أخبار رياضية

الجمعة - 11 نوفمبر 2022 - الساعة 11:13 ص بتوقيت اليمن ،،،

العرب


يفضل جزء كبير من عشاق كرة القدم في العالم مقاطعة مونديال قطر 2022 “لبعث رسالة”، على خلفية التقارير التي تتحدث عن انتهاكات لحقوق الإنسان في الإمارة الخليجية الثرية.

ويقول فابيان بونيل، المشجع المخلص لمنتخب فرنسا، بطل كأس العالم الأخير في روسيا (2018) والذي يضمّ عددا هائلا من النجوم، “لست جاهزاً للاحتفال فوق مقبرة”، في إشارة إلى التقارير عن وفيات حصلت بين العمال في مواقع البناء الخاصة بمونديال 2022، والتي يدور حولها لغط كثير. ويلخّص هذا المشجع موقفه الثابت: المقاطعة الكاملة للحدث.


ويضيف بونيل “لن أشاهد ولا حتى مباراة واحدة” من البطولة التي تقام بين 20 نوفمبر و18 ديسمبر. “إذا قام مئات الآلاف منا بما سأفعله أنا، سيترك ذلك رسالة ذات تأثير كبير على الجماهير والجهات الراعية وكل ما له علاقة بالأعمال المرتبطة بالاتحاد الدولي (فيفا)”.

وعلى منوال بونيل، اختار عدد من عشاق اللعبة السير في خيار المقاطعة، خصوصاً في ألمانيا حيث عبّرت مجموعة كبيرة من مشجعي الأندية، بما فيها بوروسيا دورتموند، عن موقفها المناوئ لقطر في الأسابيع الأخيرة، من خلال لافتات عملاقة ظهرت بين المتفرجين خلال المباريات المحلية.

لكن كل هذه الإدانات لم تمنع اللجنة المنظمة للعرس العالمي من بيع مجمل تذاكر المباريات، إذ بيع منها 2.89 مليون من أصل 3.1 مليون متاحة، وفقاً لآخر تقرير صدر في منتصف أكتوبر الماضي.

وعلى الرغم من المخاوف، الأخلاقية منها أو تلك المرتبطة بكلفة حضور المونديال من قلب الحدث، سيتوجه الآلاف إلى الدوحة، لاسيما من أميركا اللاتينية والجنوبية، مع توقع وصول 70 ألف مكسيكي و30 ألف أرجنتيني، وفقاً لجهات رسمية.

وتقول المشجعة الأرجنتينية باربرا ماك كوبري (45 عاما) “بالطبع، لدينا مخاوف بشأن طريقة معاملة النساء في قطر، لكننا أعددنا أنفسنا جيداً. وصلتنا نصائح بارتداء ملابس مختلفة، على سبيل المثال لدى التوجه إلى شاطئ البحر”.

أما رئيس رابطة أنصار منتخب المكسيك، المعروف باسم “كاراميلو”، فهو يدرك بأنه سيكون “ممنوعاً من إدخال الكحول” إلى البلاد، بيد أنه ينظر بإيجابية إلى الوفد التاريخي للمشجعين من أبناء جلدته، حتى لو اضطر إلى دفع ثمن الجعة بسعر أغلى بثلاث إلى أربع مرات.

وتعتبر كلفة الرحلة في الواقع عاملا لا يستهان به. لكن مشجعين كثر، مكسيكيين بالتحديد، بدوا على استعداد لسداد ما بين 14 ألفا و20 ألف دولار أميركي مقابل حزمة شاملة لمباريات دور المجموعات، بينما يقدّر ديفيد سيبويادا، رئيس الرابطة الأساسية لمشجعي منتخب إسبانيا، “الشهر الكامل” بسبعة آلاف يورو، شاملةً السكن “في المباني الجاهزة الصغيرة”.

“أصاب الإحباط عدداً كبيراً من أعضاء الرابطة”، قالها بأسى المشجع البالغ من العمر 48 عاماً، وأضاف متحدثاً “لكن المقاطعة ليست من اختصاصي. الأمر متروك للمسؤولين والسياسيين وأولئك الذين قرروا منح شرف استضافة المونديال لقطر”.

ويرى المشجع الألماني دانييل روهيه (38 عاماً)، أن كأس العالم في قطر تمثل فرصة، على المستوى البشري، “لاختبار العديد من المباريات والثقافات المختلفة يومياً”، ويضيف مستشار تكنولوجيا المعلومات الذي يخطط لحضور 14 مباراة في غضون ثمانية أيام في البلد الخليجي “إذا نظرت إلى الظروف التي أقيمت فيها كؤوس العالم الأخيرة، فسيكون لديك سبب لمقاطعتها كلها”.

“سوف نختبر الحدث العالمي بشكل مختلف، لا أكثر ولا أقل. أنا خائف حقاً من الشعور بخيبة أمل لأنه لا يوجد الكثير لأقوم به حيال ذلك، لكنني أريد في الوقت نفسه أن أرى الأمور بنفسي، وأدلي برأيي الخاص”، يقول غيوم أوبريتر (25 عاماً)، وهو مشجع فرنسي سيتواجد في قطر بين 25 نوفمبر و1 ديسمبر، ويضيف “لا أريد أن يجري وصمي بالعار لأنني ذاهب إلى هناك. لا يعني التوجه لحضور كأس العالم أننا من الداعمين”.

لكن بعيداً عن المنظور الغربي المؤيد، تُعتبر بطولة كأس العالم في قطر أيضاً فرصة فريدة لجماهير الشرق الأوسط لتجربة الحدث كما لو أنه يقام “بالقرب من المنزل”.

ويؤكد السعودي بدر الخميس، أستاذ علوم الأحياء المقيم في الرياض، أنه يشعر بخيبة أمل لعدم تمكنه من الحضور إلى قطر بسبب التزام وظيفي ويقول “بدأ ينفد صبري للغاية لأن هذه البطولة ستثبت أن العالم العربي قادر على تنظيم مثل هذه الأحداث الرياضية”.