أخبار وتقارير

الخميس - 11 ديسمبر 2025 - الساعة 05:19 م بتوقيت اليمن ،،،

يعقوب السفياني


من أبرز الأسئلة اللي كانت تشغل بال كثير من الجنوبيين: لماذا دخل المجلس الانتقالي ضمن منظومة يفترض أنها سياسيا تمثل نظام الوحدة الذي يرفضه الجنوبيون والذي ثاروا ضده؟ وهذا السؤال كان يطرح بشكل رئيسي من قبل مكونات جنوبية غير متوافقة مع الانتقالي وتحاول التشكيك بمساره وتأثير هذا المسار وهذه التحالفات على قضية الجنوب.

طبعاً من حيث المبدأ هذا السؤال مبرر. وغالباً كانت الإجابة عنه في اتجاهين ثلاثة، الأول: من أجل الدخول في جسد الشرعية التي يعترف بها العالم والعمل تحت مظلتها مثلما يعمل الإخوان لمشروعهم عبرهم وغيرهم. والثاني من أجل تحسين الأوضاع الخدمية والاقتصادية في الجنوب خلال هذه المرحلة المؤقتة. والثالث من أجل مواكبة خطط التحالف وبشكل رئيسي السعودية والإمارات والتماهي معها مؤقتاً حتى الخروج من الطبقة الأولية للأزمة اليمنية التمثلة بانقلاب الحوثيين.

لم تكن هذه الإجابات مقنعة كثيراً للجنوبيين بالذات المتحمسين والثوريين منهم. لكن ما يحدث اليوم فرصة لمراجعة الحسابات والاستفادة من الدروس. اليوم الشرعية التي كان يمثلها عبد ربه منصور هادي توزعت على مجلس رئاسي من ثمانية أشخاص. أربعة منهم جنوبيون وثلاثة منهم من المجلس الانتقالي.

إذن كتلة الجنوب ضمن الهيئة السياسية العليا في البلاد من الثلث إلى النصف. وبهذا انتهى احتكار النخب المعادية للجنوب لمظلة الشرعية. ومحاولات رشاد العليمي البائسة فعل ذلك عبر الفهلوة والمخادعة لم تفلح في التأثير بالمواقف الدولية والدليل البيانات الأخيرة التي لم تتضمن أي إدانة لتحركات القوات الجنوبية. والاكتفاء فقط بالدعوات للتهدئة.

والآن للجنوبيين شرعيتان، شرعية دولية وشرعية الأرض. وبهذا يستطيعون مواجهة أي ضغوط. ولذلك من المهم إعادة تثبيت خطاب ومفردات جديدة لوصف الواقع الجديد على الأرض اليوم وتجاوز ثنائية الانتقالي والشرعية فنحن لسنا في عام 2019. ورشاد العليمي ليس فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي.

وللحديث بقية

#يعقوب_السفياني