منوعات

الخميس - 14 سبتمبر 2023 - الساعة 04:32 ص بتوقيت اليمن ،،،

وكالات


“مفرق الأحبة وجامع العائلات لدى ملك الموت”.. هكذا وصف أهالي الشرق الليبي إعصار “دانيال” الذي ضرب المنطقة فجر الأحد الماضي، وخلف الآلاف من القتلى والمفقودين.

وأما عن سبب التسمية، فلأن الإعصار “المتوسّطي” تسبب في مقتل نصف أفراد عائلات وأبعدهم عن باقي أحبابهم في ذات العائلة، بينما تسبب أيضا في جمع كامل أفراد عائلات أخرى أمواتا غير أحياء.

وإحدى تلك القصص التي تفرقت فيها العائلات بين ناج وقتيل هي قصة أب فقد ابنه عرضتها قناة “المسار” الليبية من خلال لقاء مع الأب داخل أحد المشافي في مدينة طبرق.

ويقول الأب، وهو من مدينة درنة أكثر المناطق تضررا من إعصار “دانيال”، إنه “من شارع البحر (اسم منطقة في درنة) وابني مات ربي يتقبله برحمته”.

ومضى الأب في سرد اللحظات التي مات فيها ابنه أمام ناظريه، قائلا “كان ابني في منزل صديقه وذهبت لكي أعود به إلى منزلنا فدخل علينا السيل فجأة (سيل المياه الذي تسبب فيه انهيار سدود وادي درنة).. تمسكنا بسقف المنزل بعد أن رفعتنا المياه إلى الأعلى وبقينا على ذلك الحال لمدة نصف ساعة كاملة (…) أثناء ذلك قال لي ابني يا بوي سامحني يا بوي سامحني (…) قلت له أنا مسامحك أنا مسامحك”.

ويتابع الأب “بعدها مباشرة تمكن الابن من السباحة إلى باب المنزل ولكن جسمه خرج من الباب بينما علق رأسه في الداخل”. ويقول الأب باكيا إن ابنه “شنق”.
ويضيف الأب متحسرا منكسرا “ظل ابني إلى الصباح على ذلك الحال وهو بجانبي مشنوقا”.

والابن المتوفى هو الوحيد للأب المكلوم الذي واصل حديثه “اسمه عطية يدرس في الجامعة هو حبيب كل الناس”. ويضيف، وعلامات الرضى بقضاء الله وقدره ظاهرة على وجهه “أنا صابر على ما أصابني، والله صابر”.

وفي كلمات تجاوز فيها حزنه الشخصي على فقده ومصيبته متطلعا إلى حال بلاده المنقسمة بين حكومتين، ينهي الأب حديثه قائلا “ربي يوحد بلادنا من شرقها إلى غربها ويلم شمل الليبيين”.

وتشهد ليبيا صراعا على السلطة بين حكومة عينها مجلس النواب مطلع العام الماضي، وحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها برئاسة عبدالحميد الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة تأتي من خلال برلمان جديد منتخب.

ولحل أزمة الصراع، هناك تحركات ليبية ودولية لتهيئة الظروف من أجل إجراء انتخابات شاملة في البلاد.

وتلك قصة واحدة من بين آلاف القصص التي تفرق فيها الأحباب والأهل، غير أن هناك قصصا أخرى لم تتفرق فيها العائلة، بل جمعت بكامل أفرادها في كنف الموت، وفق المتحدث باسم وزارة الداخلية بالحكومة المكلفة من البرلمان الليبي الضابط طارق الخراز.

وقال الضابط الليبي عن مخلفات الإعصار إن “مدينة درنة وحدها سجلت أعلى إحصائية لضحايا إعصار ‘دانيال’ جلهم عائلات كاملة”.

وأضاف أن ذلك الأمر (مصرع عائلات كاملة) “تسبب في مشكلة كبيرة عند الدفن كون من تم دفنهم هم من تم التعرف عليهم من قبل باقي أفراد العائلة، في حين أن هناك عائلات كاملة دفنت تماما”.

وتابع المتحدث “لذلك لم نجد أحدا يتعرف عليهم (…) لكننا دفنا منهم عددا كبيرا بعد تصويرهم جنائيا لعرض الصور لاحقا على أهالي المفقودين فربما يتم التعرف على أصحاب تلك الجثث”.

والأحد، اجتاح الإعصار المتوسطي “دانيال” عدة مناطق شرق ليبيا، أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج بالإضافة إلى درنة، حيث تسبب بمقتل أكثر من 6000 شخص بخلاف الآلاف من المفقودين أغلبهم في درنة، في حصيلة غير نهائية.