أخبار وتقارير

الثلاثاء - 13 ديسمبر 2022 - الساعة 07:06 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن حرة / إرم نيوز


ولد أبو بكر السقاف عام 1934، في منطقة "الوهط" التابعة إداريًا لمديرية "تبن" جنوب شرق محافظة لحج، المتاخمة للعاصمة اليمنية المؤقتة عدن في جنوب البلاد، التي تلقى تعليمه الأساسي في مدارسها التقليدية.

غير أن معلومات متواترة تقول إنه ولد في إثيوبيا بعد هجرة والده إليها، قبل أن يعود في منتصف الأربعينيات إلى مسقط رأس والده بمنطقة "الوهط"، ليتلقى تعليمه في المدرسة "الجعفرية" هناك، ثم ينتقل إلى مدينة الحوطة، مركز المحافظة، ويواصل تعليمه في مدرسة "المحسنية العبدلية".


غادر السقاف إلى العاصمة المصرية القاهرة ضمن بعثة "نادي الشباب اللحجي"، مطلع العام 1954، ووجد هناك ما يرضي شغفه للقراءة، ونهمه تجاه اليسار الماركسي، وبقي في مصر عدة سنوات، قبل أن يعود في العام 1959 إلى مدينة تعز اليمنية، قبل أن يُبتعث إلى روسيا لمواصلة تعليمه في تخصص الفلسفة.

وخلال إقامته في القاهرة، كان السقاف أحد مؤسسي رابطة الطلاب اليمنيين في القاهرة، كأول تشكيل نقابي للطلاب اليمنيين يتبنى فكرًا سياسيًا ديمقراطيًا وحداثيًا، وهي التي مثّلت بزوغًا لنجمه.

وتشير المعلومات إلى عودته إلى اليمن عام 1974، والتحاقه كأستاذ للفلسفة بجامعة صنعاء، خلال مرحلة تكوين القسم الأول في الجامعة، لتصبح هذه المرحلة بداية مراحل إنتاجه الأدبي والفكري، التي نشر خلالها في إصدارات المجلات الثقافية والأدبية أبحاثه ودراساته.

ويعدّ الدكتور أبوبكر السقاف من أوائل منتقدي "الوحدة الاندماجية" بين جنوب اليمن وشماله، وأول من أطلق وصف "احتلال داخلي" على حرب صيف عام 1994 بين جنوب اليمن وشمالها، التي انتصرت فيها قوات شمال اليمن وأعادت الوحدة بالقوة العسكرية.

واختُطف وعُذب أكثر من مرة، على إثر كتاباته المنددة بسياسات نظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، تجاه الجنوب والجنوبيين، كما تعرّض منزله في حي "حدّة" السكني بصنعاء للنهب.

وعقب أيام من انطلاق الحرب اليمنية ضد ميليشيات الحوثيين التي سيطرت على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر/ أيلول من العام 2014، غادر الدكتور والمفكر اليمني أبوبكر السقاف على متن طائرة إجلاء تابعة لوزارة الطوارئ الروسية نحو موسكو، برفقة زوجته الروسية، حاملًا معه صنوفا من الخيبة والخذلان والتهميش التي عانى منها في بلده.

وظلّ السقاف خلال السنوات الأخيرة من عمره طريح فراش المرض في أحد مستشفيات العاصمة الروسية موسكو، وسط معاناة وجدتها أسرته في دفع نفقات وفواتير العلاج، في وقت بقيت حكومات بلاده تتجاهل مناشدات زملائه بمساعدته، حتى توفاه الله.