أخبار اليمن

الإثنين - 22 ديسمبر 2025 - الساعة 09:33 م بتوقيت اليمن ،،،

إياد الشعيبي


تصريح نائب وزير الخارجية اليمني مصطفى نعمان على قناة العربية بشأن الاستعداد للتحالف مع مليشيا الحوثيين، إذا شُعر بأن الوحدة أو الشرعية في خطر لا يمكن اعتباره زلة لسان أو اجتهادا سياسيا، بل كشف صريح لمنطق حكم مأزوم ومتناقض يتكون من داخل فنادق الرياض مع كل أسف.

الأخطر أن الحديث يجري عن تحالف مع الحوثين، وهم جماعة:

– مصنفة كمنظمة إرهابية عالمية في الولايات المتحدة وحتى داخل الشرعية التي يزعم نعمان التحدث باسمها.
– مشمولة بعقوبات دولية واسعة
– متهمة بجرائم حرب وانتهاكات جسيمة
ومع ذلك تعلن الشرعية استعدادها للتحالف معهم علنا.
لكن الكارثة الأعمق أن هذا التصريح ينسف الأساس القانوني والسياسي الذي قام عليه تدخل التحالف العربي بقيادة #السعودية في اليمن.

فالتحالف دخل قانونيا ودوليا على أساس:

▪️ إنهاء الانقلاب الحوثي
▪️ استعادة مؤسسات الدولة
▪️ دعم الشرعية المعترف بها دوليا

وعندما تعلن هذه الشرعية استعدادها للتحالف مع الانقلاب نفسه، فهي تقول عمليا إن مبررات التدخل العسكري لم تعد قائمة، وإن العدو لم يعد الانقلاب بل من يهدد صيغة السلطة.

هذا التصريح:

– يفرغ قرارات الشرعية من مضمونها القانوني
– يضعف الغطاء السياسي للتحالف العربي
– يحرج السعودية أمام المجتمع الدولي وأمام اليمنيين وأمام الجنوبيين
– ويحرف مسار الحرب من مواجهة انقلاب إلى صراع نفوذ داخلي
- ويعني استخدام الإرهاب مجددا ضد الجنوب.

كما أنه ينسف خطاب مكافحة الإرهاب بالكامل، ويقوض ثقة أي شريك دولي يتعامل مع الحكومة اليمنية على أساس القانون الدولي.

الرسالة الأخطر في هذا التصريح ليست موجهة للجنوب فقط، بل لكل اليمنيين وهي تتضمن هذا المنطق بوضوح: الإرهاب قابل للتفاوض
وأن الانقلاب الحوثي قابل للتحالف، إذا كان الخطر الحقيقي هو فقدان السيطرة.

عندما يصبح النفوذ أهم من الدولة، وتصبح الوحدة أهم من الإنسان، وتصبح السلطة أهم من القانون، فأنت لا تحمي وطنا، بل تحرس نظاما مستعدا للتحالف مع الخراب.

هذا التصريح ليس دفاعا عن وحدة،بل اعتراف علني بانهيار الأساس الأخلاقي والقانوني الذي بنيت عليه الحرب كلها.

وهذا يعني بالمحصلة صحة اتهامات اللواء عيدروس الزبيدي بشأن تخاذل قيادات في الحكومة في محاربة الحوثيين، بل أنه تأكيد بتواطئهم معها.

وهذا يعني بالمحصلة، أنّ خطوات تأمين الجنوب كانت ضرورية وحاسمة ويجب ألا يتم التراجع عنها تحت أي ظرف أو شرط. وأنّ على الأشقاء والعالم دعمها بلا تردد.