كتابات وآراء


الجمعة - 09 ديسمبر 2022 - الساعة 05:23 م

كُتب بواسطة : د. عارف محمد الحسني - ارشيف الكاتب



هل لذا الحكومة المُشكلة مفهُوم عام " لجودة الحياة " ، أو تسعى لها ؟! عبر خطط عملية "مُزمنة" مُعدة ، وذلك عند سماعنا خبراً مفاده إقرار رئيس الوزراء تشكيل لجنة بأعداد الموازنة العامة للدولة للعام 2023 م ؛ أم أن ما لديها هي خارطة اقتصادية من المُؤشرات الرئيسة الفظفاظة ، تحت عناوين بارزة تسمى مجالات ، دون قياس ، لزمن تنفيذها ، أو جودتها .

حيث أن مفهوم جودة الحياة لا يشمل الخطط الاقتصادية فقط ، وإنما يجب البحث في جميع تفاصيلها ؛ أي أين رقي الخدمات التي تقدم ، والوصول إلى حُسن الرضا بها ، كحصول موظف الدولة على راتبه بكل أريحية ، و بانتظام ، وحصول المُواطن على الخدمة من مؤسسات الدولة العديدة ، دون تقديم الرشاوى ، كالحصول على قطعة أرض لبناء مسكنه الشخصي ، وتقديم الخدمات الأساسية للعيش فيه ، وغيرها عديدة يدخل في هذه التفاصيل- أين موقع العلاوات السنوية المقرة من يناير 2022م ، أين نحن منها ؟

الجودة بمفهومها العام : هي مجموعة الصِفات والخصائِص لأي خدمة ، والتي تؤدى إلى تحقيق رغبات مُعلنة أو مفترضة ، بمعنى آخر هي المُطابَقة للاحتِياجات ، وتجاوز مُتطلبات المُستفيد مِنْها ، بهدف إشباع حاجاته . فجُودة الحياة ، مفهوم شامل " تنمية أفراد المجتمع " . أي كل ما يتمتع به الفرد من مسكن ، وملبس ، ومأكل ،ومشرب ؛ ويتحدد ذلك – عادة بمستوى دخله ، والبيئة التي يعيش فيها . ويشير البنك الدولي بأن قياس جودة الحياة "يتمثل بمتوسط نصيب الفرد من دخل الأسرة ، وإنفاقها ، يُعدان مقياسين ملائمين للدلالة على جودة مستوى المعيشة" ؛ كما انتم تعيشون ، وأولادكم . بحسبة بسيطة مئة ألف ÷ سبعة أفراد = ( قسمة ضيزى ) .

أم أصبح مفهوم جودة الحياة يقتصر في نظر السلطات بمختلف مستوياتها ومسمياتها من خلال حصولنا على قطرات ماء الحياة الأساسية فقط من الخدمة ، دون التفكير بغيرها ، هذا المفهوم قديم عفا عليه الزمن - أين نحن إذاً من عجلة الزمن؟ هل نعيش بعهد قديم في القرن الواحد والعشرين ؟ من أيام إمامنا المُفدى! ، إذاً لماذا قامت الثورات ( ذلك اليوم الأغر سبتمبر- أكتوبر- نوفمبر) ؟ أليس من اجل تصحيح هكذا فكر ، أو أن نبدل حاكم بحاكم آخر فقط ؛ أم لتحسين جودة حياتكم عندما تغيرت مقارنة بالزمن القريب .

أين مؤشرات جودة الحياة الحضرية ، وسياسة الإسكان في خططكم التي ستقدم لمجلسكم ، في إنشاء مدن جديدة ، أو حتى قل في أضعف الأيمان إعادة توزيع المُخططات السكنية التي صُرفت منذُ عشرات السنين ، ولم تتم ؛ لأن البناء والتوسع الحضري غير المخطط له ، وغير المصمم جيدا يؤثر على كافة الخدمات الأخرى ، والمؤثرة سلباً على جودة الحياة ، أين جودة الحياة في مجال التعليم العام ، والجامعي ، في مجال الصحة ، والرياضة ، وخدمة الكهرباء ، وغيرها عديدة . "أين ألنت جيلٌ من قديم الزمن ، أين تخطيط المُدن ؟ كلها حواري ، وعشوائي ومطبات وكذِبٍ ووهن ، أين التعليم الابتدائي ، الثانوي والجامِعي ؟ كله جهلٌ وندم ، أين الصحة ، يا طبيب اليمن ؟ كلها نعشٌ ، وقبرٌ ، وبُكاءٍ ، وندم ، أين الضرائِب ؟ كُلها نهبٌ ، وسلبٌ ، وحنشانٌ ، ، وهِمم - أين ؟ بعدد حكومة وزرائِها ، ورئيسهم الهُمام الموجودون في عدن ، ثغر الوطن ، في جبل معشاق ، كهف أرض الوطن ، هل صدقاً جئتم لشعب الوطن ؟!!

إذاً ما هي المعايير التي وضعتموها في خطتكم لتنالوا بها الثقة لتحقيق هذا الهدف المنشود عند إدارتكم لشئون هذا الشعب المغلوب على أمره لسنين ، والسياسات والإستراتيجيات لمشاريع التنمية المستدامة للمجتمع ، وطريقة ، وزمن تنفيذها ، لرفع مستوى أفراد المجتمع معيشياً الذي تستعبدونه في خطتكم لإدارة الدولة ؛ وبالرغم من عدم ، وجود أسس ثابتة لمعنى جودة الحياة بمفهومها العام ، ولكن هناك خارطة من المؤشرات يتفق الجميع عليها؛ كما يوجد اتفاق على أن جودة الحياة يمكن قياسها بالإجابة على الأسئلة التالية :-

1- ما هي مؤشرات جودة الحياة في وضعنا الحالي ، وتساعد موازنتكم للتغيير بها للأفضل .

2- هل المجتمع الذي " تستعبدوه" يشعرُ بالرضا ، والسعادة من خلال إشباع حاجياته اليومية في كافة مجالات حياته ، والتي تتناسب ، ودخل الفرد منا .

إذاً نتفق أن مؤشرات جودة الحياة هي نتاج لخطط التنمية ، وجودة الحياة مطلب لكل فرد ، وبضاعة ليس بها جودة لا فائدة منها "كطعام بلا ملح" يقدم لإنسان مريض ، وهو شعبكم الصابر في أرض كانت تُكَّنى يوماً بالسعيدة .

د. عارف محمد احمد علي