أخبار عدن

الثلاثاء - 28 يونيو 2022 - الساعة 02:16 ص بتوقيت اليمن ،،،

عدن حرة / كرم أمان


في ساعة متأخرة من مساء الأحد الماضي، بدأت شكاوى مواطنون في العاصمة المؤقتة عدن، جنوب اليمن، ترتفع بتوقف خدمة 4G التي دشنتها شركة YOU اليمنية العمانية في المدينة رسميا قبل نحو أسبوعين، وتوالت الشكاوى تباعا، حتى تفاجأ أهالي عدن، صباح الإثنين، بتوقف كل وشامل لعمل الشركة وشبكتها الخاصة بالإتصالات والإنترنت.


وشركة يو هي شركة جديدة ظهرت على أنقاض شركة MTN في اليمن مطلع العام الجاري رسميا، حيث تمكنت شركة زمرد العمانية من الاستحواذ على معظم أسهم شركة إم تي إن، التي قررت مغادرة اليمن والشرق الأوسط مؤخرا، وهي الشركة التي مازالت تحتفظ بمركزها الرئيسي في صنعاء، ورفضت نقله إلى العاصمة المؤقتة عدن، أسوة بشركات سبأفون و واي الذين، أنقسمت إداراتهما بين عدن وصنعاء عقب الإنقلاب الحوثي على الشرعية.

وأكدت شركة يو عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، صحة ايقاف عملها في عدن، حيث اصدرت تنويها أعلنت فيه عن توقف كافة خدماتها في مدينة عدن لأسباب خارجة عن إرادتها، لافتة أنها تسعى لإعادة الخدمة في أقرب وقت، دون تحديد موعد محدد.

في الأثناء، ذكر مصدر أمني مسؤول لإرم نيوز، أن قوات أمنية وبناءا على توجيهات النيابة، قامت بإغلاق مكاتب فرع شركة يو في عدن، قبل أن تقوم لاحقا، بإيقاف كافة أبراج خدمة الشركة، المنتشرة في معظم مديريات المدينة، وهو الأمر الذي تسبب بإيقاف كلي لشبكة الإتصالات والإنترنت.

وأوضح المصدر أن وزارة الإتصالات ومصلحة الضرائب العامة في الشرعية، كانتا قد تقدمتا بدعوة إلى نيابة الأموال العامة، بتهرب شركة إم تي إن السابقة عن سداد ماعليها من إلتزامات قانونية وضرائب ورسوم تراخيص منذ العام 2015، والتي بلغت أكثر من 50 مليون دولار، فضلا عن عدم قانونية الشركة الجديدة يو التي عملت على ذات نهج الشركة السابقة دون موافقة وزارة الاتصالات الشرعية، مكتفية بسداد التزاماتها لحكومة الانقلاب الحوثية في صنعاء.

وعلى الرغم من صدور قرار من النيابة العامة في عدن، في أواخر شهر إبريل/ نيسان 2022، بالحجز التحفظي على أموال شركة mtn بما يساوي المبلغ المستحق لمصلحة الضرائب كضريبة مبيعات ، والبالغ نحو 24 مليار ريال يمني، للسنوات من 2015 وحتى 2017، إلا أن الشركة استمرت في عمليات ترتيب عملها وتركيب اجهزة شبكتها الجديدة الخاصة بالجيل الرابع في عدن، استعدادا لانطلاقها.


وحول أسباب الصحوة المتأخرة من السلطات في عدن، فضل المصدر الأمني عدم التطرق إلى ذلك، مكتفيا بالقول: "هناك أمور لايمكن قولها حاليا، لكن شركة يو دشنت عملها في عدن بمعرفة بعض القيادات والمسؤولين، وهو ما أدى إلى وصول الأمر إلى النائب العام الذي بدوره وجه نيابة الأموال العامة بإغلاق مكاتب الشركة في عدن، وإيقاف أبراج شبكتها".

وحول حصر إيقاف الشركة في عدن فقط دون باقي المحافظات المحررة، قال مسؤول في وزارة الاتصالات اليمنية، في تصريح لإرم نيوز، أن: "الإيقاف بدأ في عدن وأجزاء من مأرب، والعمل جار لإيقافها في باق المناطق المحررة".

وعاد المصدر ليؤكد أن هناك أمور وصفها بالخطيرة، تقف خلف إيقاف شركة يو في عدن والمحافظات المحررة، لافتا أن الأمر لا يتعلق فحسب بتهربها عن سداد ماعليها من إلتزامات مالية.

وأوضح أن كل المعلومات والتفاصيل، طرحتها وزارة الاتصالات أمام كافة الجهات المسؤولة في الدولة، مشيرا بأن الوزارة سبق لها وأن أكدت بأن أي شركة إتصالات وإنترنت يمكن أن تدير عملها من داخل عدن، من خلال ربطها بكابلات وسيرفرات مملوكة للشرعية، بعيدا عن ما أسماها بالعمليات المشبوهة التي يتحكم بها الحوثيين في صنعاء.

وأكتظت منصات التواصل الاجتماعي في اليمن، الإثنين، بمنشورات غاضبة ومنددة بإيقاف شركة YOU، من مواطنين وناشطين جنوبيين، لاسيما وأن الإيقاف كان كلي وشامل للإتصالات والإنترنت، فضلا عن عدم توفر بديل مماثل لما أطلقته شركة يو من خدمة إنترنت 4G قوي وسريع، خلال الأسبوعين الماضيين، عقب تردي خدمة عدن نت خلال الفترة الأخيرة، وتزايد شكاوى المشتركين من خدمتها التي تدهورت بصورة كبيرة، علاوة على امتناع الشركة من طرح شرائحها للجمهور، ما أدى إلى ازدهار السوق السوداء التي وصل سعر الشريحة فيها إلى 3000 ريال سعودي.

يقول الناشط الإعلامي علي عسكر الشعيبي، على حائطه في فيسبوك: "طالما هو صاحب قرار ايقاف شركة YOU، فلازم يكون صاحب قرار ايقاف عبث وسمسرة شركة عدن نت، واذا لم يقم بأي إجراء تجاه عدن نت فهذا له تفسير آخر يفهمه الجميع...".

بدوره يقول الصحفي ياسر اليافعي:" إن لم يتم تدشين شركة اتصالات جي اس ام بتقنية الفور جي بالعاصمة عدن ومعزولة عن مليشيا الحوثي بشكل كامل، يبقى اغلاق شركة " يو " عبثي وبلا اي قيمة فقط يتسبب بالمزيد من المعاناة للمواطنين".

وتابع على فيسبوك : "دشنوا شركة اتصالات بديلة وستجدون الناس من تلقاء انفسهم يتخلوا عن شركة يو وشركة يمن موبايل".

من جانبه يرى الكاتب والمحلل السياسي صلاح السقلدي أن: " توقيف شر كة Youعن العمل في عدن بذريعة أنها حوثية وأنها تُـدار من صنعاء وملاكها شماليين، لا يمكن تصديقه أبداً، إلّا إذا اهملنا البصر والبصيرة".

وتسائل على حائطه في فيسبوك: "فمن يملك باقي الشركات، مثل سبافون ويمن موبايل وحتى الاتصالات الأرضية،ويمن نت. ومن أين يتم التحكم بها؟؟، ولماذا يتم إفشال شركة عدن نت وتحويلها الى ضيعة للسماسرة وعنوانا للفشل؟ فنجاحها وأسعارها المعقولة كان ممكن أن يحجبان- بشكل غير مباشر- باقي الشركات من بوابة التنافس الإيجابي، في عصر فضاء الإتصالات العابر للحدود والعقول، إن كان ثمة عقول تفكر وتُـبصر".

وأختتم السقلدي: "المؤكد أن طبيعة الخلاف تجاري، وبمسحة سياسية بين قوى داخلية داخلية، وإقليمية اقليمية، وأخشى ما أخشاه، أن تـنجح الحيتان الكبار المحليين و الإقليميين بجعل المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات الجنوبية واجهة وقفاز لتنفيذ غاياتها التجارية والسياسية، واستخدامه أي الانتقالي لمصلحتها كحائط صد بوجه السخط الشعبي، الساخط أصلاً من تردي الخدمات ومن الوضع العام السيء الذي يتكوّر فوق رؤوسهم ككرة نار ملتهبة".

ومنذ تحول عدن إلى عاصمة مؤقتة لليمن في 2015، لم تتمكن الشرعية من تأسيس شركة إتصالات مستقلة عن صنعاء ، فمازالت مراكز الإتصالات الثابثة والإنترنت الأرضي وشركات يمن موبايل ويو و واي للإتصالات الخلوية، في صنعاء القابعة تحت سيطرة الحوثيين.

والغريب في الأمر أنه لم يصدر أي إعلان رسمي من الجهات الأمنية أو الحكومية عن هذا التوقيف المفاجئ لشركة يو في عدن، حتى لحظة كتابة هذا التقرير، وهو مافتح الباب على مصراعيه، أمام التأويلات والتكهنات عن الأسباب الحقيقية لهذا التوقيف، كما لا توجد إجراءات توقيف مماثلة مست باقي شركات الاتصالات الخلوية في عدن، والتي مازالت تدار من صنعاء.


ملحوظة:

شركة يمن موبايل طلعت شركة وطنية وحكومية بس مركزها الرئيسي بصنعاء،ولكنها لا تتجسس بحسب القيادة.