أخبار اليمن

الثلاثاء - 31 مايو 2022 - الساعة 03:45 ص بتوقيت اليمن ،،،

عهد الخريسان

لعلي اكثر من كتب ووضح في السنوات القليلة الماضية عن ازمة الكهرباء في المحافظات الجنوبية، ازمة تكرر نفسها مع صيف كل عام حيث تتجاوز درجة الحرارة 40 درجة مع إنحسار الرقعة الزراعية وإزدياد العمران الذي يسبب إضطراب إيكولوجي يضر البيئة ويفاقم مشكلة الحرارة مع زيادة الطلب على الطاقة وغياب الية الإستيعاب إضافة الى غياب برامج التحديث والتطوير ومحدودية الطاقة التي لا تتجاوز 36 ميجا في محافظة كلحج أضف الى إنتشار مظاهر الفساد المالي والإداري وإنعدام الدور الرقابي على هذا القطاع وهي مشكلة يتم إنتاجها في كل مؤسسات الدولة وتعزيز ثقافتها في كل قطاعاتها ولكن تظهر جليا في الكهرباء لإنها تؤثر بشكل واضح على حياة المواطنين الذي يعد أكثر القطاعات شاهدا على فترة إدارة النخب السياسية الفاسدة لدولة وإستئثارها بمواردها وقدراتها!!!!!.

ازمة الكهرباء ليست معضلة يصعب حلها على العكس تظل الحلول متاحة بل ومتاحة جدا وفي المتناول متى ما وجدت قيادة حقيقية ووطنية تنشد الحل ولا تنتج المشاكل وشعب واعي ومدرك ويتفاعل مع حقوقه إيجابا.
تبداء الحلول بنية حقيقية للإصلاح ووضع رؤية إستراتيجية في إطار مشروع وطني لإنتاج الطاقة عبر الاتي:
1/ إعادة اصول مؤسسة الكهرباء وعدم الإعتماد على الطاقة المشتراة التي تستنزف ميزانية الدولة ومؤسسة الكهرباء وتوفير تلك الاموال لتحديث وتطوير القطاع فتقريبا نحن الدولة الوحيدة التي تعتمد على شراء الطاقة لإنتاجها وبالرغم بان المشكلة هذه وليدة النظام السابق الا أن النخب التي قامت بثورة عليه فرضتها كواقع بديل عن الكهرباء الوطنية ومنهجتها لتدعم شراكة الفساد بين السلطة ورؤوس الأموال الخاصة على حساب المواطن وخدماته!!!!!.
2/ البحث عن مصادر اخرى لتوليد الكهرباء وعدم الاعتماد على إنتاجها بالوقود النفطي الذي يعد طريقة مكلفة لاسيما لدولة هي الاشد فقرا وفسادا في العالم وهي طريقة عفا عنها الزمن ولا تستخدم الا على نطاق ضيق جدا جدا في كل انحاء العالم ويمكن الاستعانة بالدول الشقيقة والصديقة لتدعيم هذا القطاع والتي فعلا قدم بعضها مشاريع مثل هذه لكن اصطدم بمافيا الفساد التي ترى في كل مشروع وطني تهديدا لمصالحها فتعيق تنفيذه.
4/ تحديث الشبكة الوطنية للكهرباء وتفعيل الصيانة الدورية لها فإنهيار الشبكة وتهالكها هي احد اسباب الانقطاعات المتكررة والطويلة لاسيما في فصل الصيف الذي تزيد فيه الاحمال على الشبكة.
4/ وضع خطط طويلة ومتوسطة المدى لإستيعاب الزيادة العمرانية التي ينبغي أن تكون بالتوازي مع تطوير الخدمة لزيادة القدرة الإستيعابية ومنع اي إستحداثات ومخططات سكنية جديدة لا تنسجم مع هذا التوازن.

هذه هي اهم النقاط لتحديث وتطوير قطاع الكهرباء في المحافظات الجنوبية خطة تضعها الدولة وتمونها وتدعم تنفيذها بينما تقوم السلطات المحلية بمراقبتها وضمان تنفيذها لكن اين هي الدولة؟!!
لا توجد عندنا دولة بالمفهوم التنظيمي والحضاري للمعنى ولكن يوجد إطار لنخب فاسدة هدامة متصارعة يطلق عليها دولة تبيع الوهم لشعبها وتتعاطى الشعارات الزائفة وشعب للأسف لو حرم الاكسجين لمات إختناقا دون ضوضاء فلا غرابة أن تتطور الأزمات مع كل عام وتصبح اكثر بشاعة وفتكا