أكد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب في دورته غير العادية، على الوقف الفوري للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتصعيد في القطاع ومحيطه.
ودعا المجلس في قرار صدر بعنوان "العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني" في ختام أعمال الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب يوم الأربعاء برئاسة المغرب، جميع الأطراف إلى ضبط النفس والتحذير من التداعيات الإنسانية والأمنية الكارثية لاستمرار التصعيد وتمدده، والعمل مع المجتمع الدولي على إطلاق تحرك عاجل وفاعل لتحقيق ذلك، تنفيذا للقانون الدولي، وحماية لأمن المنطقة واستقرارها من خطر توسع دوامات العنف التي سيدفع ثمنها الجميع.
وأدان وزراء الخارجية في القرار الذي تلاه الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي خلال مؤتمر صحفي عقده في ختام أعمال الدورة غير العادية للمجلس، قتل المدنيين من الجانبين واستهدافهم وجميع الأعمال المنافية للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
كما أكد الوزراء على ضرورة حماية المدنيين، انسجاما مع القيم الإنسانية المشتركة والقانون الدولي، وعلى ضرورة إطلاق سراح المدنيين وجميع الأسرى والمعتقلين.
كما دان وزراء الخارجية في القرار الذي تلاه الأمين العام المساعد للجامعة العربية، السفير حسام زكي في مؤتمر صحفي "جميع الأعمال المنافية للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، والتأكيد على ضرورة حماية المدنيين، انسجاما مع القيم الإنسانية المشتركة والقانون الدولي، وعلى ضرورة إطلاق سراح المدنيين وجميع الأسرى والمعتقلين". وإدانة كل ما تعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق وما يتعرض له حاليا من عدوان وانتهاكات لحقوقه.
رفع الحصار عن قطاع غزة
وأكد وزراء الخارجية العرب على ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة، والسماح بشكل فوري بإدخال المساعدات الإنسانية والغداء والوقود إليه، وإلغاء قرارات إسرائيل الجائرة بوقف تزويد غزة بالكهرباء وقطع المياه عن القطاع، أو التأكيد على أهمية قيام الدول العربية والمجتمع الدولي بتوفير الدعم المالي الكافي للوكالة لتمكينها من مواجهة التحديات الكبيرة في هذا الموقف الدقيق.
كما أكّدوا على دعم ثبات الشعب الفلسطيني على أرضه والتحذير من أية محاولات لتهجيره خارجها (ترانسفير) ومفاقمة قضية اللاجئين الذين يجب تلبية حقهم في العودة والتعويض، في إطار حل شامل للصراع يعالج جميع قضايا الوضع النهائي، وفق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، وعلى التصدي الجماعي لأية محاولات لترحيل الأزمة التي يفاقمها استمرار الاحتلال إلى دول الجوار.
إسرائيل قوة قائمة بالاحتلال
وشدّدوا على ضرورة تنفيذ إسرائيل التزاماتها بصفتها "القوة القائمة بالاحتلال" ووقف جميع الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية التي تكرس الاحتلال وتقوض حل الدولتين وفرص تحقيق السلام العادل والشامل، بما في ذلك بناء المستوطنات وتوسعتها ومصادرة الأراضي وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم، والعمليات العسكرية ضد المدن والمخيمات الفلسطينية، والاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية.
حل الدولتين والقدس الشرقية للفلسطينيين
وأكد وزراء الخارجية العرب على أن سبيل ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة هو تحقيق السلام العادل والدائم والشامل الذي يلبّي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وخصوصا حقّه في تجسيد دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران (يونيو) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
كما أكّدوا على ضرورة إحياء العملية السلمية وإطلاق مفاوضات جادة بين منظمة التحرير الفلسطينية، الممثّل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وإسرائيل لتحقيق السلام العادل والتحذير من أن استمرار غياب آفاق سياسية حقيقية لتحقيق السلام العادل والشامل لن يؤدّي إلّا إلى تكريس اليأس وتأجيج الصراع وتقوية التطرف وزيادة التوتر والعنف وانهيار الثقة بالعملية السلمية سبيلا لحل الصراع، وتحقيق الامن والاستقرار لجميع دول المنطقة وشعوبها. وأكدوا على دعم السلطة الوطنية الفلسطينية سياسيا واقتصاديا وماليا.
المجلس في حالة انعقاد دائم
هذا وكلف وزراء الخارجية العرب، بعثات جامعة الدول العربية ومجالس السفراء العرب والمجموعة العربية في الأمم المتحدة، بالتحرك على المستوى الدولي لإبلاغ مضمون هذا القرار والعمل مع الشركاء الدوليين لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وعلى حقوقه.
كما كلفوا الأمين العام للجامعة العربية بمتابعة هذا القرار ورفع تقرير بشأنه إلى المجلس في دورته القادمة.
وقرروا إبقاء المجلس في حالة انعقاد دائم لمتابعة التحرك العربي والدولي لتنفيذ مضامين هذا القرار.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن الجيش الإسرائيلي عن ورود تقرير حول حدوث اختراق محتمل للمجال الجوي الإسرائيلي من جهة لبنان، فيما تداولت وسائل إعلام إسرائيلية أنباءً عن تسلل طائرات مسيرة ومسلحين إلى مناطق شمالي إسرائيل.
وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي: "ورد تقرير حول حدوث اختراق محتمل للمجال الجوي من لبنان إلى الأراضي الإسرائيلية، وسنورد مزيدا من المعلومات لاحقا". وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن "الإنذارات من تسلل طائرات مسيرة امتدت لحيفا وجلبوع والكرمل [شمالي إسرائيل]".
وأفادت "القناة 14" الإسرائيلية عن "تسلل مسلحين إلى منطقة معيان باروخ في الشمال، وأنباء عن تسلل 20 طائرة مسيرة أيضا". وقالت "القناة 12" الإسرائيلية إن "قيادة الجبهة الداخلية تطلب من سكان الشمال البقاء في المناطق المحمية خوفا من إطلاق الصواريخ على المنطقة".
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن 28 شهيدا سقطوا في الضفة الغربية ونحو 150 جريحا منذ بدء طوفان الأقصى، السبت الماضي.
وقبل قليل، أعلنت سرايا القدس عن رشقة صاروخية جديدة نفذتها صوب تل أبيب وسديروت وعسقلان ردا على قصف إسرائيل للمدنيين في غزة.