أخبار وتقارير

الثلاثاء - 22 يوليو 2025 - الساعة 12:31 ص بتوقيت اليمن ،،،

وكالات


نفذت إسرائيل الاثنين ضربات عنيفة على ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين، في ثاني هجوم من نوعه خلال شهر، والهجوم الثاني عشر لها منذ نحو عام، ضمن مقاربة إسرائيلية ممنهجة لمنع الحوثيين من ترميم البنى التحتية التي تم تدميرها في قصف إسرائيلي أو أميركي سابق،

ما من شأنه أن يعرقل مساعيهم للاستمرار في إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية أو استهداف السفن في البحر الأحمر.

ويقول مراقبون إن إسرائيل تعتمد ما يشبه حرب الاستنزاف ضد الحوثيين بدلا من حرب مباشرة، وذلك لاعتبارات منها البعد الجغرافي، ومنها الصعوبات اللوجستية في ظل تمترسهم بالجبال والتضاريس الوعرة، ما يجعل الخيار الأنسب هو الهجمات المركزة التي توجه إلى البنى العسكرية والنفطية للجماعة الموالية لإيران ما يعيق قدرتها على مواصلة الحرب.

ويشير المراقبون إلى أن الاستنزاف الإسرائيلي قد يضعف الجماعة ويحد من قدرتها العسكرية لكنه لا يوقف هجماتها الاستعراضية ضد إسرائيل بإرسال صواريخ متباعدة في الوقت. كما أنه لا يحل مشكلة استهدافها للملاحة في البحر الأحمر وباب المندب.

ويعمّق تدمير البنى التحتية من سوء الوضع المعيشي والإنساني الصعب في مناطق سيطرة الحوثيين، ويضيف تعقيدات جديدة لقدرة الجماعة على تلبية متطلبات الحياة اليومية للسكان هناك وهو أمر حيوي لمواصلة السيطرة عليهم وفرض سلطانها داخل مجتمعاتهم ولا يعني ذلك انصياعهم لأوامرها وولاءهم الطوعي لها ورضاهم عنها.

وقبل أسبوعين، شنت إسرائيل عدة غارات على مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن، بما فيها الحديدة، ردا على الهجمات المتكررة التي ينفذونها بالصواريخ والطائرات المسيرة منذ بدء حرب غزة في أكتوبر 2023.

وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان “قام جيش الدفاع الإسرائيلي للتو بقصف أهداف إرهابية تابعة للنظام الحوثي الإرهابي في ميناء الحديدة، ويفرض بالقوة منع أي محاولة لإعادة تأهيل البنية التحتية الإرهابية التي تم استهدافها في السابق.”

وأضاف أنه “كما سبق وقلت بوضوح، سيلقى اليمن مصير طهران. سيدفع الحوثيون ثمنا باهظا لإطلاق صواريخ باتجاه دولة إسرائيل.”

وتندرج هذه الهجمات ضمن حملة قصف بدأتها إسرائيل قبل نحو عام، ردا على هجمات المتمردين، لكن تهديداتها تثير المخاوف من تصعيد عسكري أوسع نطاقا في البلد الفقير.

ويشهد اليمن نزاعا داميا منذ 2014 بين الحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من تحالف عسكري تقوده السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران والذين سيطروا على مساحات شاسعة من البلاد بما في ذلك العاصمة صنعاء.

وأفاد مسؤول خليجي لوكالة فرانس برس بوجود “مخاوف جدية في الرياض” من أن تتحول الضربات الإسرائيلية إلى حملة كبيرة ومستمرة للقضاء على قيادات الحوثيين.

وأضاف المسؤول الخليجي، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أن أي تصعيد إسرائيلي “سيدفع المنطقة لفوضى عارمة لا يمكن السيطرة عليها أو تقدير نتائجها.”

ومن جهته، أكّد مسؤول أمني حوثي أن الضربات الإسرائيلية على ميناء الحديدة أدّت إلى تدمير رصيف أعيد بناؤه بعدما تضرر جراء قصف سابق.

وقالت شركة “أمبري” البريطانية للأمن البحري إن أربع سفن تجارية على الأقل كانت راسية في الميناء، لكنها لم تُبلغ عن أي أضرار حتى الآن.

وفي 7 يوليو، استهدفت غارات إسرائيلية محافظة الحديدة الساحلية، وشملت الأهداف سفينة الشحن “غالاكسي ليدر” التي استولى عليها الحوثيون في نوفمبر 2023 ويقول الإسرائيليون إنها زُودت بنظام رادار لتتبع الشحن في البحر الأحمر.

وقال موظف في ميناء الحديدة الاثنين إن “القصف استهدف الإثنين آليات ثقيلة تم جلبها لأعمال إنشائية وترميم ما دمرته إسرائيل في غارات 7 تموز. كما قصفت (إسرائيل) محيط الميناء واستهدفت قوارب صيد.”

وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن البنية التحتية المستهدفة شملت “معدات بناء تُستخدم لإعادة بناء مرافق الميناء،” والتي سبق أن استهدفها عدة مرات، و”حاويات وقود، وسفنا تُستخدم في أنشطة عسكرية وأعمال عدائية ضد دولة إسرائيل.”

وأضاف البيان الإسرائيلي أن الميناء استُخدم لنقل أسلحة من إيران، استعملها المتمردون اليمنيون لاحقا ضد إسرائيل، مضيفا أن الدولة العبرية رصدت جهودا “لإعادة بناء البنية التحتية الإرهابية في الميناء.”

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية في موقعها على الإنترنت (واي نت) الإثنين عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله إن الهجوم أصاب معدات هندسية تشارك في إصلاح البنية التحتية للميناء وخزانات وقود وسفن تستخدم في الأنشطة العسكرية ضد إسرائيل وحركة الملاحة القريبة من الميناء.

وأشار المتحدث إلى استهداف بنية تحتية أخرى لها صلة بالحوثيين.

وقال المتحدث:”إنه تم اكتشاف النشاط المتواصل ومحاولات استعادة البنية الإرهابية بالميناء(الحديدة)” مشيرا إلى أنه ”لذلك، تمت مهاجمة المكونات التي تقوم بتسهيل هذه المحاولات.”

وفي 10 يونيو كذلك تعرّض ميناء الحديدة لغارات إسرائيلية، كما تعرض ميناء الصليف في 16 مايو لغارات إسرائيلية أوقعت قتيلا وتسعة جرحى، وفق وزارة الصحة التابعة للحوثيين.

واستأنف الحوثيون مؤخرا هجماتهم في البحر الأحمر، مستهدفين سفنا تجارية يتهمونها بالارتباط بإسرائيل.

منذ نهاية 2023، يشن الحوثيون هجمات ضدّ إسرائيل وضدّ سفن في البحر الأحمر، في خطوة يقولون إنها تصبّ في إطار إسنادهم للفلسطينيين في قطاع غزة. وتردّ إسرائيل على تلك الهجمات بشنّ ضربات على مواقع سيطرتهم في اليمن.

وأعلنت الولايات المتحدة في مايو عن اتفاق مفاجئ مع الحوثيين، وافقت بموجبه على وقف عمليات القصف مقابل وقف هجماتهم على السفن، لكن الحوثيين قالوا إن الاتفاق لا يشمل إسرائيل.

وإثر اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الحركة على جنوب الدولة العبرية في أكتوبر 2023 بدأت جماعة الحوثي بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة على إسرائيل بشكل منتظم، جنبا إلى جنب التعرض لسفن في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن تقول الجماعة إن لها ارتباطا بالدولة العبرية.