كتابات وآراء


الأربعاء - 07 فبراير 2024 - الساعة 10:55 م

كُتب بواسطة : د. عارف محمد الحسني - ارشيف الكاتب



هل لديك القدرة على الإقناع،لمن بيده خيوط اللعبة السياسية، والاقتصادية والعسكرية لما تحتاجه المرحلة كمطلب آني وملح ، يجْمع لا يُفرق ، بعد توليك منصب رئيس الوزراء لحكومة الشرعية ، سواء عند الأطراف العربية أو الأمريكية أو الأوربية ، لما تمتلك من سيرة ذاتيه في المجال الدبلوماسي تصب في هذا المطلب عند لقاءاتك وزياراتك المكوكية خلال مدة خدمة كوزير للخارجية ؛ فمن المفترض انك تمتلك مخزون معلوماتي يفوق ما تملكه حتى أعرق أجهزة الاستخبارات تأسيساً بمسمياتها المختلفة ، نتيجة الاتصال المباشر مع رؤساء الدول وممثليهم ، أو من خلال حضورك المؤتمرات الدولية ، والإقليمية والعربية والإسلامية .

كنت كتاجر يطوف العالم مستعرضاً عروض تجارته متمثلة بهموم اليمن بتفرعاتها المختلفة ، فكنت حينها تفتخر بما أنجزته الشرعية من أعمال على الأرض ، ودورها الفاعل في احتضانها وتبنيها لقضايا شعبها في الجوانب التنموية والخدمية ، بالرغم من ضعف الموارد المادية ، والتي كانت حقيقةً تفتقر لها كل محافظة محررة ، فأصبحت اليوم وجهاً لوجه مع حقائق الواقع المُزين حينها في ظل تدني كل مقومات الحياة ، احْتُجزت فيها كل مطالبنا العادلة إلى زمن حضورك لإدارة مجلس الوزراء ، عجز عنها رئيس مجلسها السابق عن تلبية احتياجاتنا الملحة بالعيش الكريم ، بحياة شبيهة ولو من بعيد مع حياة سادتنا وكبرائنا .

إذن إعلان أمر التعيين لشخصكم الكريم تكليف لا تشريف نراه نحن المظلومين على هذه الأرض ألمسماه " مناطق محررة" فلا تتجاهل المسئولية الوطنية التي تحملت أمانتها بحلفك القسم تجاه الشعب بما يتماشى وسوق السياسة والترقية بإظهار ولاء الطاعة العمياء والاختباء ورائها فتصبح الحاضر الغائب عن المشهد إلا عند مناسبة للترويج ، فتقودنا مرة أخرى إلى مخارج ضيقة شبيهة برأس سلطة تنفيذية سابقة .

هذا ما لا نتوقعه منكم ، فأنتم تملكون تفاصيل ترتيب الأوضاع ، وليس مجرد إحلال يعجز عن إصلاح الأوضاع الاقتصادية ، والخدمية التي أصبحت تمس حياة المواطن ، وأضحت ، وأمست عنوان لحياتهم ؛ لا نريد منكم مغادرة جبل معشاق ، لأنكم خلال عشر سنوات زرت العالم كله وجيت ، والتقيت بكل قياداته ، لذا يكفي ترحال ، يجب عليك البقاء داخلياً لجني حصيلة عقد من الزمن ظليت تشرح فيه هموم الوطن ، وأحلامه وأمانيه .

إذن تجاهل مطالبنا هو كمن يفقد بصره ، فيظل الطريق ، فلا يهتدي إلى مسار إنها أزمة يجب التعاطي معها بجدية الانخراط بحلها بوقف دائم لها إلى أن يحل السلام السياسي المطلوب ، لا أن نُعاقب بذمٍ ليس لنا فيه من فعل ، فندفع فاتورة عناد الحوثي بأذية مباشرة لنا ، تجبر المواطن في المناطق المحررة البقاء بحياة الموت .

فأصبح التمسك بمعتقدات سياسية قديمة ، كمن يُزاوج الفرس بالحمارِ ، لا يمكن لها أن تبني حلولاً واقعيه تعزز الثقة بهذه الشراكة ، ضمن مضامين حديثة ننشأ بها جسور التواصل ، والمحبة ، والإخاء ؛ بدلاً من استثمار معاناتنا لأغراض سياسية مؤجلة قد لا تعود بالأرباح المرجوة ، بل تصبح خسائر عالية الضريبة ، إذاً لا تشاركوا بتمريرها عند سكوت ومشاركة لآمال مؤجلة ، لأنها تمثل خيانة لأمانة المسئولية الوطنية مهما جنينا من أرباح مادية فان كل شيء يُفنى .

إذاً معاناتنا تتمثل في تدني القيمة الشرائية لرواتبنا ، وتدني صرف العملة في الأسواق المالية ، وفقدان لخدمة الكهرباء، والتطبيب ، وتدهور التعليم العام ، والجامعي الذي أصبح مصدر تربح رخيص لمن يمتلك المال دون رقابة من سلطة ؛ هذه أهم الخطوط العريضة التي يجب أن تتناولها والوصول بها إلى حلول مستدامة ، وليس ترقيع بنفس الإبرة والخيط القديم ؛ لأ ن مشاركتنا في عاصفة الحزم ، وإعادة الأمل أفقرت شعبكم الذي تتولون رئاسته، لذا يجب المصارحة ، والمكاشفة للتصدعات الظاهرة والخفية التي ألمت بشعبكم ، بمبدأ الاستعداد للتضحية عند تبني قضايانا العادلة .

لذا يجب على شخصكم الاعتباري رفض فكرة المهادنة بآلام امة محكومة بكم ، لان حصيلة جمع الأصفار أصفار ، وهذه نتيجة لا نتمناها لكم عند حل مشاكلنا ، لأنها الشقيق التوأم للسلطة السابقة ، فانهارت معها كل الخدمات ، مما دفع هذا السلوك إلى المطالبة بالتغيير ، لذا لا نريد إعادة التجربة تحت نفس الظروف ستعطي نفس النتائج ، وانته الخبير العالم ، يجب تغيير عواملها ، بأهداف لخطة عمل جديدة لحل مشكلة أنته جئت لحلها .

للوصول إلى حلول مستدامة يجب التعاطي بجدية مع المطالب الأساسية ، وبسرعة كبيرة وباختيار طرق بديلة ، وقصيرة تُسهِل من وضع النقاط على الحروف ليتعرف الغير على كلمات معاناتنا بلسان الدبلوماسية التي امتلكت معارفها ومفاتيحها طيلة عقد من الزمان ، فهل نجني ثمارها ذهباً معك بعد أن امتلكت خبرة الإدارة ، والسياسة .

بهذا التكليف لقد وضعت نفسك ومعارفك العلمية والسياسية والعلاقات الشخصية في نار الاختبار على المحك العملي مباشرة ، ومعنا ؛ إما أن يظهر خبثها فتذهب جفاء كاسم ، أو أن يصل منافعها كل بيت حاضراً ومستقبلاً بذكرى حسنة حتى بعد رحيل ، فعندها قد نستلهم الدرس من ترجيح كفتي الميزان ، هل للمشتري أم للبائع فوائدها .

د. عارف محمد احمد علي