عرب وعالم

الأربعاء - 18 مايو 2022 - الساعة 11:21 ص بتوقيت اليمن ،،،

عدن حرة / خاص

أي دور للصديق الكبير في أزمة ليبيا؟

تشهد ليبيا في الفترة الأخيرة تحركات متواصلة من قبل الاطراف السياسية الداخلية في ليبيا المعنية بحل أزمة وقف إنتاج وتصدير النفط في البلاد.
في هذا الصدد أصدر رئيس مجلس النواب عقيلة صالح بيانًا شدد فيه على وجوب ضمان انتظام عمل المنشآت الحيوية وحمايتها من العبث والفساد وإهدار المال العالم، مبينًا ان كل ما تقدم يتم من خلال التأكيد على وجوب تجميد إيرادات النفط في المصرف الخارجي إلى حين وضع ضمانات وآلية لاستفادة كل الليبيين من هذا الدخل وبما يحقق العدالة والمساواة للجميع.
وفي مخالفة واضحة لقرار مجلس النواب الصادر عن مصرف ليبيا الخارجي بالاحتفاظ بالإيرادات في الحسابات السيادية للمؤسسة في مصرف ليبيا الخارجي، وعدم إحالتها إلى حسابات الإيرادات العامة مؤقتاً، أعلنت وزارة المالية بالحكومة المؤقتة (الوحدة الوطنية) منتهية الصلاحية، تحويل المؤسسة الوطنية للنفط 6 مليارات دولار إلى حسابها لدى المصرف المركزي.
وعلى الرغم من مرور أكثر من 10 سنوات على الأزمة الليبية، وسقوط نظام القذافي، لايزال محافظ المصرف المركزي الليبي، الصديق الكبير، يمارس عمله بمنصبه، وحتى مع تغير الحكومات واندلاع النزاعات، لا يزال الصديق الكبير هو المسيطر الأول على ثروات الشعب الليبي.
يُشير الخبراء، إلى تسبب عديد الشخصيات الليبية في تأزم الوضع في البلاد من ذلك الصديق الكبير، الذي يحظى بدور كبير في تفاقم الأزمة الليبية، وبالأخص بعد تدخل الولايات المتحدة الأمريكية بإملاءاتها بصرف عائدات النفط الليبي. حيث قال علي التكبالي عضو البرلمان الليبي: "إن محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير لن يعطي أموالًا لشرق وجنوب ليبيا خشية المليشيات وإن لم تسيطر الحكومة على طرابلس ".
كما يضيف البرلماني الليبي "أنه ستكون هناك فوضى عارمة في البلاد، نظرًا لأن قرارات مجلس النواب التي لا تعجب المليشيات في الغرب الليبي لن يتم تنفيذها"، وأكد على أن الميليشيات تقوم بحماية الصديق الكبير في التحكم بأموال الشعب الليبي بمساندة غربية، وهذا بدوره سوف يؤثر على المرحلة المقبلة في البلاد.
يُذكر أن محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير، التقى مع السفير الأمريكي ريتشارد نورلاند، وذلك بهدف مناقشة القضايا المتعلقة بالإنفاق والشفافية، حسب زعمهم. وقد قام الصديق الكبير، بإخبار السفير الأمريكي على الخطة الجديدة لزيادة الشفافية في الإنفاق العام، والتي زعم خلالها، أنها سوف يتم تعزيز مساءلة المؤسسات المالية والاقتصادية الليبية.
وما يُثير استغراب الخبراء، إلى أن الصديق الكبير يتجه بطريق مجهول، بتعاونه مع الولايات المتحدة الأمريكية. حيث أصبح من الواضح جداً أن الكبير يحظى بدعم الميليشيات المدعومة من الخارج، كما أنه يسيطر على أموال ليبيا، ولايخفى على أحد، أن الكبير، شخصية رئيسية تستطيع تسيير الأزمة في البلاد وصراعات الساسة فيها بالشكل الذي يراه مناسبًا له.
وفي السياق، وبعد إعلان عبد الحميد الدبيبة رئيس الحكومة منتهية الولاية، عن خطة لتطوير القطاع النفطي، أفرجت المؤسسة الوطنية للنفط عن الإيرادات المجمدة، في ظل غياب الخبراء، منهم وزير النفط والغاز محمد عون. كما يُشار الى أن أعيان وقبائل وعشائر في ليبيا، قاموا بإغلاق حقول النفط، وذلك بهدف تحقيق مطالبهم بتوزيع عادل للثروات النفطية على الشعب الليبي، وقد وصلت هذه المطالب إلى تنحي عبد الحميد الدبيبة عن السلطة.