أخبار اليمن

الأربعاء - 10 ديسمبر 2025 - الساعة 12:40 م بتوقيت اليمن ،،،

ياسر الأعسم


بعض الجنوبيين يرون شعبهم عاطفياً، لا يتعلّم من تجاربه، ويلهث وراء الوهم.

هؤلاء يتململون ويتذكرون خيباتهم، ولسان حالهم يقول، عندما يحتاجون إلينا يدغدغون عواطفنا وأحلامنا، ويستحضرون مواقفنا، ويستنهضون ثوابتنا وحماستنا، ويحشدوننا.

ولكن إذا فرغوا من غايتهم وأخذوا ما يريدون منا، نسبوا المكاسب لأنفسهم وحدهم، واستأثروا بالسلطة والحياة الكريمة، وتجاهلوا تضحياتنا.

وإذا خرجنا نسألهم عن معاناتنا ونطالب بحقوقنا وكرامتنا، عسكروا الشوارع وقمعونا.

أما الذين يزحفون إلى الساحات، فيدفعهم إيمانهم بقضيتهم، ويرون في كل دعوة فرصة، وفي كل حشد حلماً.

وبشهادة الواقع، انتصرنا عسكرياً، ولم نر الجنوب قوياً كما نراه اليوم في عهد المجلس الانتقالي وقيادة رئيسه عيدروس الزبيدي.

لقد نجحوا سياسياً، وربما تفوقوا على أنفسهم دبلوماسياً، لكن داخلياً نعتقد أنهم مازالوا بحاجة إلى مراجعة مواقفهم وحساباتهم.

معيشياً لا نشعر بالرضا، ونريدهم أن يبعثوا فينا الطمأنينة، فالمواقف التي لا تغير أوضاعنا إلى الأفضل قد تظلمنا.

وإذا أردنا تأسيس دولة عادلة، فنحن بحاجة إلى ترميم شروخنا الداخلية، ومد جسور السلام مع الجميع، المؤيدين والمختلفين، ونرفع معاناة الناس.

الذين لا يرون في الانتقالي إلا أخطاءه وقبحه، ليس مطلوباً منكم أن تحبوه، لكن إن افترضنا أنهم سيئون، فإن تطرفكم وأحقادكم تجعلكم تشبهونهم.

نقف مع الانتقالي إيماناً وأملاً، وننتظر عودة الجميع لنقف صفا واحداً، فالجنوب ليس قضية عيدروس وحده ولا الانتقاليين فقط.

- ياسر محمد الأعسم/ عدن 2025/12/10