كتابات وآراء


الجمعة - 04 نوفمبر 2022 - الساعة 01:22 ص

كُتب بواسطة : خالد سلمان - ارشيف الكاتب



تحت عنوان “القوة القهرية” أوقفت شركة “كالفالي بتروليم ” إنتاجها للنفط في القطاع رقم “9” منطقة الخشعة حضرموت.

جملة “القوة القهرية” تُستخدم عادة في حال الإضطرابات السياسية، وعدم إستقرار الأمن المحيط بمناطق إنتاج النفط.

شركة “كالفالي” أوضحت أنها لم تعد تستطيع إنتاج المزيد من النفط لإمتلاء خزاناتها، وعدم دخول ناقلات النفط جراء التهديدات الح وثية وإستهدافه مينائي الضبة والنشمية ، وعجز الحكومة عن توفير الحماية.

بهكذا نجح الح وثي في خنق مصادر دخل السلطة الشرعية، دون أن يستهدف جدياً ناقلات النفط، وبمجرد الإعلان عن تلك النوايا بقصف هامشي في الجوار ، أصبحت تلك الحقول خارج الخدمة.

لم ينساق المجتمع الإقليمي والدولي وراء تصنيف الح وثي جماعة إرهابية كما سعت الحكومة لذلك ،وآخرها قمة الجزائر ومساعي واشنطن الجديدة لإحياء الهدنة بالتفاوض مع صنعاء ، لأن إدراجه في مثل هكذا خانة، يقطع آخر جسور التفاهم معه ، ويدفعه نحو إلحاق الضرر بالمصالح الدولية، أكان على مستوى الداخل اليمني أو حقول الجوار ، وهو تهديد أطلقه قائد الحرس الثوري الإيراني، رداً على إتهامات بتدخل سعودي في دعم تظاهرات طهران ، وما نقلته واشنطن للرياض من معلومات حساسة في هذا الملف.

النفط سلعة حيوية إستراتيجية لا تقبل المخاطرة في إتخاذ المواقف، وكل تصريح يقاس تبعاته بميزان الذهب الحساس ، وعلى هذا الأساس يبتز الح وثي مخاوف المجتمع الدولي بوضع مصالحه في مرمى ضرب النار، وفي الأخير لن تتخاطب الكتل الإقتصادية الكبرى إلا مع من يحتل رأس قائمة المخاطر المحتملة ، والح وثي تخطى هذا التصنيف إلى مستوى الخطر الملموس.

ومع إرهابه المستوفي كل شروط التصنيف فكراً وسلوكاً ، يبقي الح وثي الشريك رقم واحد في جهود التسوية والشر الذي لا بد منه.