كتابات وآراء


الإثنين - 05 سبتمبر 2022 - الساعة 12:56 ص

كُتب بواسطة : خالد سلمان - ارشيف الكاتب


ما الذي يثير غضب الإصلاح والحوثي من التقارب الجنوبي الجنوبي، ويوحد ماكيناتهم الإعلامية لمهاجمة محاولة إعادة التفكير بذهنية خلاقة من خارج الصندوق ، محاولة لا تستعيد موجبات إحياء الصراع بل ردمه وإجتثاث مسبباته إلى غير رجعة.

هذه الهيستيريا الموزعة على طرفي الجماعتين الدينيتين، ضد فكرة التصالح ولقاءات القيادات السياسية ، ونزع فتيل التوتر بين أطراف الخنادق العسكرية المتقابلة في أبين، وتوحيد جهدهما لمحاربة تنظيمات الإرهاب ، يثبت حقيقة أن هناك من يستثمر في الحرب الجنوبية الجنوبية ،تحت شعارات مكذوبة ومضللة، كمحاربة الإنفصال والتراص خلف الوحدة ، في حين أن الهدف هو إبقاء الجنوب عبارة عن مربعات مخترقة، ضعيفة يسهل إجتياحها من داخلها وبدم أبناءها.

هذا الهياج الإعلامي لتقارب الجنوب على المستويين السياسي والعسكري ، يكشف أن هناك طرف من مصلحته إبقاء الجرح طرياً نازفاً ، وأن الإصلاح والح وثي مهما أدعيا الخلاف إلا أنهما يتفقان على قضية واحدة ،ويقفان على أرضية مشتركة عنوانها لا لجنوب متماسك مترابط الأوصال ، ولا تسوية لقضيته خارج مظلتهما ببعدها الإقصائي.

هكذا يتوحد الخطاب الإعلامي على مصفوفة عدائية :

الرئاسي باطل
الإنتقالي خطر جسيم.

إلتئام جرح الجنوب وتفاهمات شركاء العمل السياسي خطوة ضد الوطن ، فيما الحقيقة هو خطر يهدد مصالحهم ، في بسط وإقتسام السلطة والثروة وإحتكار القرار وتغييب نصف الخارطة .

ما حدث في الجنوب من مصالحة ، نتمنى أن تحدث بين القوى الحقيقية في الشمال ، ما يساعد على تسريع إنهاء حرب المذاهب، وتهيئة فرصة الإلتقاء عند تسوية متوافق عليها ، ونقطة حل مشترك لا يلغي الآخر ، ويستقيم عوده على حق تقرير المصير .