أخبار وتقارير

الخميس - 13 أكتوبر 2022 - الساعة 06:33 ص بتوقيت اليمن ،،،

عهد الخريسان

تكلمنا عن الحرب في الجبهة السورية وكيف تحول الانتصار الساحق للجيش السوري الى هزيمة نكراء والتقدم الى تقهقر والسيطرة على اكثر من ثلث الجولان الى تقهقهر الى الاراضي السورية وتهديد دمشق من قبل الإسرائيلين والسبب هو خطا القيادة السورية في تقدير الموقف واتخاذ قرار التوقف في مساء الثامن من اكتوبر الى اليوم التالي لإستئناف الهجوم الامر الذي مكن قوات الآحتياط الإسرائيلي من الوصول وتغيير الحرب ولولا تدخل الجيوش العربية واحداث بعض التوازن لأحتلت دمشق فقد وصل الجيش الاسرائيلي الى قرب مطار دمشق!!!
ومع ان الجيوش العربية منعت الجيش الاسرائيل من دخول دمشق وكبدته خسائر كبيرة الا ان اليهود إستطاعوا تحقيق مكاسب في الحرب باحتلال 30كم في العمق السوري إستعدادا لتحقيق مكاسب سياسية في التفاوضات القادمة!!!.
هذا ما كان في الجبهة السورية والأن سنعود للجبهة المصرية لنرى ما يحدث هناك.

*ثانيآ: الجبهة المصرية*
في الأسبوع الاول للحرب كان المصريون حققوا نصرا ساحقا على الإسرائيلين وحققوا كل اهداف الحرب المحدودة التي كان يريدها السادات، العبور، تدمير خط بارليف، التوغل بعمق 10الى 15 كم واحتلال رؤوس المضايق.
في 11 اكتوبر اتصل الرئيس السوري حافظ الأسد بنظيره المصري انور السادات يخبره بإنه جيشه يعاني من ضغط الجيش الأسرائيلي وان قواته تتقهقر ويريده ان يطور الهجوم لتخفيف الضغط عن القوات السورية في الجبهة الشرقية فما كان من السادات الا انه اعطى امرا لوزير الحربية المصري المشير أحمد إسماعيل علي بتطوير الهجوم بدوره امر إسماعيل الفريق /سعد الدين الشاذلي رئيس اركان حرب القوات المصرية وحط تحت هذا الاسم الف خط لإننا سنتاوله في حلقة منفردة والدور الذي قام به في حرب اكتوبر والجزاء الظالم الذي تعرض له من بعد!!!!
المهم الفريق الشاذلي اعترض على الأمر ولاحظ اعترض مش رفض لان الاوامر العسكرية لا ترفض حتى لا تصير فوضى في الجيوش ولكنها تناقش وتبدى الملاحظات حولها والاعتراض لكن ان صدرت يتم تنفيذها بشكل قطعي.
الشاذلي اعترض واوضح لإسماعيل بانه لايمكن تطوير الهجوم لإننا سنخرج عن غطاء الدفاع الجوي وسنكون عرضة لطيران الاسرائيلي وهذا ما سيكبدنا خسائر كبيرة في الجنود والمعدات اضافة الى ان تطوير الهجوم لن ينفع السوريين بشيئ فبين الجبهة الشرقية السورية والجبهة الغربية في سيناء 1000 كم وحتى تنقل اسرائيل جنودها ومدرعاتها للمسافة هذه تحتاج ايام وهذا الخيار لن تتعامل معه إسرائيل لانه لن يفيدها بشيى وستظل كل قواتها في الجبهة الشرقية في مواقعها لاسيما بعد هجوم الجيوش العربية على اسرائيل...
اعتراض مقنع اقنع به المشير اسماعيل ونقله الى السادات حتى قيادات الجيوش الميدانية اعترضوا على هذا القرار لكن السادات كان مصمما طوروا الهجوم يعني طوروا الهجوم ومن يرفض يحول لمحاكمة عسكرية هذا قرار سياسي وليس عسكري!!!!

في 12 أكتوبر طورت مصر هجومها في سينا وتقدمت للعمق السيناوي بثلاثة الوية مدرعة مكونة من 400 دبابة ليتفاجئوا بخمس فرق اسرائيلية في انتظارهم و 900 دبابة إسرائيلية لكن لحظة كيف عرف الإسرائيليون بإن المصريين سيطورون الهجوم؟!
قبل انطلاق حرب اكتوبر كان هناك اكثر من خمسة اقمار صناعية أميريكية تدور حول الارض في الشرق الاوسط لكن بعد انطلاق الحرب اصبحت 18 قمرا صناعيا يراقب المنطقة وتحركات الجيوش العربية في مناطق إستراتيجية بسينا، حدود الجولان، الحدود العراقية السورية، باب المندب؟؟! نعم باب المندب لكن ما علاقة باب المندب في الحرب؟!
لا ننسى ان باب المندب هو بوابة البحر الاحمر التي بنهايته يقع خليج العقبة وراءه اسرائيل وهو سلاح استراتيجي ملاحي وقد استغل في الحرب ضد اسرائيل حيث قامت حكومة الرئيس الجنوبي سالم ربيع علي باغلاقه الامر الذي سبب حرجا كبير لإسرائيل في الحرب!! نرجع للاقمار الصناعية الامريكية التي رصدت تحركا للقوات المصرية فأخبرت به اسرائيل التي بدورها لم تتاخر وفرحت فرحا شديدا لانه ستنتصر لأول مرة في الحرب.
وكان لإسرائيل ما ارادت من اصل 400 دبابة مصرية لم يرجع الا 150 والاف الشهداء من الجنود المصريين وكانت نقطة تحول في الحرب حقق منها الاسرائيلون مكاسب لم يكن ليحققوها لولا الهدية المجانية دي!!!
لعلنا نتعلم هنا بان كل المصائب تاتي من الديكتاتورية والغاء الكفاءات للانفراد بالراي وهذا ما حصل للجيش المصري حين تجاهل السادات التكنوقراط العسكري في جيشه ونصائحهم بعدم الهجوم واسبابهم المقنعة الا ان اصراره على تطوير الهجوم متجاهلا لكل تلك القيادات والنصائح من قبل القادة لدرجة ان قائد الجيش الميداني الثاني الفريق سعد مأمون اصيب بذبحة صدرية حين علم قرار السادات الغير منطقي واثره الكارثي وتم اسعافه الى مستشفى بلإسماعيلية ليقضي بقية الحرب هناك.

*خطة الغزالة:*
ولان المصائب لا تأتي فرادا التقطت طائرة استطلاع اميريكية ثغرة بين الجيشين الميدانيين الثاني والثالث لتمكن اسرائيل من تنفيذ خطة الغزالة وهي خطة تم وضعها مسبقا من الجنرال حاييم بارليف _ايوه هو صاحب فكرة خط بارليف_وكانت الخطة تهدف لفتح ثغرة بين الجيشين الميدانيين ومحاصرتهما والتوغل في عمق الاراضي المصرية واحتلال السويس والاسماعلية ولو امكن الامر الوصول للقاهرة ذاتها!!!!.
سمح تقدم بعض الالوية المصرية في تطوير الهجوم بخلق ثغرة في منطقة البحيرات المرة (ثغرة الدفراسور) فقررت اسرائيل تنفيذ خطة الغزالة .

كنت انوي تناول موضوع ثغرة الدفرسوار في الحلقة هذه لكن الحلقة هذه طويلة اكثر من سابقاتها لترابط الاحداث فيها لهذا سنؤجل موضوع الثغرة للحلقة القادمة بإذن الله.
16 ربيع اول 1444 هجرية
الموافق 12 اكتوبر /تشرين اول 2022م