منوعات

السبت - 03 مايو 2025 - الساعة 12:32 م بتوقيت اليمن ،،،

أبوظبي


على أنغام أشهر أغنيات المطربة المصرية الراحلة أم كلثوم، وكلمات عمالقة الشعر العربي وألحان كبار الموسيقيين الذين واكبوا رحلتها الفنية، استعاد جمهور معرض أبوظبي الدولي للكتاب عبق الطرب الأصيل في أمسية فنية وثقافية خاصة، احتضنتها منصة “المجتمع”، وذلك ضمن فعاليات النسخة الـ34 من المعرض.

وجاءت الأمسية بمناسبة إطلاق كتاب “أم كلثوم.. من الميلاد إلى الأسطورة”، للكاتب والصحافي حسن عبدالموجود، وسط تفاعل كبير من الحضور الذين عاشوا لحظات من الحنين والدهشة، مع سيرة واحدة من أعظم الأصوات التي طبعت الوجدان العربي على مدار عقود.

وشهدت الأمسية مشاركة الفنانة والباحثة الدكتورة فيروز كراوية، التي أدت بصوتها مجموعة من روائع أم كلثوم، فأعادت إحياء المشاعر والذكريات بأداء راقٍ ومؤثر، بينما تحدّث المؤلف حسن عبد الموجود عن خصوصية هذه التجربة، مشيداً بتعاون مركز أبوظبي للغة العربية ودار ديوان للنشر في إصدار طبعات فاخرة من الكتاب، احتفاءً بالمكانة الرمزية لأم كلثوم في المشهد الثقافي العربي.

من جهته، أشار أحمد القرملاوي، الشريك المؤسس والمدير التنفيذي لدار ديوان للنشر، إلى أهمية هذا العمل التوثيقي الذي يعيد تقديم أم كلثوم بوصفها أيقونةً فنية وإنسانية مؤثرة في التاريخ المصري والعربي، متوقفًا عند الصعوبات التي واجهها فريق العمل خلال جمع المادة الأرشيفية والتوثيقية، وكيف استطاعوا تجاوزها لتقديم عمل يليق بهذه القامة الاستثنائية.

ويوثق الكتاب سيرة “كوكب الشرق” بأسلوب أدبي حميمي، منذ نشأتها في قرية طماي الزهايرة بمحافظة الدقهلية، إلى صعودها الاستثنائي الذي قادها إلى قصور الزعماء والملوك، ومكانتها في قلب الجمهور العربي من الخليج إلى المحيط.

ويتضمّن العمل خمسين حكاية من حياة أم كلثوم، تصحب القارئ في رحلة إنسانية وفنية مصحوبة بمجموعة نادرة من الصور الأرشيفية التي تُعرض للمرة الأولى، لتشكّل بانوراما كاملة عن الفنانة التي تخطّت حدود الزمان والمكان. كما يتناول الكاتب الجانب الشخصي، والإنساني من حياة أم كلثوم: مشاعرها، وأمومتها، ومراحلها العمرية المختلفة، والتحديات التي خاضتها بإصرار وصبر، لتصنع من نفسها أسطورة فنية عربية استثنائية لا تزال حاضرة في الوجدان، على الرغم من مرور خمسين عامًا على رحيلها.

ويؤكد المؤلف أن هذا العمل لا يسعى فقط لتوثيق سيرة أم كلثوم، بل للاحتفاء بها رمزا ثقافيا حيّا، ومصدر إلهام لا ينضب لفهم علاقة الفن بالهوية، والصوت بالحضور، والمرأة بالإرادة والخلود.

وجاء في تقديم الكتاب أنه “في خمسين حكاية أدبية مدهشة، وبلُغة سلسة وساحرة، يطلعنا هذا الكتاب على سيرة أم كلثوم. ترسم الحكايات ملامح أسطورة «كوكب الشرق» منذ أن كانت طفلة تغني للإوز في بيت أسرتها في قرية «طماي الزهايرة»، ثم صبية تطرب البسطاء في قرى الدلتا، ثم فتاة جاءت إلى القاهرة محاطة بحماية المشايخ، حتى أصبحت امرأة يحاول الجميع الفوز بقلبها؛ الغرباء وأقرب المقربين، الألمان والحلفاء، الملك والضباط الأحرار. احتفظت أم كلثوم بالفتاة الريفية أسفل جلدها، رغم أنها طاردت الموضة واقتنت العطور والفساتين والنظارات والبروشات من أرقى الماركات العالمية، وعرفت كيف تضبط إيقاع خطواتها منذ نشأت في البيوت الطينية وحتى وصلت قصور الملوك والأمراء والرؤساء. يتقصّى هذا الكتاب مشاعر «الست» في الحب والأمومة، وكيف أدارت معركتها مع مطربات الزمن القديم وعلاقتها بالملكية والثورة والصحافة والنميمة والأفاعي.”

وبقدر ما كانت أم كلثوم (1898 – 1975) مطربة مشهورة يحبها الناس وينتظرون سماعه في مصر وخارجها، وبقدر ما اكتسبت هالة كبيرة وقيمة فنية وشعبية جماهيرية لم يكتسبها غيرها إلى اليوم، بقدر ما كانت حياتها مليئة بالحكايات والأسرار التي يحاول كتّاب إلى اليوم الخوض فيها وكشف البعض من تفاصيلها، فرحلة الصعود من فتاة فقيرة قادمة من إحدى القرى الريفية إلى أشهر مطربة عربية وأكثرهن نفوذا وتقديرا من قبل السلط السياسية، بالتأكيد أنها لم تكن رحلة سهلة ولا بسيطة، بل كانت ثرية بأحداث وتفاصيل وصعوبات وشخصيات عديدة، أثرت في أم كلثوم وتأثرت بها، وكان لها حيز زمني كبير في مسيرة فنية لا ينالها أيا كان.

وحسن عبدالموجود (1976) هو كاتب، وروائي وقاص وصحافي مصري، صدرت له روايتان، وخمس مجموعات قصصية، وثلاثة كتب في الصحافة الأدبية، حصل على جائزة دبي للصحافة الثقافية، وجائزة يوسف إدريس للقصة، وجائزة ساويرس للرواية، وجائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب لأفضل مجموعة قصصية، تُرجمت أعماله إلى الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والألمانية، مثل رواية «عين القط» التي تُرجمت إلى اللغة الألمانية وصدرت عن دار لسان فيرلاج بسويسرا عام 2006، وقصة «السكر في فراغات الشاي» من المجموعة القصصية «السهو والخطأ» والتي ترجمت إلى الإنجليزية وصدرت ضمن مختارات قصصية لكتّاب من مصر بعنوان «كتاب القاهرة»، كما ترجمت قصته «ضحكات التماسيح» من المجموعة القصصية «حروب فاتنة» إلى الإنجليزية ونشرت في مجلة أرابليت كوارترلي.