أخبار وتقارير

الخميس - 19 يونيو 2025 - الساعة 11:26 ص بتوقيت اليمن ،،،

بقلم اللواء/ علي حسن زكي


في موضوع سابق كتبناه بعنوان (الإختراق سلاح العمل الأمني الفعال) نشرته صحيفة الأيام الغرّاء وتناقلته بعض المواقع وتداولته بعض مجموعات الواتساب الأسبوع الماضي، كنّا قد تحدثنا فيه ضمن مفاهيم العمل الأمني/ الإستخباري عن مفهوم الإختراق وارتكازه على ثالوث الضابط - العميل - المعلومة ، وعن أنواع الإختراق جمع معلومات - إرسال إحداثيات - تنفيذ عمليات عسكرية تستهدف قيادات - إضعاف معنويات - إضعاف البلد المستهدف وشل مقوماته وقدراته العسكرية والأمنية وبُناه التحتية وفي إطار التنفيذ أيضاً يأتِ الإستفادة من القدرات اللوجستية وأي دعم آخر من الأجهزة الأمنية/ الإستخباراتية الصديقة التي تتقاطع مصالحها وتلتقي جميعها عند الاذى بالبلد والمساس بذات الهدف فيه .

وفي موضوعنا هذا سنحاول إستعراض وقائع الإختراقات المحلية والخارجية ونتائجها لتطابقها وبشكل عام تقريبا مع تلك المفاهيم ومع مفهوم الإختراق : الجرائم الإرهابية التي تم إرتكابها وتنفيذها بالطائرات المسيرة والصواريخ والأحزمة الناسفة بواسطة إنتحاريين وكذلك العبوات المتفجرة اللاصقة والمزروعة ، تلك الجرائم التي استهدفت في مجملها قيادات عسكرية وأمنية جنوبية وازنة وضباط وأفراد في الطوابير العسكرية وأثناء تناول وجبات الفطور في العنابر وسقوط عدداً من الشهداء والجرحى والمعاقين جراء ذلك فضلاً عمِّن كتب اللِّه لهم السلامة ، وعلى نحو ما حدث في منصات الإحتفالات العسكرية في العند وفي الجلاء وأثناء المرور بالسيارات في الخط العام ، وما حدث للأفراد والضباط في معسكر العند ومعسكر الصولبان وإستهداف الطائرة التي كانت تقل حكومة ابن مبارك أثناء هبوطها في مطار عدن بمسيرة/ صاروخ،. وما نتج عن ذلك من أضرار بمبنى المطار وملحقاته وسقوط شهداء وجرحى من الذين كانوا موجودين أثناء الانفجار.

ان كل تلك الجرائم الإرهابية التي حصدت أرواح الأبرياء ما كان يمكن لها ان تحدث لولا الإختراق ووجود العميل وإرسال الإحداثيات ، في ذات السياق وكمثال على خطورة دور ثالوث الاختراق يأتي ذِكْر العميل الذي تم كسبه وتأهيله وتدريبه وإعداده في تعز وتوفير له الغطاءو شقه مطلة على مطار عدن وكاميرا اوتوماتيكية تم تركيبها في نافذة الشقة تقوم بمراقبة الحركة في المطار وهبوط وطلوع الطائرات وإرسال الإحداثيات اوتوماتيكياً إلى صنعاء وعلى نحو ماتم تداولة بعد إكتشافه وضبطه من قبل رجال الأمن الجنوبي الافذاذ ،. وكذ لك القيادي الحوثي الذي كان في لبنان مكلف بدور التنسيق بين الحوثيين وحزب الله وتم اكتشافه كعميل اسرائيلي وضبطه في السفارة اليمنية بلبنان والايراني الذي تم اكتشافه كعميل اسىرائيلي وضبطه ايضا...

وعلى صعيد الوقائع الخارجية: وجود نقاط مشتركة -مع وجود الإختلاف- بين شبكة العنكبوت في روسيا والبيجر في لبنان ، وفي حرب إسرائيل مع إيران ، إذ هي ربما تكون قد اتخذت وبشكل عام نفس سيناريو إنهاء حزب اللَّه من حيث إستهدافها المباشر لقيادات الجيش والوحدات العسكرية ، ونفس سيناريو إستهداف روسيا من حيث إستهداف الدفاعات الإيرانية وقصف منشآت نووية ومخابراتية من الداخل وإنشاء قاعدة مسيرات للطائرات المسيرة ونشر أسلحة هجومية تم إستخدامها من الداخل وقوات كوماندوز تابعة لإسرائيل عملت من داخل إيران أيضاً قبل الضربة العسكرية وهيّئت لها وهي كما يبدو نفس فكرة اوكرانيا عندما إستهدفت الطيران الروسي من الداخل ، ربما يكون ا لمخرج واحد , وعلى نحو ما ورد في خلاصة آراء بعض المحللين .

وبصرف النظر عن مدى دقة وعدم دقة ماتم تداوله بشأن تلك الوقائع وتفاصيلها، وعن ماتم من هجوم اوكراني ورد روسي ، وهجوم إسرائيلي ورد إيراني ، بصرف النظر عن كل ذلك طالما كنا قد اوردنا كل ما سلف إستعراضه فقط لتبيان مدى خطورة الإختراق ونتائجه وكذلك لتبيان -وهو بيت القصيد- ان الإختراق قد لا يكون منحصراً على إستهداف بلد ومنشآته ومقوماته وقدراته ودفاعته وقياداته العسكرية والأمنية والإقتصادية والخدمية وبُناه التحتية وحسب ولكن ربما يستهدف احزاباً ومكونات ومنظمات مجتمع مدني أيضاً .

مما يستوجب ذلك على صعيد وطننا الإنتباه وتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر وتفقُّد الذات الداخلية التنظيمية والسياسية والعسكرية والأمنية والإعلامية و ماتم ذكره بعالية ماينطبق لحمايتها من الإختراق ونتائجه قبل وقوعه ، إذ هو ووفقاً للوقائع السالف ذكرها لم يكن لحظة زمنه ولكن يتم الإعداد والتهيئة له وتوفير وسائله وأدواته قبل تحديد ساعة التنفيذ ووقوع النتائج .…