منوعات

الثلاثاء - 14 فبراير 2023 - الساعة 10:59 م بتوقيت اليمن ،،،

وكالات


عندما تشعر أن مشهدا ما قد سبق وأن شاهدته من قبل بمجرد أن تراه ؛ فإن هذا اسمه ظاهرة "الديجافو" ، وهي كلمة فرنسية معناها "شوهد من قبل" .

يمر بهذه الظاهرة أكثر من ثلثي البشر ، ويحسون بها ولو لمرة واحدة في العمر ، وقد تتكرر ، وتمر بالشخص الذي جاوز الـ8 سنوات من عمره ، وتقل هذه الظاهرة بعد السبعين ، ومرضى الصرع هم أكثر الناس الذين يمرون بها كثيرا .

أسباب شائعة


هناك جزءان في الدماغ ؛ أحدهما مسؤول عن تخزين الأحداث في ذاكرة قصيرة الأمد ، والآخر مسؤول عن تخزين الأحداث في ذاكرة طويلة الأمد في تزامن مشترك بدون فاصل زمني ..

وأحيانا كثيرة يحصل عدم تزامن في تسجيل الأحداث قصيرة وطويلة الأمد في الذاكرة ، فيتم تسجيلها في الجزء قصير الأمد ثم في الجزء طويل الأمد أثناء فاصل دقيق متناهي

فيتهيأ لك أنك رأيتها من سابق بسبب تداخل الأمرين أو بسبب الألفة في تشابه الأحداث !

وما زالت هذه الظاهرة يصفها الكثير من العلماء بأنها وهم الرؤية وليس لها أساس من الصحة أو بالأصح ليس لها تفسيرا منطقيا على الأقل، غير أنها مرتبطة بجزء معين في الدماغ.

انواع ظاهرة الديجافو

يتم تقسيم ظاهرة ديجافو بناء على الحدث أو الموقف أو الشيء الذي تهيأ للشخص تكرار حدوثه، وذلك إلى :

D�j� Pressenti: أي تم لمسه أو إحساس ملمسه من قبل.
D�j� Connu: أي تمت معرفة هذا الشخص من قبل.
D�j� Racont�: أي تم إخباري بهذا الخبر الخبر من قبل.
D�j� Dit: أي تم تكلم هذا الكلام أمامي من قبل.
D�j� Recontr�: أي أنه تم مصادفة الشيء من قبل.
D�j� Entendu: أي أنه تم سماع هذا الشي من قبل.
D�j� R�v�: أي أنه تم الحلم بهذا الحلم من قبل.
D�j� Sent: أي تم شم هذه الرائحة من قبل.
D�j� G�ut�: أي تم تذوق هذا الطعم من قبل.
D�j� Su: أي تمت معرفة هذه الفكرة من قبل.
D�j� Fait: أي تم إنجاز مهمة معينة من قبل.
D�j� Parl�: أي قمت بالتكلم بهذا الكلام من قبل.
D�j� Visit�: أي تمت زيارة هذا المكان من قبل.
D�j� Pens�: أي قمت بالتفكير بهذه الطريقة من قبل.

علاقة ظاهرة الديجافو بالامراض والاضطرابات النفسية

إلى الآن لا يوجد أي ارتباط بين حدوث ظاهرة الديجافو والأمراض بشكل عام، باستثناء ارتباطها بمرض صرع الفص الصدغي.

أسباب ظاهرة الديجافو

الإجابة على هذا السؤال لا تزال لغزًا، يمكننا الحصول على أدلة من مجموعات الأفراد التي تذكر أنها مرت بظاهرة الديجافو أكثر من غيرهم، فإحدى هذه المجموعات يوجد بها أفراد تحدث لهم حالة تُعرف باسم “صرع الفص الصدغي”.

إذ يتسبب الصرع في إرسال خلايا المخ لإشارات كهربائية خارجة عن السيطرة تؤثر بدورها على جميع خلايا المخ التي تجاورها، وفي بعض الأحيان يصل هذا التأثير إلى جميع خلايا المخ.

وتنتقل هذه الإشارات إلى خلايا المخ مثل قطع لعبة الدومينو، فكل خلية تنقل الإشارات الكهربائية للخلية التي تجاورها بشكل تتابعي. وهذا يسمى “نوبة”، ويمكن أن تؤدي هذه النوبة، لدى الأشخاص المصابين بالصرع، إلى فقدان التحكم في أفكارهم أو حركاتهم لفترة زمنية وجيزة.

وفي المرضى المصابين بصرع الفص الصدغي، نعلم أن النوبات تبدأ في الفص الصدغي، وهو جزء من الدماغ يقع إلى الداخل عند أعلى الأذنين، ويلعب هذا الفص دورًا مهمًا في استرجاع الذكريات.

تجربة استثنائية

ظاهرة الديجافو عبارة عن تجربة استثنائية ومثيرة للاهتمام حيث تشعر حينها أن هذا الموقف مألوف للغاية، ولكننا نعرف في قرارة أنفسنا أنه لا يجب أن يكون مألوفًا بهذه الدرجة. وهذه التجربة مهمة لأنها توضح لنا أن عملية التذكر تحدث في صورة سلسلة من الخطوات التي يمكن أن تسير إحداها بشكل خاطئ.

وتحدث هذه الظاهرة للشباب بشكل أكبر، وقد يكون ذلك إشارة على أنهم بارعون في تمييز المشاعر عندما يخبرهم مخهم أن هذه الأمور مألوفة بشكل أكثر مما ينبغي.

ولكن من الصعب إجراء التجارب لجعل الأفراد يمرون بظاهرة الديجافو. ومازلنا نجهل حتى الآن أسباب حدوثها، ولكن هذا يجعل من تلك الظاهرة موضوعًا بحثيًا شيقًا للباحثين، ومن يعلم فقد تصبح يومًا ما عالمًا وتكشف لنا عن أسرار هذه الظاهرة!

انقسام الإدراك

تقترح نظرية انقسام الإدراك أن الديجافو تحدث عندما ترى شيئًا في وقتين مختلفين، في المرة الأولى التي رأيت فيها ذلك الشيئ ربما كان بطرف عينك أو تشتت انتباهك، وفي هذه الحالة، يمكن لعقلك أن يبدأ في تكوين ذاكرة لما تراه حتى مع الكم المحدود من المعلومات التي تحصل عليها من لمحة موجزة وغير مكتملة.

لذلك، قد تحصل بالفعل على أكثر مما تدرك. وإذا لم تشغل رؤيتك الأولى لشيء ما، مثل المنظر من جانب التل، أو انتباهك الكامل، فقد تعتقد أنك تراه للمرة الأولى.

بعبارة أخرى، نظرًا لأنك لم تمنح التجربة انتباهك الكامل في المرة الأولى سيبدو الأمر وكأنك تعيش حدثين مختلفين، لكنّه في الحقيقة مجرّد تصوّر واحد مستمر لنفس الحدث.

اضطراب بسيط في وظائف الدماغ

تشير نظرية أخرى إلى أن الديجافو يحدث عندما يحدث خلل في دماغك - إذا جاز التعبير - على غرار ما يحدث أثناء نوبة الصرع. يمكن أن يحدث ذلك بسبب نوع من الخلط عندما يكون جزء الدماغ المسؤول عن تتبع الأحداث الحالية وجزء الدماغ المسؤول عن استحضار الذكريات نشطين.

هذا النوع من الخلل الوظيفي الدماغي بشكل عام لا يدعو للقلق إلا إذا حدث بشكل منتظم. ويعتقد بعض الخبراء أن نوعًا آخر من الخلل الوظيفي في الدماغ قد يسبب هذه الظاهرة.

عندما يمتص عقلك المعلومات، فإنه يتبع بشكل عام مسارًا محددًا من تخزين الذاكرة قصيرة المدى إلى تخزين الذاكرة طويلة المدى.

وتقترح النظرية أنه في بعض الأحيان، يمكن للذكريات قصيرة المدى أن تأخذ طريقًا مختصرا للذاكرة طويلة المدى. يمكن أن يجعلك هذا تشعر كما لو كنت تستعيد ذكرى قديمة بدلاً من شيء حدث في الثانية الأخيرة.

وهناك نظرية أخرى تشير إلى حدوث المعالجة المتأخرة، حيث أن أحد هذه الطرق ينقل المعلومات إلى عقلك بسرعة أكبر قليلاً من الآخر.

قد يكون هذا التأخير ضئيلًا للغاية مع مرور الوقت القابل للقياس، لكنه لا يزال يقود عقلك لقراءة هذا الحدث الفردي على أنه تجربتان مختلفتان.

متى يجب القلق؟

غالبًا لا يوجد سبب خطير لـ "ديجافو"، ولكنها يمكن أن تحدث قبل نوبات الصرع أو أثناءها. يدرك العديد من الأشخاص الذين يعانون من النوبات أو أحد أحبائهم ما يحدث بسرعة كبيرة.

ولكن على الرغم من شيوع النوبات البؤرية، إلا أنه لا يمكن التعرف عليها دائمًا على أنها نوبات.

تبدأ النوبات البؤرية في جزء واحد فقط من الدماغ، على الرغم من إمكانية انتشارها، كما أنها قصيرة جدًا. يمكن أن تستمر لمدة دقيقة أو دقيقتين أو تنتهي بعد بضع ثوانٍ فقط. لن تفقد وعيك وقد يكون لديك وعي كامل بمحيطك.

ولكن قد لا تكون قادرًا على الرد أو الاستجابة، لذلك قد يفترض الآخرون أنك تركز على شيء آخر أو تحدق في الفضاء تائهًا في التفكير.

تحدث ظاهرة الديجافو عادة قبل النوبة البؤرية، قد يواجه الشخص أيضًا أعراضًا أخرى، مثل:

-الوخز أو فقدان السيطرة على العضلات.

-الاضطرابات الحسية أو الهلوسة، بما في ذلك تذوق أو شم أو سماع أو رؤية أشياء غير موجودة.

-تكرار الحركات اللاإرادية، مثل الترميش أو الشخير.

-تدفق للعاطفة لا يمكن تفسيره

تفسيرات أخرى

توجد أيضًا مجموعة من التفسيرات الأخرى للظاهرة. يتضمن ذلك الاعتقاد بأن الديجافو مرتبطة بنوع من التجربة النفسية، مثل تذكر شيء مررت به في حياة سابقة أو في حلم.

قد تصف الثقافات المختلفة التجربة بطرق مختلفة أيضًا، نظرًا لأن كلمة "ديجافو" هي كلمة فرنسية تعني "تمت رؤيته سابقا"، فقد تساءل مؤلفو الدراسة في سنة 2015 عما إذا كانت التجربة الفرنسية للظاهرة ستختلف، حيث يمكن للأشخاص الذين يتحدثون الفرنسية أيضًا استخدام المصطلح لوصف تجربة أكثر واقعية لرؤية شيء ما من قبل.

لم تسلط النتائج التي توصلوا إليها أي ضوء على الأسباب المحتملة للظاهرة، لكنهم وجدوا أدلة تشير إلى أن المشاركين في الدراسة الفرنسية كانوا يميلون إلى معايشة تجربة "ديجافو" أكثر إزعاجًا من المشاركين الناطقين باللغة الإنجليزية.