الجمعة - 04 مارس 2022 - الساعة 02:55 ص بتوقيت اليمن ،،،
وكالات
زادت دواعي القلق حول العالم بعد أن أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمرا بوضع قوات بلاده النووية في حالة تأهب "خاصة".
لكن خبراء يرون أن قرار الرئيس الروسي لا ينبغي أن يُترجم بأكثر من كونه تحذيرا لدول أخرى بعدم التدخل فيما يجري بأوكرانيا، لا تعبيرا عن رغبة في استخدام السلاح النووي.
وتوجد أسلحة نووية في عالمنا منذ نحو 80 عاما، وتراها دول عديدة أداة للردع وضمانا للأمن القومي.
ما عدد الأسلحة النووية التي تمتلكها روسيا؟
كل إحصاءات الأسلحة النووية تقديرية ولكن، طبقا لأحدث احصائية نشرها اتحاد العلماء الأمريكيين (منظمة غير حكومية)، يمتلك الروس 5,977 رأسا حربيا نوويا - وهي المسؤولة عن إطلاق التفجير النووي- على أن هذا العدد يتضمن حوالي 1,500 رأسا خارج الخدمة.
أما الـ 4,500 رأسا المتبقية فتعتبر في معظمها سلاحا استراتيجيا - سواء كانت صواريخ باليستية، أو صواريخ أخرى، يمكن تصويبها على مسافات بعيدة. وتلك هي الأسلحة التي عادة ما تصاحب الحرب النووية.
ووفقا لاحصائيات سابقة في العام 2017، فإن روسيا تمتلك 7000 سلاحا ورأسا نوويا، يليها امريكا بـ 6800 ، وبحسب احصائيات عام 2021 فتمتلك روسيا 6250 سلاحا ورأسا نوويا، تليها أمريكا بعدد 5550.
ماذا عن الدول الأخرى؟
تمتلك تسع دول أسلحة نووية، هذه الدول هي: الصين، وفرنسا، والهند، وإسرائيل، وكوريا الشمالية، وباكستان، وروسيا، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة.
ما مدى القدرة التدميرية للأسلحة النووية؟
صُمّمت الأسلحة النووية بالأساس لإحداث الحد الأقصى من الدمار.
ويتوقف مدى الدمار على عدد من العوامل، بينها: حجم الرأس الحربي، والارتفاع الذي كان عليه هذا الرأس عندما انفجر، والبيئة المحيطة بموقع الانفجار.
البقية فهي أصغر حجما، وأقل تدميرا، وهي تستخدم للأهداف الموجودة على مسافات قصيرة في ساحات القتال أو في البحر.
لكن هذا لا يعني أن لدى روسيا آلاف الرؤوس الحربية النووية طويلة المدى جاهزة للاستخدام الآن.
ويقدّر الخبراء أن يكون هناك في الوقت الراهن نحو 1,500 رأسا حربية نووية "منشورة"، بمعنى أنها موضوعة على قواعد ومنصات إطلاق الصواريخ والقاذفات أو على الغواصات في البحر.
الصين 2018
وفي عام 2018 دعت الصين الولايات المتحدة على التخلي عن "عقلية الحرب الباردة"، وذلك بعد أن نشرت واشنطن وثيقة تحدد الخطوط العريضة لخطة لتعزيز قدراتها النووية لردع الآخرين.
وقالت وزارة الدفاع الصينية في بيان بهذا الشأن: "إن السلام والتنمية توجهان عالميان لا يمكن الرجوع عنهما. على الولايات المتحدة التي تملك أكبر ترسانة نووية في العالم أخذ زمام المبادرة لاتباع هذا النهج بدلا من الاعتراض عليه."
وأدت مراجعة السياسة النووية الأمريكية إلى إثارة غضب روسيا بالفعل واعتبرت هذه الوثيقة تصادمية وتثير مخاوف من إمكان زيادة خطر حدوث سوء فهم بين البلدين.
وجعل الجيش الأمريكي مواجهة الصين وروسيا محور استراتيجية دفاع وطني جديدة كشف النقاب عنها في وقت سابق من الشهر الجاري ووصفهما بأنهما "قوى رجعية".
وقال ترامب لكيم: زري النووي أكبر وأقوى من زرك
ويقول مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة ستردع روسيا عن استخدام الأسلحة النووية من خلال تعزيز قدرتها النووية ذات القوة التدميرية المنخفضة.
ولكن ما هي التي تملك أسلحة نووية؟
هناك تسع دول تمتلك نحو 9 آلاف سلاح نووي سواء كانت هذه الأسلحة منتشرة ( صواريخ على الأرض أو البحر أو في الجو) أو مخزنة. وهناك 1800 منها في حالة تأهب قصوى ويمكن إطلاقها في أية لحظة.
وتمتلك الولايات المتحدة وروسيا أكبر ترسانات من السلاح النووي.
أنواع الأسلحة النووية
وقبل أعوام قليلة نشر الكاتب حمد بن عبدالله اللحيدان في صحيفة الرياض مقالا مطولا، يشرح فيه كافة تفاصيل الأسلحة النووية. بدأها بالأنواع كالتالي:
1- القنابل الذرية (قنابل الإنشطار النووي):
وهذه القنابل تعتمد على مادة "اليورانيوم 235" أو "البلوتونويم 239" في عملية التفجير ومادة اليورانيوم مثلاً يوجد في نواة كل ذرة منها 143نيترون وحيث إن ذرات تلك المادة غير ثابتة فإن إضافة بعض النيرتونات إلى نواتها يؤدي إلى تغير ملحوظ في استقرارها يتسبب في انشطار كل ذرة إلى ذرتين يكون وزن كل واحدة منها أقل من وزن الذرة الأساسية والنقص الذي حدث في الوزن وهو الفرق بين مجموع وزن الذرتين الجديدتين ووزن الذرة الأم يتحول إلى طاقة تظهر غالباً على شكل أشعاع جاما.
والانشطار الأول يكون مصحوباً بتحرر النيوترونات التي تقوم بدورها بإحداث انشطارات أخرى في الذرات في إطار سلسلة انفجارات نووية تحقق التدمير المطلوب من القنبلة. وعلى العموم فإن كتلة أقل كمية من المادة القابلة للانفجار والتي تكون كافية لإحداث سلسلة ردود الفعل الانشطارية تسمى بالكتلة الحرجة وهي كتلة يمكن الحصول عليها من بضعة أرطال من مادة "اليورانيوم المخصب 235".
2- القنابل الهيدروجينية (قنابل الاندماج النووي) كما يطلق عليها القنابل الحرارية:
هذا النوع من القنابل تعتمد قدرتها التفجيرية على كمية الطاقة المنطلقة نتيجة اندماج أنوية المواد الخفيفة مثل نظائر الهيدروجين حيث تأتي تلك القوة التفجيرية نتيجة اندماج نووي لنظائر الهيدروجين المعروفة بـ (الديوتيريوم) و"التريتيوم" وينتج عن ذلك عنصر الهلبوم وانطلاق كمية هائلة من الطاقة تعادل ما ينتج عن إنفجار عشرين مليون طن من مادة (T.N.T).
ولكي يحصل الاندماج النووي يلزم أن يتعرض محيط تلك النظائر لدرجات حرارة عالية تصل إلى عشرات الملايين من الدرجات المئوية تقريباً ولذلك فإن توفير هذه الدرجة العالية من الحرارة يتطلب استخدام قنبلة ذرية بمثابة المتفجر اللازم لإحداث التفاعل الكيميائي المطلوب داخل القنبلة الهيدروجينية وهذا يعني أن القنبلة الهيدروجينية تحتوى على قنبلة ذرية يكون دورها الرئيسي توليد الحرارة اللازمة لإحداث الاندماج النووي وبالتالي القوة التفجيرية للقنبلة الهيدروجينية.
والقنبلة الهيدروجينية تعتبر أقوى بكثير من القنبلة الذرية وذلك بسبب أن كمية الطاقة المنطلقة نتيجة الاندماج في خليط من "الديوتيريوم" و"التريتيوم" يعادل أضعاف كمية الطاقة الناتجة من انشطار نفس الوزن من "اليورانيوم". وسمي هذا النوع بالقنبلة الحرارية لأن هذا النوع من التفاعل طارد للحرارة أي مولد للحرارة.
3- القنابل النترونية (قنابل الانشطار والاندماج النووي):
وهذه القنابل عبارة عن قنابل هيدروجينية صغيرة يوجد بداخلها وقود من نظائر مشعة مصنعة تنتج كمية كبيرة من النيترونات وتعتمد الفكرة على تفجير ذري يؤدي إلى اندماج نووي هيدروجيني ينبعث نتيجته كمية هائلة من الطاقة على شكل نيترونات وهذا السيل العارم من النيترونات هو العنصر القاتل في قنبلة النيرتون. وهذا النوع من القنابل يتم تفجيرها وإطلاقها من ارتفاعات عالية للحصول على تدمير وقتل للقوى البشرية والكائنات الحية فقط. أي دون تعرض المباني والمنشآت لأي ضرر يذكر.
وذلك يعتمد في المقام الأول على تقليل كل من الحرارة والضغط اللذين يقومان بتدمير المنشآت وهذا الأمر يتطلب أيضاً استخدام كمية قليلة من المادة القابلة للانشطار مع ضغطها بعبوة متفجرة من مادة (T.N.T).
وسائل إطلاق القنابل النووية
وتحدث الكاتب عن وسائل اطلاق القنابل النووية، اذ قال أن أول وسيلة استخدمت في حمل وإطلاق القنابل الذرية هي الطائرات وذلك كما قلنا عندما استخدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لضرب مدينتي هيروشيما ونجازاكي في اليابان في أواخر الحرب العالمية الثانية.
ومع التقدم التكنلوجي السريع استطاعت الدول النووية إنتاج العديد من الوسائل التي يمكن استخدامها في إطلاق أو قذف هذا النوع من القنابل.
وأهم الوسائل الجديدة التي تستخدم لحمل الأسلحة النووية:
- الصواريخ البلاستيكية وهذه الصواريخ يتم إطلاقها بواسطة محرك ويتم توجيهها من خارج الغلاف الجوي للأرض وتصل سرعتها إلى نحو 2400كلم/الساعة ولذلك فإنها تسمى الصواريخ العابرة للقارات ومن أمثلتها صاروخ "لانس" الأمريكية.
- الصواريخ التكتيكية وهي صواريخ لها محرك إطلاق ومحرك حركة ومدى هذا النوع من الصواريخ اقصر بكثير من الصواريخ البلاستيكية ومن أمثلتها صواريخ "توماهوك" الأمريكية وصواريخ "سكود" الروسية.
بالإضافة إلى ذلك توجد بعض الصواريخ التي يمكن إطلاقها من منصات خاصة تحمله القطع البحرية سواء كانت سفناً عائمة أوغواصات كما أن هناك إمكانية لإطلاق الأسلحة الذرية من وسائل أخرى مثل المدفعية الصاروخية.
وعلى أية حال فإن تطوير وسائل اطلاق الأسلحة النووية يحظى باهتمام خاص من قبل الدول الكبرى والدول العدوانية مثل إسرائيل وكل يوم نسمع بالجديد ثم يدعون بعد ذلك أن العرب والمسلمين هم من يصنع وسائل الإرهاب بينما هم رعاة القتل الجماعي والتدمير الشامل واستعمالها أليسوا هم منتجوه وصانعوه؟.
أنواع الانفجارات النووية
هناك عدة أنواع من التفجيرات النووية ويتحكم في ذلك عدة عوامل من أهمها مواصفات التدمير المطلوب ومساحة الهدف ومداه. ومن أهم أنواع التفجيرات ما يلي:
1- الانفجار الجوي العالي
وهذا النوع من الانفجارات يتم على ارتفاعات عالية قد تصل إلى أكثر من 30كلم ويؤدي هذا النوع من الانفجار إلى ظهور كرة لهب دائرة في خلال (,0001) من الثانية واذا كانت قوة القنبلة من نوع واحد ميجا طن فإن قطر كرة اللهب يصل تقريباً إلى 100م عن لحظة الانفجار ثم يتسع ليصل إلى أكثر من 2كم بعد عدة ثوانٍ.
2- الانفجار الجوي
وهذا النوع يتم على ارتفاع منخفض يصل إلى 1كم عن سطح الأرض أما شكل كرة اللهب الناتجة عنه فهي تشبه شكل الكرة الناتجة عنه فهي تشبه شكل الكرة الناتجة عن الانفجار الجوي العالي.
3- الانفجار السطحي
وهذا الانفجار يتم بالقرب من سطح الأرض بحيث تلامس كرة اللهب الناتجة سطح الأرض وهي تأخذ نفس شكل كرة اللهب في الانفجارين السابقين.
4- انفجار تحت سطح الأرض
وهذا النوع يتم في أماكن مخصصة لذلك تحت سطح الأرض أو في أعماق البحار وهو الأسلوب المتبع في عملية تجريب الانفجارات النووية.
التأثيرات الناتجة عن استخدام الأسلحة النووية
يصاحب التفجيرات النووية ثلاثة مؤثرات رئيسية تسبب الدمار الشامل والخسائر المطلوب إحداثها في صفوف الأعداء وهذه المؤثرات الثلاثة هي:
- التأثير الحراري
ويشكل هذا العامل ما نسبته 35% من إجمالي التأثيرات الناتجة عن استخدام ذلك السلاح وهنا يجب أن نشير إلى أن درجة الحرارة الناتجة عن الانفجار الجوي يكون أعلى بكثير من درجة الحرارة الناتجة عن الانفجار السطحي والسبب أن العوامل الطبيعية مثل الجبال والغابات والعوامل الصناعية مثل المباني تحد من انتشار الحرارة الناتجة عن النوع الثاني والتأثير الحراري يؤدي إلى الحرق والعمى الوميضي الذي يذهب بالبصر.
- الضغط
وهذا العامل يشكل نسبة (50% من إجمالي التأثيرات الناتجة عن التفجير النووي. والقوة التدميرية الناتجة تأتي بسبب أن موجة الضغط الناتجة عن التفجير تصل سرعتها إلى سرعة الصوت تقريباً أي 333متراً/الثانية وهو ما يؤدي إلى تحرك لوح هوائي قاتل أقوى من الضغط الجوي بكثير بالإضافة إلى أن ذلك يؤدي إلى تكوين آعاصير هوائية هدامة. وعليه فإن كل الأفراد والمنشآت والبنايات التي تتعرض لموجه الضغط أو للإعصار الناتج يتم تدميرها.
- التأثير الإشعاعي
وهذا العامل يشكل نسبة 15% من إجمالي حجم التأثيرات الناتجة عن التفجير النووي. وهو من أخطر التأثيرات على الإنسان ذلك أن الإشعاع عديم اللون والطعم والتعرض للإشعاع يسبب الوفاة البطيئة وفي حالة النجاة من الموت يكون عرضة للعديد من الأمراض مثل سرطان الدم (اللوكيمياء) والتشوهات والعقم ناهيك عن حدوث طفرات جينية تؤدي إلى مواليد مشوهين ناهيك ايضاً عن أن المنطقة التي تتعرض للتفجير تظل ملوثة بالإشعاع لمدة زمنية طويلة.
أساليب الوقاية من تأثيرات استخدام الأسلحة النووية
وهذه الأساليب تتراوح وتختلف حسب الطابع المصاحب للجهات التي وقع عليها الهجوم مثل أن تكون من القوات المسلحة أو من المدنيين.
- أفراد القوات المسلحة
لهم وسائلهم التي تم تدريبهم عليها والتي تشمل التوسع في أعمال الكشف والاستطلاع والعمل على تدمير منشآت العدو قبل استخدامها ومراعاة انتشار القوات والمحافظة الدائمة على وجود تماس مع قوات العدو وذلك لمنع استخدامه لهذا النوع من الأسلحة حماية لقواته بالإضافة إلى توفير وسائل الوقاية من الاشعاع لحماية الرأس والجسم والأطراف والمستخدمة ناهيك عن توفر وسائل التطهير لكل من الأفراد والمعدات والأرض ووجوب استخدام معدات الكشف والاستطلاع الاشعاعي.
- وقاية المدنيين
فإنه يلزم تجهيز ملاجيء خاصة للحماية من هذا النوع من الأسلحة وإذا لم توجد مثل تلك الملاجئ فإن الأنفاق تحت الأرض مثل أنفاق القطارات التي تسير تحت الأرض أو أقبية البنايات تكون مفيدة هذا بالإضافة إلى أخذ الاحترازات من تطاير الزجاج وإحكام فتحات المنازل قدر الإمكان.
وعلى أية حال فإن وسائل الحماية عديدة وكثيرة وخصوصاً لمن لم يتعرض للضربة المباشرة،
أما في (المنطقة المستهدفة) فإن وسائل الحماية محددة الفعالية إلا تلك المعدة خصيصاً لها وعلى أعماق كبيرة تحت الأرض أما الأشخاص المتواجدون في أراضٍ مكشوفة فإنه ينصح أن يقوم كل فرد منهم بالانبطاح الفوري في اتجاه معاكس لمنطقة الانفجار وتغميض العينين وعدم النظر إلى الوميض الإشعاعي الذي يذهب بالبصر أما الأدوية المضادة للإشعاع فإن من أهمها أخذ حبوب اليود والتي كثر استخدامها في أوروبا أيام أزمة المفاعل النووي الروسي في تشرنوبل عام 1986م.