعلام الفاشل محليا، الذي يبرز ضعيفا وغير قادر على توجيه الرأي العام، فيما يظهر الإعلام الخارجي للمملكة مخطوفا ومسيطرا عليه من جهات أجنبية.
ورد الإعلام السعودي بقوة على الانتقادات الأميركية للمملكة واشتبك مع “انتقادات” واشنطن سريعا، لكنه يبقى محليا وغير مؤثر، لا داخليا ولا خارجيا.
ويبحث السعوديون عن تأثير اللوبي السعودي في الولايات المتحدة، وسبق أن حققت الجهود السعودية اختراقات للرأي العام الأميركي، لكن مراقبين يعيبون عليها أن الجهود موسمية، وتندرج في إطار ردّ الفعل، لا الفعل.