أخبار وتقارير

الثلاثاء - 29 نوفمبر 2022 - الساعة 06:13 م بتوقيت اليمن ،،،

تقرير /موسى المليكي.

كيف تواجه المرأة في تعز المدينة لهيب غلاء الأسعار فهي ربّة المنزل،و هي الأم والشقيقة، ويتطلع الأطفال إليها لتأمين الغذاء، وتوفير بعض من الاحتياجات الضرورية الأخري .
هذه قصص مؤلمة لبضع نساء في بعض الأحياء الأشد فقرآ في مديرية المظفر ومديريات المدينة الاخرى حول كيف يواجهن غلاء الأسعار :

معاناة المرأة التعزية.


تروي فاطمة اسم مستعار (34 عاما)ل......."و هي أم لأربعة أطفال. تقول: "حالنا كان أفضل قبل الحرب. وكان تتكون وجبه الغداء لدينا من الأرز والدجاج واللبن، أما الآن فلا يأكل أطفالي سوى الخبز والماء".

وتقول فاطمة اسم مستعار انها تجمع أكبر قدر ممكن من القمامة من الشوارع، والبلاستيك والورق وخردة الخشب، والأغصان، وتستخدمه كوقود لإشعال النار في فرنها الصغير لتخبز، إذ لم يتوفر وقود الطهو لدى أسرتها منذ أكثر من أشهر.

وتضيف فاطمه ل......"انها لا تملك سوى القليل من الطحين وبيضة واحدة سادخرها لإطعام أسرتي في صباح يوم غدآ .، سأعدّ الخبز لأولادي وأسلق البيضة، وسأقطع البيضة والخبز قطعآ صغيرة. هذه هي الوجبة الوحيدة التي استطاعت تامينها لاطفالها .

أما الطعام الذي تتلقاه من برنامج الأغذية العالمي، فتتقاسمه مع جارتها ، واضافت بأنها تقضي ثلاث ساعات لعمل رغيفين من الخبز لأطفالها، مع ارتفاع اسعار الغاز وعدم كفايتة .

أغلا الأسعار.

تتحدث مريم "24 عاما"ل....."بأنها قلقة من إرتفاع الأسعار ،تعاني من سوء التغذية وتكافح من أجل إرضاع طفلتها منال ، التي تبلغ من العمر خمسة أشهر فقط. وفي حين يجب أن تتلقى دعمآ غذائيا خاصآ من برنامج الأغذية العالمي ، تقول : إنها تجد صعوبة في السفر إلى المراكز الصحية، بسبب بعده عن منطقة سكنها ،و ارتفاع تكلفة أجور المواصلات .

وتضيف قائلة: "كل ما أفكر فيه هو من أين سأحصل على الطحين لصنع الخبز، والحطب لإشعال النار.

شرارة الحرب.

سردات إفراح ل....."انها كانت في سن 13 عاما عندما بدأت الحرب، وتبلغ الآن 21 عاما. وقد دمر منزلها بأول هجمات صاروخية ضربت تعز في 26 آذار/مارس 2015. وتعيش أسرتها المكوّنة من ستة أفراد في غرفة واحدة مستأجرة في منطقة عوققه .

تقول إفراح "أتمنى لو كان لدينا الكثير من الطحين والأرز والغاز. لكن ما زالت الحرب مستمرة والجوع مستمر. بالنسبة لي، كل ما أتمناه كفتاة يمنية هو أن أعيش بسلام. أن يعود غاز الطهي إلى بلدي وأن تنتهي الحرب. أن يترك الخوف بلدنا ونعيش بسلام".

وحشية الحرب.

أجبرت الحرب الوحشية"إفراح "24 عاما" وعائلتها على النزوح أربع مرات. وأسرتها أصلآ من الحديدة وهي أم لطفلين وتعيش الآن في عوققه .

تقول إفراح: "هذا هو المكان الذي انتهى بي المطاف في حياتي. لقد زرت العديد من الأماكن، وكان لدي عمل، اعتدت أن أكون شخصآ ما في الحياة. لكن حياتي الآن هي مجرد صراع يومي لإطعام أطفالي".

وقد عملت إفراح قبل الحرب ممرضة في مستشفى محلي. وكانت لديها أحلام بالوظيفة وبناء أسرة تتمتع بصحة جيدة. وقالت : "لم أعد أشعر أنني الشخص الذي اعتدت أن أكون قبل أن تضرب الأزمة بلدي ، لقد أصبحت شخصا آخر".

ابتكرت "إفراح" نوعآ جديدآ من المواقد التي تستخدم وقودآ أقل بكثير من مواقد الحطب التقليدية. وقد ساعدت النساء الأخريات في حيّها على تبني تصميمها الذكي، وتؤكد أنه بعد ليلة مظلمة سيأتي فجر جميل فهو حلمها وحلم كثير من الناس.

ظروف "كاتبه"28 عاما" صعبة خصوصآ وهي حامل في شهرها الثامن بطفلها الأول. وتعيش الأم الشابة في في منطقة مليحه في مديرية المظفر ، على بُعد حوالي ساعة مشيا علي الاقدام من منطقة المطار .

تقول اماني: "ارتدت الجامعة، كان لدي أمل كبير أنه بعد التخرّج من الجامعة سأعمل في مدرسة خاصة . مرت اربع سنوات ولم أعمل حتى الآن".

تزوجت "أماني" قبل تسعة أشهر فقط. وكانت قلقة من أن يضطر زوجها هيثم للقتال في الصراع، فغادر اليمن إلى المملكة العربية السعودية، على أمل العثور على عمل هناك .

وأضافت تقول : إن الحرب تسببت في معاناة شديدة: "لم أكن أتوقع أن أندم على الحمل، " وتابعت ". تعز هي أكبر سجن مفتوح في العالم. أشعر بالذنب لأنني سألد طفلا في هذا السجن".

وتشدد "اماني" على أنها مصممة على تحقيق الاكتفاء الذاتي: "أحب الخضار. لقد زرعت حديقة في وسط منزلي حتى أتمكن من زراعة الخضراوات لنفسي".

ولكن فتحية "18 عاما" تعتني بأشقائها الخمسة، بعد توجه والدها للعمل في السعودية، وأمها مريضة طريحة الفراش. تقول: "لقد مُنعت من إكمال الدراسة. أنا أعرف فقط كيف أقرأ قليلآ. عندما بدأت الحرب، توقفت عن الدراسة في المدرسة والآن أعمل طوال اليوم في جمع الحطب لإشعال النار وطهي الطعام وإطعام أشقائي الصغار".

لكنّها تضيف أن ظروفها قهرية وصعبة بالنسبة لها لأنها تتحمل مسؤولية أشقائها: " و لا يوجد في مطبخها المتواضع ما يكفي من الطعام لتقسيمه عليهم.