أخبار وتقارير

الخميس - 10 يوليو 2025 - الساعة 10:03 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن حرة / صدام اللحجي :


لم يكن الأستاذ هاشم عبدالكريم فضل السقاف، المعروف بـ هاشم السيد، مجرد خريج عادي من كلية التربية صبر، بل كان من أوائل دفعته في قسم اللغة العربية لعام 2000، وسبق له أن حاز على المركز الأول في السنة الثالثة عام 1999، ليُكرم حينها في كلية الطب بعدن بحضور محافظ عدن ورئيس الجامعة ونائبه، في تكريم نادر يعكس مكانته العلمية.

لكن رحلة هاشم لم تستمر في مسار التفوق فقط، فقد أجبرته ظروف البلاد وشح الوظائف على التوجه إلى محافظة حجة ليؤدي رسالته التربوية هناك لأكثر من عقد، قبل أن يعود إلى لحج ويباشر عمله في مدرسة العند تبن.

وفي مطلع أبريل 2015، تغيّر كل شيء حين أصابته رصاصة قناص في ركبته أثناء الحرب، ليصبح من أوائل جرحى ذلك اليوم الدامي إصابته تسببت له بإعاقة دائمة تصلب في المفصل، ضمور في أوردة القدم، وتمزق في الشريان الرئيسي، ما أدى إلى سواد ساقه وصعوبة في المشي والصلاة، دون أن يتلقى أي علاج على نفقة الدولة.

وما يزيد الألم هو أن الأستاذ هاشم حُرم من راتب الجريح، بسبب قانون "عجيب" يقصر الاستحقاق على الجرحى غير الموظفين، ما جعل كثيرًا من الجرحى التربويين في مواجهة مع الجوع والخذلان.

رغم ذلك لم يتوقف هاشم عن أداء رسالته، وانتقل للعمل في إدارة التربية بتبن لحج، براتب لا يغطي حتى أساسيات العلاج أو الحياة، بينما تستمر ساقه بالنحول عامًا بعد عام، ويزداد وضعه الصحي سوءًا في ظل تجاهل حكومي مطبق.

هاشم متزوج وأبٌ لثلاثة أبناء، ومعلمٌ وجريح، وقبل كل ذلك إنسانٌ حمل العلم ثم حمل الجراح لكنه لم يجد من يحمل عنه همّ الإعاقة أو يعيد له شيئًا من حقه المهدور.