كتابات وآراء


الإثنين - 13 ديسمبر 2021 - الساعة 07:02 م

كُتب بواسطة : وحيد الفودعي - ارشيف الكاتب



محرج جداً أن تمر علينا 7 سنوات منذ بدء الحرب ونحن لازلنا نعيش بدايتها (إدارياً).

سيطرة وتفوق مطلق لسلطة الأمر الواقع في صنعاء في كافة الهياكل المؤسسية للدولة التي ورثوها جاهزة من غير عناء او تعب بعد انقلابهم المشؤوم في ظل واحدية القرار السياسي، وغياب تام لهذه الهياكل في أغلب مؤسسات الدولة لدى الحكومة الشرعية وفي ظل تعدد القرار السياسي.

حكومات (شرعية) متعاقبة ولا يوجد أي منجز يذكر بشأن تفعيل هياكل الجهاز الإداري وتطويره وبناء قدراته.

نسمع بتعيينات وقرارات وتكليفات بالجملة (خلاف السرية)، لكنها لم تُجد نفعاً لأسباب واضحة يعلمها الجميع، بل ربما قد تكون هي السبب (التعيينات) في عدم فعالية الجهاز الإداري لمؤسسات الدولة حتى الآن.

فساد إداري مطلق العنان، بأشكال متعددة وأساليب مختلفة، منها المحاباة والمجاملة والوساطة والجهوية والمناطقية والمحاصصات الحزبية وغيرها في كافة القرارات المتخذة، أدت في مجملها الى ما نحن عليه اليوم من فساد مالي وهشاشة وتشوه إداري وهيكلي شامل في الجهاز الاداري لمؤسسات وأجهزة الدولة لدى الشرعية.

المعلومات والبيانات عادة ما تتصاعد رأسياً من قاعدة الهرم الوظيفي الى أعلى، لتصل الى متخذ القرار وعلى ضوئها يتم رسم سياسات البلد اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً واجتماعياً في كافة مجالات الحياة، لكن اذا كانت قاعدة الهرم هشة والمعلومات والبيانات اتخذت شكلاً عكسياً من أعلى الى أسفل، وما يتوفر من معلومات من القاعدة الهرمية مغلوطة ومظللة ولا تعكس الواقع الحقيقي، فمن الصعوبة بمكان البناء عليها، وفي نهاية المطاف نلحظ مزيداً من التشوه الكلي للنظام بمفهومه الواسع ( تشوه مالي، اداري، اقتصادي مصرفي، نقدي سياسي، امني.... الخ).

البلد لديه مخزون بشري هائل وكفاءات ذات قدرات فريدة تستطيع قلب عقارب الساعة والعودة بالبلد الى مسماه التاريخي (اليمن السعيد)، لكن للأسف لا أحد ينظر اليها، وأصبح الفاشلون هم من يديرون دفة الأمور في هذا البلد الممزق بالحروب.

رئيس الحكومة الوليدة من اتفاق الرياض، د. معين عبد الملك، يصارع وحيداً ويبذل جهوداً جبارة في سبيل إحداث أي اختراق لمنظومة الفساد المالي والإداري للدولة وإجراء إصلاحات واسعة في كافة أجهزتها ومؤسساتها، غير أنه يعمل في بيئة غير مناسبة وظروف غير مواتية وفي ظل صعوبات وتحديات جمة، ويتطلب الأمر معجزة إلهية لانتشالنا مما نحن فيه اليوم، ولا أمل بأن يتغير الوضع شيئا في ظل المعطيات القائمة والظروف القاتمة والمشهد السياسي الضبابي الحاكم لتلك المعطيات، ما لم نتكاتف جميعاً ونقف صفاً واحداً في معركتنا المصيرية ضد الانقلاب الحوثي، وأن نشجع الاصلاحات ونساهم جميعاً في محاربة الفساد في منظومة الشرعية التي يتبناها دولة رئيس الوزراء ونساهم كل من موقعه في إحداث تغيير واصلاح جذري في كافة مؤسسات وأجهزة الدولة.

يقول ابن خلدون في مقدمته:

(لا تولوا أبناء السفلة والسفهاء قيادة الجنود ومناصب القضاء وشؤون العامة ، لأنهم إذا أصبحوا من ذوي المناصب اجتهدوا في ظلم الأبرياء وأبناء الشرفاء وإذلالهم بشكل متعمد؛ نظرا لشعورهم المستمر بعقدة النقص والدونية التي تلازمهم وترفض مغادرة نفوسهم ، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى سقوط العروش ونهاية الدول).