أخبار وتقارير

الأحد - 14 ديسمبر 2025 - الساعة 01:46 م بتوقيت اليمن ،،،

ا .سيف الربيزي


اعتقد أن ما يروج عن صدام حتمي بين المجلس الانتقالي الجنوبي والمملكة العربية السعودية يندرج ضمن قراءات متسرعة تتجاهل واقع التوازنات السياسية على الأرض .

فالمجلس الانتقالي ، باعتباره قوة شعبية وسياسية فاعلة ، لم يفرض وجوده في الجنوب بالقوة ، بل استند إلى تفويض جماهيري وشراكة سياسية ضمن إطار الشرعية ، ويطرح مشروعه عبر الحوار لا الإقصاء .

كما أن الحديث عن عقوبات دولية محتملة يفتقر إلى الأساس القانوني والسياسي ، في ظل مشاركة الانتقالي في مسار السلام ، واعتراف المجتمع الدولي بدوره كطرف رئيسي لا يمكن تجاوزه في أي تسوية مستقبلية .

وفيما يخص حضرموت والمهرة ، يؤكد الانتقالي أن خياره قائم على تمكين أبناء المحافظات من إدارة شؤونهم ، لا مصادرة إرادتهم ، وهو ما يتناقض مع محاولات تصويره كمشروع هيمنة .

أما الرهان على إنهاك الانتقالي اقتصاديا أو عزله سياسيًا، فيبدو غير واقعي، إذ أثبتت التجارب أن القوى المتجذرة شعبيا لا تكسر بالضغط ، بل تزداد حضوراً .

وفي ظل تراجع أدوار قوى الشمال وانشغالها بصراعاتها ، يظل المجلس الانتقالي الرقم الأصعب في المعادلة الجنوبية ، والمكون الأكثر تنظيماً وقدرة على تمثيل تطلعات الشارع ، في وقت باتت فيه الوحدة اليمنية قائمة على إدارة الأزمات لا حلها .

أما تشبيه الانتقالي بالحوثي تشبيه غير واقعي ، فالانتقالي لا يسيطر بالقوة العقائدية . لا يعزل مناطقه عن العالم. لا يرفض الشراكات السياسية أو الإقليمية .يتمتع بغطاء شعبي واسع في الجنوب ، وهو فارق جوهري .

خلاصة الكلام

الانتقالي ليس مشروع صدام ، بل مشروع قضية ، ومن يتجاهل ذلك يقرأ المشهد بعين الماضي لا بواقع الحاضر .

✍️ا .سيف الربيزي