عرب وعالم

الثلاثاء - 08 مارس 2022 - الساعة 08:43 ص بتوقيت اليمن ،،،

إرم نيوز

كشفت السعودية، أمس الإثنين، عن بدء مشروعها العسكري الطموح في توطين منظومة الدفاع الجوي الأمريكية ”ثاد“، والتي تستهلك جزءا كبيرا من مخصصات الرياض لمشتريات السلاح من الولايات المتحدة.

وأعلنت الهيئة العامة للصناعات العسكرية السعودية، عن موافقتها على مشروعي توطين صناعة منصات إطلاق صواريخ الاعتراض، بالإضافة إلى تصنيع حاويات الصواريخ محليا، بالتعاون مع شركة ”لوكهيد مارتن العربية السعودية المحدودة“ التي تتبع الشركة الأمريكية الأم ”لوكهيد مارتن“ المصنعة للمنظومة.


ومشروع التوطين الجزئي الجديد لمنظومة ثاد هو مرحلة من خطة سعودية تستهدف بحلول العام 2030 توطين 50% من إنفاق الرياض العسكري الذي يضعها حاليا ضمن الدول الخمس الأكثر إنفاقا على قطاع الدفاع في العالم.

وبدأ مشروع توطين جزء من المشتريات الدفاعية من الخارج منذ سنوات قليلة في تحقيق أهداف الرياض، وفي توفير وظائف جديدة لمواطنيها، وخفض نسبة البطالة بينهم، وتخفيض الإنفاق على الشراء من الخارج، وزيادة الاستثمار في مشروعات صناعية دفاعية محلية.

ما هو نظام ثاد؟

يعتبر نظام ”ثاد“ أحدث منظومة دفاع جوي صاروخي من نوع ”أرض-جو“، يمكنها اعتراض الصواريخ البالستية القصيرة والمتوسطة المدى داخل وخارج الغلاف الجوي.

ويمكن تشبيه ”ثاد“ بمنظومة ”باتريوت“ الأمريكية التي تنتجها شركة ”رايثيون“، والتي سبق للرياض أن تعاقدت على شرائها، ومنظومة ”إس“ الروسية المطورة بنسختها الحديثة ”S 400“.

ووفقا لتقارير عسكرية متخصصة، يستطيع نظام ثاد إسقاط الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة المدى خلال المرحلة النهائية من رحلتها، من خلال تدمير رؤوسها.

ويبلغ نطاق نظام ثاد 200 كيلومترا وقد يصل ارتفاعها إلى 150 كيلومترا، بينما تبلغ سرعة الصاروخ 8 أضعاف سرعة الصوت، ويستطيع التصدي للأهداف داخل وخارج الغلاف الجوي حتى ارتفاع 150 كيلومترا.

كيف يعترض ”ثاد“ الصواريخ المعادية؟

عندما يطلق العدو صاروخا، يكتشف رادار منظومة ثاد إطلاق الصاروخ، ثم ينقل المعلومات إلى مركز القيادة والتحكم؛ حيث يتم إعطاء النظام أوامر بإطلاق صاروخ اعتراضي لتدمير الصاروخ المهاجم، لينطلق صاروخ ثاد الاعتراضي نحو صاروخ العدو ويدمره خلال المرحلة النهائية من التوجه نحو الهدف.

وحصلت العديد من الدول الحليفة لواشنطن على نظام ثاد منذ بدء أول إنتاج تجريبي له العام 2004، ومن بينها دولة الإمارات وكوريا الجنوبية التي تخشى هجمات صاروخية من جارتها الشمالية في نزاعهما المستمر.

وفي العام 2019، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن شركة لوكهيد مارتن ستتلقى أول دفعة مالية بقيمة مليار دولار من السعودية في إطار عقد لتوريد وتركيب وتشغيل نظام ”ثاد“ بعد نحو عام من توقيع البلدين اتفاقا يقضي بشراء المملكة 44 منصة لإطلاق صواريخ ”ثاد“، وصواريخ، ومعدات أخرى بقيمة 15 مليار دولار.

وزادت حاجة السعودية، البلد الخليجي الغني بالنفط، واللاعب المهم في الإقليم المضطرب، لمنظومات الدفاع الجوي بعد تزايد هجمات ميليشيات الحوثيين اليمنية المدعومة من إيران على منشآت مدنية وصناعية في المملكة.

طموح عسكري

أنشأت الرياض، المؤسسة السعودية للصناعات العسكرية، في العام 2017، ضمن مشروع طموح يقوده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لتوطين صناعة السلاح، وتريد المملكة أن تكون تلك المؤسسة الحكومية واحدة من أكبر 20 شركة على مستوى العالم بحلول العام 2030، من خلال الاعتماد بشكل رئيس على التصنيع الداخلي، عبر الحصول على أسرار الصناعة العسكرية التي تحتكرها شركات سلاح غربية محدودة.

وكان الأمير محمد بن سلمان، قال في مقابلة مع قناة تلفزيونية سعودية في العام ذاته إن بلاده لن توقع أي صفقات سلاح عسكرية مع أي دولة دون الحصول على حق تصنيع جزء من تلك الأسلحة داخل المملكة.

ويريد الأمير محمد بن سلمان، والذي يقود خطة طموحة لتنويع اقتصاد المملكة المعتمد على النفط بشكل رئيس، أن يستفيد من الإنفاق الهائل على صفقات السلاح من الخارج في توفير مورد جديد لميزانية البلاد وتوفير وظائف عمل لمواطنيه.

وأقر الأمير محمد بن سلمان في ذلك اللقاء التلفزيوني بصعوبة الحصول على أسرار تصنيع بعض أنواع الأسلحة التي تستخدم تقنيات حساسة ومعقدة، لكنه أكد قدرة بلاده على تصنيع أنواع أخرى متوسطة، ومنخفضة التقنية داخل المملكة.