منوعات

الإثنين - 18 مارس 2024 - الساعة 09:18 م بتوقيت اليمن ،،،

كتبه أ . د عبدالله عبدالله عمر


شاعر الوفاء والكلمة الجميلة محمد حسين الدرز شاعر لحج الدرزي ينافس شعراء العربية قيس ليلی وكُثّير عزة وجميل بُثينة في الوفاء وتحمّل بعد الخليل الحبيب

الحلقة الاْولی

التعليق العام

الشاعر محمد حسين الدرزي حاز بوفائه قصب السبق وفاق شعرء الغزل العذري في وفائه لخليله وإخلاصه و رحابة صدره وسماحة خُلقه.
الشاعر محمد حسين الدرزي - -رحمه الله - عنوان الوفاء والإناقة والجمال، فهو أنيق في ملبسه ومظهره، ودود في علاقاته، مرح ذو ابتسامة تحمل الصفاۢء الروحي ،،،

شاعرنا محمد حسين الدرزي- رحمه الله - كان مقلًا في نظم الشعر غير إنّه مجيد فيما ينضمه رائع فيما ينسجه. سامي المعاني.

هو درزي (خيّاط) ماهر ومتقن في مهنته.

وهو شاعر بسيط في كلماته غير إنّه عميق فيما تحمله من دلالات.

لشاعرنا الدرزي محمد حسين - رحمه الله - قصيدة من روائع الشعر اللحجي - إن صح التعبير - علی صغر حجمها، فهي رائعة بديعة، اشتهرت بمطلع بيتها الأول (بعدت عني باختيارك).

هي قصيدة الوفاء الخالص والعفو عما مضی.

اشتهرت علی لسان سعودي صالح -رحمه الله- فقد كانت إذاعة لحج تُكثِر من إذاعتها في برامجها.

قصيدة (بعدت عني باختيارك) كان يشدو بها زميلنا الرائع الظريف خفيف الروح أبو منصور فكري عبدالحميد المولعي - متّعه الله بالصحة - فقد كان معجب بهذه القصيدة

سمعناها منه في أكثر من مناسبة لا سيما حين يُعقَد احتفال رأس السنة في ثانوية الفاروق (١٣ أغسطس المختلطة سابقًا).

وأذكر أننا حين كنّا في سنة ثالث ثانوي (قبل سنة من تخرجنا ١٩٨٩م) قررت إدارة الثانويةأن تحتفل كل شعبة في فصلها، وكان مربي الشعبة أستاذنا الفاضل معلم اللغة الإنحليزية رياض مفتاح -رحمه الله رحمة وأسعة -

وكان من فقرات ذاك الاحتفال أن شدا لنا زميلنا فكري المولعي بقصيدة (بعدت عني باختيار) في وجود زملائنا فتحي قيراط وعبدالله عبدالكريم السقاف و خالد السقاف (طيب الأسنان الماهر) وعبدالله حمادي و صبري الحبيشي وعبدالستار الفقيه وعبده الدقم وفارس الخصيم و آخرين.

وكان يشدو بها حين نلتقي مساءً في غرفةٍ لأحد زملائنا (صبري الحبيشي) في حارة مساوی (صارت مهجورة الآن) و كان يحضر من الزملاء أبو مازن فتحي قيراط وعبدالله عبدالكريم السقاف
ما أجملها من أيام وما أحلاها من زمالة.

ومما نود الإشارة إليه وجود كلمة رائعة لأستاذنا العزيز حسن عبدالرب -حفظه الله- رئيس قسم اللغة الإنجليزية الأسبق الأستاذ الفاضل حسن عبدالرب اليافعي - حفظه الله - في شاعرنا الدرزي وفي روعة قصيدته (سنحرص علی ذكرها في الحلقة الثانية إن يسّر الله لنا وحصلنا عليها فقد قرأتها في أحد المواقع الكترونية) كلمة كثير رائعة عن الشاعر وقصيدته، أعجبتني سطرتها أنامل أستاذ العزيز حسن عبدالرب بأسلوب راقي وواقعي يصف فيها شاعرنا ومهارته في خياطة الثياب وفي نسج الكلمات.

جو القصيدة:

تحكي قصيدة (بعدت عني باختيارك) لقائلها الشاعر الدرزي- رحمه الله - عن شكوی الشاعر من البعد الاختياري وما تبعه من معاناة وحرمان.

يُصوُّر شاعرنا الدرزي رحمه الله - فيها وفاءه وانتظاره العمر كله عودة صاحبه وخليله و يذكر تحمّله كل المشاق والآهات، فهو في سنين طويلة يشتاق إليه، ففي كل ليلة يسأل عليه؟

أين هو؟
متی سيعود هذا العنود؟

يتمثل الوفاء الخالص في قصيدة (بعدت عني باختيارك) تمثُّلًا جليًا بصورة فنية وتركيب كلامي بسيط لكنّه عجيب.

وفي المقطع الثاني يكمل الشاعر معزوفة الوفاء فيعلن السماحة لخليله في كل ما عاناه جرّاء البعد الاختياري فيقول:

إذا تجيني تبی السماحة سماح وما قد راح راح

هكذا يمد يده للمسامحة برحابة صدر وصفاء نفسه وأنّه مستعد لاستقبال خليله في أي وقت ويفرش له الأرض عفوًا عما حدث له من مآسي في الماضي بسبب البعد الاختياري.

و كلمات القصيدة كلمات بسيطة لكنّها فخمة في معانيها فهي سهلة المأخذ رائعة روعة ناظمها الدرزي -رحمه الله رحمةً واسعة

الدرزي شخصية فوق رائعة التمستُ منها دماثة الأخلاق والتواضع والهدوء والابتسامة الصادقة حين كنتُ أمرُّ علی محله الواقع قرب مسجد الخير في حوطة لحج.

انتهی التعليق العام وبعض أحداث التصقت بالقصيدة.

يتبعه تحليل ما تيسر من أبيات (بعدت عني باختيارك )