لأنه يعتقد أن بإمكانه اقتناء أي شيء، بل تغيير أي شيء بأمواله، فإن إيلون ماسك يمارس رفاهيته عبر صفقة شراء تويتر، ليس بطريقة لعبة القط والفأر، بل بفرض شروطه لكسر الموقع وإخضاعه مع الأخبار الجديدة التي تتحدث هذا الأسبوع عن احتمالات إحياء صفقة الشراء من جديد مقابل 44 مليار دولار.
الثري الجنوب أفريقي الذي حصل على الجنسية الأميركية قبل سنوات، معروف بمزاجه المتقلب، حتى مع صفقة بهذا المبلغ الضخم. لذلك تم تبادل رسائل نصّية مع مقربين له قد تمثل نهاية محتملة لواحدة من أكثر الخلافات القانونية دراماتيكية في تاريخ وادي السيليكون. وهذا ما جعل كيفن روز أحد أهم الكتاب المهتمين بتقاطع التكنولوجيا والأعمال والثقافة يضع مجموعة من الاحتمالات المرتقبة التي تغير تويتر تحت سطوة المالك الجديد بوصفه شخصية مستقطبة في الانتخابات الرئاسية 2024. بيد أنه لا أحد يعرف الكثير بشأن ما سيفعله الملياردير الزئبقي مع تصريحاته الغامضة.
مهما يكن من أمر فإن روز، وبناء على الرسائل النصية التي تم تداولها كجزء من المعركة القانونية المطولة، وضع تنبؤات يعبّر فيها عن ثقته بأن ماسك سيفعلها إذا انتهت صفقة الشراء لصالحه.
سيقوم بـ"تنظيف" منزل تويتر من إدارته، بدءا من إقالة الرئيس التنفيذي للشركة باراغ أغراوال الذي تولى المنصب العام الماضي خلفا لجاك دورسي. لكن لماذا؟ ببساطة متناهية لأن الملياردير الزئبقي غير راض عن "المسكين" أغراوال. "ماسك ينحدر من جنوب أفريقيا وأغراوال من الهند، والاثنان يحملان الجنسية الأميركية".
لم ينفع العشاء الودي الذي سبق وأن جمع الرجلين، لأنهما تبادلا التحذيرات المهذبة في ما بعد، خصوصا بعد تغريدة ماسك المتهكمة "هل تويتر يحتضر؟"، التي رد عليها الآخر بأنها لغة لا تساعد في تحسين خدمات المنصة.
من خلال قراءة رسائل ماسك، من الواضح أنه يعتقد أن قيادة تويتر ضعيفة وغير فعالة، وتفتقر إلى القدرة على تنفيذ رؤيته للشركة. وإذا لم يستقيل أغراوال فور اكتمال الصفقة، فإن كيفن روز يتوقع أن يقوم ماسك بإقالته في اليوم الأول وتسمية نفسه أو حليفا مقربا منه كبديل. وبطبيعة الحال كل التوقعات لا تشير إلى إقالة المدير التنفيذي وحده دون تصفية معظم القيادة العليا للشركة وتنصيب لائحة من الموالين له، عندها سيكون أغراوال آخر من يفقد وظيفته في الولايات المتحدة "هل نتحدث هنا عن انقلاب عسكري في تويتر"؟
لكن ماذا عن الآلاف من العاملين في تويتر، هل يمكن أن يتمردوا على الانقلاب العسكري الذي سيطيح بقيادتهم؟ بلا أدنى شك أن التوقعات تفضي إلى ردة فعل عنيفة من الموظفين. وقد يعتقد هؤلاء الموظفون لسبب ما قد يكون متعلقا برغبة المالك الجديد جعل تويتر شركة خاصة تتخلى عن العديد من المشاريع التي يهتمون بها في مجالات مثل الثقة والأمان. أو قد لا يرغبون ببساطة في التعامل مع تراجيديا نظام ماسك والبدء في البحث عن وظائف في مكان آخر.
علينا هنا تذكر ما قاله أغراوال من قبل بأن الأغلبية الصامتة من موظفي تويتر تدعم رؤية ماسك. لكن روز في مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز" نقل عن جملة موظفين تحدث إليهم كشفوا عن خططهم للمغادرة إذا استولى ماسك على الشركة، وفق الجملة الأميركية الشهيرة التي يستعين بها كبار الإعلاميين عند الاستقالة الغاضبة “لا يمكن أن أعمل مع هذا الرجل".
في النهاية ستكون هناك حزمة من الأسئلة، لا أملك الإجابة عليها، مثل هل سيعود ترامب إلى تويتر، هل سيمزق ماسك معايير التغريد الحالية؟
* العرب