أخبار وتقارير

السبت - 13 مايو 2023 - الساعة 01:23 ص بتوقيت اليمن ،،،

عاصم بن قنان الميسري


مقدمة

الأحداث التاريخية والنقوش تقول بخصوص هذه الفترة باختصار، أن مملكة سبأ بعد ظهور مملكة قتبان انهارت وضعفت أمام قتبان التي كانت من أقوى الممالك اقتصاديا "والتي سيطرت على طرق التجارة البحرية والبرية وكسبت أحلاف ممالك أخرى غير عربية وكانت المملكة الوحيدة بالعالم التي تورد البخور واللبان والمر كأغلى سلع بالعالم.

ثم تضايقت سبأ من هذا الأمر فدعمت حضرموت كمملكة منافسة بجانب قتبان، ثم دعمت قتبان مملكة أوسان بجانبها نكاية بسبأ وحضرموت ثم كبرت تجارة وسيطرة اليمنيين وزاد حلفائهم وصلوا لأرقى درجات الترف والثراء والثقافة والعلم فأسسوا خطوط الملاحة وأساليب دراسة الفلك ووسعوا موانيهم وكبرت ممالكهم ودخل بينهم الشيطان.


بداية الصراع ..

قامت أوسان تمددت لحضرموت واخذت أراضيها وموانيها كلها، برضى مملكة قتبان وأسست لها عاصمة في مرخة هذا الأمر أزعج سبأ التي تدعم حضرموت ولم يعجبها الحال انقطعت مصادرها ومواردها من حليفها في حضرموت وأوسان تعملقت أكثر عن اللازم بينما قتبان لم تعد حلفا صادقا مع أوسان بل التزمت بالحيادية... ماذا حصل بعد ذلك؟ ماذا تعرف عن حرب كربئيل ووتر؟ ماذا تعرف عن نقش النصر؟؟
خلاصة الحكاية...

لقد عرف من عديد من الكتابات القتبانية... نصوص عن شعب يقال له... " أوسن "... وأرض شعب اوسان ربما كانت آنذاك... أرض جزء من أرض ومملكة قتبان... مثل... "دهس" و " دتنة " و "تبنى"... ومناطق أخرى غيرها كانت آنذاك تابعة لقتبان.

وقد عرف من الكتابات أن الأوسانيين كونوا حكومة... حكمها ملوك وكبار كهنة المعابد لأنهم كانوا يزعمون أنفسهم أنهم أبناء الآلهة وقد صلت أسماء بعضهم إلينا... ولكنها في الحقيقة حكومة صغيرة لم تبلغ مبلغ حكومة قتبان... أو حضرموت أو معين أو سبأ أو ذي ريدان ولعل الأوسانيين الذين أدركوا الإسلام.

هم من بقايا .."أوسان".. وقد كان من جملة من اعتمد عليهم الهمداني في أخبار اليمن القديمة .. رجل ينهب إلى أوسان .. هو "محمد بن أحمد الأوساني" .. زعم أنه كان يحسن قراءة الكتابات العربية لذالك نجد كتب الهمذاني مميزة عن الكتب الاخرى بخصوص تاريخ اليمن فكان محمد بن أحمد الاوساني خبير بالكتابات العربية

الجاهلية المدونة بالمسند .. حيث ان هذا هذه المملكة الصغيرة قد وهبت لنا بضعة تماثيل منحوتة من الرخام وهي احد من أجمل التماثيل المتبقية من عديد من التماثيل التي تم تكسيرها عمد او سرقتها بعد سلبها

وتهريبها الى خارج ارض اليمن .. وهي تماثيل بعض ملوك أوسان وتعد .. أول تماثيل تصل إلينا من تماثيل ملوك العرب القداما

وقد كتب على قاعدة كل تمثال اسم الملك الذي يمثله .. على سبيل المثال في صورة احد التماثيل الذي نصت الكتابة على قاعدة التمثال نص ورد في اسم "يصدق آل فرعم ملك اوسان بن معد ال"

اما الصورة الثانية فقد ورد في نص النقش على قاعدته اسم الملك الذي يمثله وهو "زيدم سيلن بن معدال" اما صورة التمثال الثالث فقد كتب تحت قدم صاحبه اسم الملك .. "معد ال سلحن ملك أوسان .. اما الصورة الرابعه فهي للكاهنه برأت ابنه الاله نسر او يعوقا

ورغم ان مملكة أوسان من الحكومات العربية الجنوبية الصغيرة .. إلا إنها كانت ذات أهمية .. إذ كانت تمتلك الساحل الإفريقي وساحل البحر الأوساني الغربي (البحر الأحمر) و(البحر الأوساني الشرقي مايعرف ببحر العرب ) والشاطئ العرني الأوساني(مايعرف بخليج عدن ) الذي أشتهرت إليه .. وتتاجر مع سكانه .. وقد كان ميناء .. عدن ..

من جملة الأماكن التابعة لهذه المملكة .. ومن ملوك أوسان كان ملك فكر الذي ورد اسمه في النص الموسوم ب Glaser 1600

نقش كربئيل
وهو نص قد تحدث عن حملة قام بها الملك .."كرب ايل وتر".. على جملة قبائل وإمارات وحكومات ملية صغيرة .. فبعد أن استولى هذا الملك على مدينة .."شرجب".. الواقعه بين الجوف ونجران

ساق جيوشه إلى .."أوسان".. فقتل ستة عشر ألف رجل وهو رقم مبالغ فيه .. وأسر أربعين .. واحتل أماكن أخرى كانت تابعة لأوسان هي:

"حمن" "حمان"، و "انفم" "أنف" و "حبن" "حبان" و "ديب "دياب" و "رشا" "رشاى"، و "جردن" "جردان"، و "دتنت" "دثينه"، و "تفذ".. وغيرها إلى ساحل البحر .. وذكر النص بعد ذلك معبد .."مرتوم"..

.. وقد كانت قتبان حليفة لسبأ في هذه الحرب .. وقد يكون تعيرنا أدق وأصح لو قلنا إنها كانت تابعة لها في هذا العهد ولذلك اشتركا مع السبئيين ضد الأوسانيين والسبب خلافات اقتصادية واستراتيجية كما تحدثنا بالمقدمة .. أما .. "أوسان" .. فكان إلى جانبها

"دتنت" و "دهس" و "تبنى" كأحلاف ومناطق وممالك مستقله بجانب مملكة أوسان لانهم اقرب لقتبان بالنسب والديانه والأرض وكانوا يعرفوا بمسمى (اولاد عم )وهذا دليل على مكانه وثقل هذة الاحلاف وهي دثينة ودهس في يافع وتبني ربما تبن في لحج.. وبعض قبائل .."كحد".. وقد رأيت أن جميع هذه القبائل ومعها .."أوسان".. كانت تابعة لمملكة قتبان فتكوّنت مملكة أوسان .. ودخلت القبائل الأخرى في هذه المملكة ..

أي مملكة أوسان .. أو إنها تحالفت معها .. وانفصلت كل في منطقتها فكوّنت إمارة أو ملكة صغيرة .. فلما انتهى "كرب ايل وتر" من مملكة أوسان .. تعقب هذه القبائل وأخضعها لحكمه آنذاك

ويظهر أن ملك .."دهس".. الذي كان في حلف مع أوسان .. أو خاضعاً لها ..بعد ان احرقت جيوش كربئيل ارضه وقتلت من جنده كثير انتهز فرصة انتصار .."كرب ايل وتر".. على أوسان فأعلن انفصاله عنهم وانضمامه إلى السبئيين ... فكافأه .."كرب ايل وتر".. بإعطائه جزءاً من ارض أوسان هو أرض .."أودم".. وظهر فيما بعد الحلف الجديد ذو ريدان الذي جمع فيه تلك القبائل الحميرية والمذحجية التي بقيت من حرب كربئيل واحتلت سبأ لاحقا" وحكمتها لكن ليس موضوعنا .... وقد احتل

الحميريون الريدانيون ومن بجانبهم من حمير ومذحج أرض أوسان وأرض تبنى ووهبوا أرض .."كحد ذ حضنم لإلهَ سبأ "المقه".. أي إن الملك .. "كربئيل".. وهبها لحكومة ولشعب سبأ .. وأنعم على قتبان وحضرموت ببعض الأرضين التي غنمها من الأوسانيين ...انتهى

الموضوع هذا صحيح هو حالة صراع تاريخية لكن فيه عبر ودروس وسياسات وتحالفات قديمة جديدة هي لازالت موجودة ليومنا هذا، تظهر في فترات وتختفي في فترات اخرى، كما هو الحال في اليمن وتركيبته المعقدة.

واعتقد ان هناك من لايتجاهل هذة الأحدث القديمة وتعقيداتها ويتم توضيفها في بعض الاحيان والازمات لأهدافة السياسية والاقتصادية والمناطقية ، تجد ان سيئون مع مأرب والمكلاء مع عدن وبيحان مع البيضاء ومأرب وعتق مع عدن وتجد دثينة مع شبوة وزنجبار مع عدن وامور كثيرة لاداعي للتعمق بها ولكن الاحداث الماضية والحروب التي حصلت والتحالفات والسياسات التي كانت هي ابلغ مثال لما اتحدث به وواقع وشاهد عيان لما حصل قديما" بين أوسان وقتبان وحضرموت ومأرب .

ابو عصمي الميسري