أخبار وتقارير

الأحد - 12 فبراير 2023 - الساعة 10:24 م بتوقيت اليمن ،،،

خالد سلمان


في المفاوضات التي يُعد لها حالياً على قدم وساق ، ليس لدى الشرعية ما تفاوض به، ليس لديها أرضاً أو مواقع ثروات أو ممرات دولية إستراتيجية أو أوراق تفاوضية قابلة للضغط والمقايضة

هي ستفاوض من موقع الهامش بأوراق الجنوب ، ولهذا هي ترفض أن يكون للجنوب وفده المستقل ، وأن تكون القضية الجنوبية ملفاً قائماً بذاته.


تشكيل القوات العسكرية الموازية في الجنوب ، ليس معزولاً عن فكرة إضعاف وتحجيم الطرف الممانع

هذا التشكيل في مثل هكذا توقيت يأتي في قلب ترتيبات قادم المشهد ، وليست عملية خارج السياق.

---------------

الحوثيون يحتفون بدخول البواخر عبر موانئ الحديدة من دون تفتيش او ترخيص أو إشراف على طبيعة حمولاتها ، وما إذا كانت تجارية ام عسكرية.

من حقه ان يقيم اعلام الزينة لأن مثل هذ القرار لم يمنح له هبة من موقع الرأفة بالضعيف ، بل إنتزعه بتصلب مواقفه وقوته الميدانية ، وقدرته على إستثمار كل أوراقه على طاولة المفاوضات السياسية، وهو ما عجزت عن فعله الأطراف الأُخرى، أو بالأصح لم يعد لديها من أوراق قابلة للمقايضة في حقل التنازلات المتبادلة.

قرار عدم إخضاع حركة السفن المتجهة لموانئ الحوثي للإشراف والرقابة ليس قراراً معزولاً لذاته ، بل هو منتج لحوارات سياسية مباشرة وغير مباشرة مع الرياض وبمظلة اممية ، تستوعب كل إملاءات الحوثي بلا قيد او شرط ، أو مزامنة بين تنازل يُمنح له مقابل تنازلاً ينُتزع منه،

وكل هذا يرسم إطار السلام المقدم لليمن ، سلام يقوم على ضمان مصالح الرياض ، مقابل سلطة حوثية مطلقة على الحكم، إلا من قليل شراكة شكلية لزوم التمويه ، وإضفاء طابع المصالحة اليمنية اليمنية على وضع تم فيه وضع كل البيض في سلة واحدة.

لدينا طاولة تفاوض وحولها مقعدان صنعاء والرياض، وفي السياسة والتفاوض المؤسس على القوة ، لا مجال لتسول العطايا حين تكون لست شريكاً مقرراً بل مجرد كمالة عدد.