منوعات

الثلاثاء - 21 مارس 2023 - الساعة 05:36 ص بتوقيت اليمن ،،،

وكالات


مع إنطلاق أول صلاة تراويح تنطلق روحنيات شهر رمضان الكريم، التي اشتاق لها المسلمون، ليبدأ السؤال حول نية الصيام.

وتتحقّق نية الصيام، بأن ينوي المسلم من ليلته صيام الغد عن أداء صيام شهر رمضان في سنته، وبذلك يتميّز صيام رمضان عن غيره من الصيام، وتصحّ النيّة؛ إما بتحديد صيام اليوم، أو تحديد صيام شهر رمضان كاملاً، كقول: "نويت صيام شهر رمضان"، ويتحقّق بذلك صيام اليوم، أو الشهر المُحدَّد.

وتحديد نية القضاء الواجب على المسلم، لو كان عليه قضاء يوميَن من شهرين رمضانَ مُختلفين لا تلزم، أي أنّ نية القضاء تصحّ دون تحديد أيّ يوم من أي شهر.

حكم نية الصيام في المذاهب الأربعة

اختلف العلماء في حُكم النيّة للصيام، وذهبوا في خِلافهم إلى قولَين، بيانهما بنحو:

القول الأوّل: 

ذهب جمهور العلماء من الحنفيّة - إلّا الإمام زُفر منهم-، والمالكيّة، والحنابلة إلى اعتبار نيّة الصيام شرطَ صحّة، وقد استدلّوا بما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال:" إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى"، ولأنّ سائر العبادات تُشترَط فيها النيّة، والصيام عبادةٌ من تلك، فكان لا بدّ من النيّة فيه؛ ليتميّز عن غيره من الامتناع عن الأكل والشُّرب؛ إذ قد يمتنع عنهما العبد لمرضٍ، أو عدم رغبةٍ، أو غير ذلك من الأسباب.

القول الثاني: 

قال الشافعيّة إنّ النيّة في الصيام رُكن من أركانه، كالإمساك عن المُفطرات؛ من الأكل، والشُّرب، والجماع؛ واستدلّوا بالحديث السابق.

روى الترمذي عن طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأَى الْهِلالَ قَالَ : ( اللَّهُمَّ أَهْلِلْهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالإِيمَانِ ، وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ ) . صححه الألباني في صحيح الترمذي.

وهذا الدعاء ليس خاصاً بهلال رمضان بل يقوله المسلم إذا رأى الهلال في أول كل شهر .

وأما الدعاء كل يوم فليس هناك دعاء يدعو به المسلم عند بداية الصيام كل يوم، وإنما فقط ينوي بقلبه أنه صائم غداً .

ويشترط في النية أن تكون في الليل ، وقبل طلوع الفجر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ لَمْ يُجْمِعْ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلا صِيَامَ لَهُ ) رواه الترمذي (730) ولفظ النسائي (2334) : ( مَنْ لَمْ يُبَيِّتْ الصِّيَامَ مِنْ اللَّيْلِ فَلا صِيَامَ لَهُ ) . صححه ألألباني في صحيح الترمذي (573) .

والمعنى : من لم ينو الصيام ويعزم على فعله من الليل فلا صيام له .

والنية عمل قلبي ، فيعزم المسلم بقلبه أنه صائم غداً ، ولا يشرع له أن يتلفظ بها ويقول : نويت الصيام أو نحو ذلك من الألفاظ التي ابتدعها بعض الناس .

اللهم إني نويت أن أصوم رمضان كاملا لوجهك الكريم إيمانا واحتسابًا، اللهم تقبله مني واجعل ذنبي مغفورًا وصومي مقبولا".. دعاء نية صيام شهر رمضان، النية لها أهمية كبيرة في الإسلام، فهى التى تحدد هدف الإنسان ووجهته وقصده فى كثير من الأمور؛ لذا يقول صلى الله عليه وآله وسلم: "إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ لِمَا هَاجَرَ إِلَيْهِ" متفق عليه.

وفيما يتعلق بنية الصوم فى شهر رمضان، فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "مَنْ لَمْ يَجْمَعِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ" رواه الأربعة واللفظ لأبي داود والترمذي، والإجماع هنا هو الإحكام والعزيمة.

والنية محلها القلب، ولا يشترط النطق فيها باللسان، والنية في الصوم إما ركن أو شرط على اختلاف الفقهاء، ويرى بعض الأئمة أن النية واجبة التجديد لكل يوم من أيام رمضان، ولا بد من تبييتها ليلًا قبل الفجر، وأن يعيِّن الصائم صومه إذا كان فرضًا بأن يقول: نويت صيام غد من شهر رمضان.

ويرى آخرون من المذاهب أن القدر اللازم من النية هو أن يعلم بقلبه أنه يصوم غدًا من رمضان، ووقت النية عندهم ممتد من غروب الشمس إلى ما قبل نصف النهار إن نسي في الليل أن ينوي إلى ما قبل نصف النهار حيث يكون الباقي من النهار أكثر مما مضى، وفي مذهب المالكية تكفي نية واحدة في كل صوم يلزم تتابعه -كصوم رمضان- من هذا نقول إذا استطاع الإنسان أن يعقد النية كل ليلة من ليالي رمضان فهذا هو الأصل والأفضل، وإذا خاف أن ينسى أو يسهو ينوى في أول ليلة من رمضان أنه سوف يصوم بمشيئة الله تعالى شهر رمضان الحاضر لوجه الله، ولم يشترط الأحناف النية في صيام رمضان لكونه صيام فرض، فما دام قد أدى الصيام بامتناعه عن الطعام والشراب فيكون صومه صحيحًا.

هل نية صيام رمضان كافية عن نية صيام كل يوم على حده؟

من المعلوم ان كل شخص يقوم آخر الليل ويتسحر فأنه قد أراد الصوم ولا شك في هذا، لان كل عاقل يفعل الشئ بااختياره لا يمكن أن يفعله إلا بإرادة. والإرادة هي النية ,فا الإنسان لا يأكل في آخر الليل إلا من احل الصوم , ولو كان مراده مجرد الأكل لم يكن من عادته أن يأكل في هذا الوقت. فهذه هي النية ولكن يحتاج إلى مثل هذا السؤال فيما لو قدر أن شخصاً نام قبل غروب الشمس في رمضان وبقى نائماً لم يوقظة احد حتى طلع الفجر من اليوم التالي، فهل نقول أن صومه اليوم التالي صوماً صحيحاً بناءً على النية السابقة ؟ أو نقول أن صومه غير صحيح. ,لأنه لم ينوي في ليلته ؟ أو نقول أن صومه صحيح.

فإن القول الراحج أن نية صيام رمضان في أوله كافية , ولا يحتاج إلي تجديد لكل يوم. اللهم إلا أن يوجد سبب يبيح الفطر في أثناء الشهر فحينئذٍ لابد من نية جديدة لاستئناف الصوم.

لا تنسى دعاء نية صيام شهر رمضان المبارك في أول ليلة من رمضان. 

أدعية مستحب في أول رمضان

يا رب بشرنا باستجابة دعواتنا وتفريج همومنا وتيسير أمورنا.

نسألك اللهم في أول صباح من شهر رمضان المبارك أن تمنحنا من نفحات رحمتك وما يؤهلنا لبلوغ جنتك

اللهم في أول يوم من شهرك الفضيل اجعل صيامنا فيه صيام الصائمين وقيامنا فيه قيام القائمين ونبهنا فيه على نومة الغافلين وهب لنا فيه اليسر والعافية إنك على كل شيء قدير وقربنا فيه إلى مرضاتك وجنبنا فيه من سخطك ونقماتك ووفقنا فيه لقراءة آياتك برحمتك يا أرحم الراحمين.

يا مالك الملك وكلتك أمري واستودعتك همي فبشرني بما يفتح مداخل السعادة إلى قلبي يا الله.

اللهم أهله علينا شعر رمضان بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما تحب وترضى يا ذا الجلال والإكرام اللهم أعنه فيه على الصيام والقيام اللهم اجعلنا ممن يصومه ويقومه إيمانا واحتسابا اللهم سلمنا لرمضان وسلمه لنا وتسلمه منا متقبلا

اللهم اجعله شهر عز للإسلام والمسلمين وأجعله شهرا للنصر والتمجيد في كل مكان يا رب العالمين.

اللهم لا تذيقني مرارة الحوجة إلى الناس وأجعل الصلاة خفيفة على قلبي ولا تبتليني بالكسل وإدمان التفكير والتعلق بما لا يرضيك عني.

اللهم اجبرني جبرا يعوض قلبي عن كل شيء.