أخبار وتقارير

الجمعة - 22 أبريل 2022 - الساعة 08:19 ص بتوقيت اليمن ،،،

عهد الخريسان

حتى أعظم طغاة العصر كان يدعي الديموقراطية !! لكن ديموقراطية خاصة به الم يجتمع بقومه ويحاورهم ويلزمهم بفكرته الخاصة فقال لهم (( أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي !!أأنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين ))
ديموقراطية فرعون وحواره امام شعبه في يوم زينتهم لم تكن إلا ضربا من الإستعلاء و لم يكن إلا تأكيدآ لفكرته وإشباع لغريزة التسلط عنده لهذا بدائها بإستعلاء في قوله ((أليس لي ملك مصر ؟!)) وختمها بنفس الأسلوب (( اأنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين ))
بهذا القياس الفاسد والتنظير الباطل اقنع قطعان الغنم بفكرته وأستخف بعقولهم وأخذ منهم الولاء (( فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوم سوء فاسقين ))
فمن يصنع المتسلطين ويعزز عندهم هذا الشعور هم قطعان البشر الناطقة الذين لا يعقلون ؛؛مجرد جمهرة سائبه تنقاد لكل من ضرب بالعصا ورفع الصوت ..

كم من فرعون بيننا صنعناه بايدينا ..يقول فننصت وإذا إنتهى صفقنا له ..
سترون الكثير منهم يستخدمون نفس أسلوب فرعون وإن أختلفت الجمل أذا بدائوا حديثهم أكدوا أحقيتهم بالرياده كخيار أوحد لا بديل له ويذكرون محاسنهم تماما كفرعون حين أشاد بنهضته العمرانية والعلمية حين قال ((وهذه الأنهار تجري من تحتي )) وقال ((ياهامان أبني لي صرحآ لعلي أبلغ الأسباب ))
تراهم يفخرون بإنجازاتهم ويتكلمون عنها ثم يختمون حديثهم بتقزييم وإحتقار غيرهم ((أأنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين ))
حتى قراراتهم يتخذونها بفردية دون الرجوع إلى غيرهم إلا للأقرار فقط والأنصياع لزعيم الأوحد والقائد المنقذ الذي لولاه لما قام للكون قائمة -إستغفر الله - ((قال إن هذا لساحر عليم ..يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون ..قالو أرجه وأخاه وأبعث في المدائن حاشرين ...يأتوك بكل ساحر عليم )) هنا يتنفس الزعيم الصعداء ويطمئن بان المغفلين أكلوا الطعم وهم يظنون أنهم يمارسوا الديموقراطية !!فما أحلاها لزعيم من ديموقراطية يضمن فيها حكم دائم و ولاء مطلق من قبل ناس مغيبي العقل حمكوا على أنفسهم مسبقآ بلاقصاء لكل مختلف وإستبدالهم بغيرهم !!!
لعل كل هذا لا يعتمد على ذكاء الحاكم المتسلط كإعتماده على غباء فئة واسعة من الشعب لهذا لم يبدى الله عزوجل بذم فرعون وديموقراطيته الكاذبة وإنما بدى بذم الإتباع ((فأستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوم سوء فاسقين ))
وفيه دليل على أن تغييب العقل الفردي أو الجمعي يؤدي إلى السوء في الإدارة والفسق الذي ليس بالضرورة أن يقيد بإرتكاب المحرمات وإنما هو تجاوز الحد في ظلم النفس والمجتمع !!
ياترى كم فرعون مستبد حولنا يغلف إستبداده بديموقراطية كاذبة وكم حاشية سوء حوله يحققون له ماربه بإقصاء وتهميش وعقاب كل عقل واعي يسعى للبناء والتغيير ..والأدهى والأمر كم من مغيبن للعقل أو راضيين بهذا التسلط ؟!.