عرب وعالم

الأحد - 07 ديسمبر 2025 - الساعة 12:06 ص بتوقيت اليمن ،،،

العرب


مثل عرض منتجات دفاعية تم صنعها بتعاون وخبرات مصرية-تركية مشتركة وجها من أوجه التبدلات الجذرية في طبيعة العلاقة بين القاهرة وأنقرة من المشاحنات السياسية والتراشق الإعلامي بشأن ملفات وقضايا من قبيل دعم تركيا لجماعة الإخوان المسلمين، وكذلك من الصراع على الحدود البحرية والتنقيب عن المحروقات في البحر الأبيض المتوسّط، إلى تعاون متعدد الأوجه اقتصادي وسياسي ودفاعي مثمر للجانبين.

وكأحدث النتائج المادية الملموسة لذلك التعاون، عُرضت عربة “عقرب” غير المأهولة ومسيرة “حمزة 1” اللّتان جرى تطويرهما ضمن تعاون بين شركة “هافيلسان” التركية للصناعات الدفاعية ومصر، للمرة الأولى في معرض “إيديكس 2025” للدفاع بالقاهرة.

وشاركت “هافيلسان” في المعرض خلال الفترة ما بين 1 و4 ديسمبر الجاري بعرض حلولها المعتمدة على البرمجيات ومنتجاتها التكنولوجية، وأجرت لقاءات مع وفود الدول المشاركة.

وشهدت المنتجات التي صُنعت في مصر ضمن التعاون بين هافيلسان والهيئة العربية للتصنيع المصرية اهتماما كبيرا، كما اطّلع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على المركبات وتلقى معلومات عنها خلال زيارته للمعرض.

وبرزت المسيرة “حمزة-1” القادرة على الإقلاع والهبوط العموديين والتي طُوِّرت نتيجة التعاون التركي المصري، كإحدى أبرز الابتكارات في المعرض.

أما العربة البرية غير المأهولة “عقرب” فقد جرى تطويرها كمنصة 6�6 قادرة على حمل نظام سلاح يتم التحكم فيه عن بعد.

وفي حديث لوكالة لأناضول، قال نائب المدير العام للتعاون والتسويق الدولي في “هافيلسان”، شوكت أونال، إنه في إطار العمل المشترك مع الهيئة العربية للتصنيع، تم خلال مدة قصيرة إنتاج نموذج أولي لعربة برية غير مأهولة.

وأضاف أونال “أسفرت الأعمال التي أجريناها مع الهيئة العربية للتصنيع عن تطوير عربة برية غير مأهولة خلال وقت وجيز، لتصبح جاهزة للعرض في المعرض وقد صُممت لتلائم بيئة الصحراء والظروف المصرية”.

وأردف: “ونتيجة الدراسات في مجال الأنظمة الذاتية، ظهرت أيضا مسيرة حمزة 1”، مضيفا قوله “ننظر إلى مصر بوصفها بوابة إلى إفريقيا، ونتوقع أن تُطرح المنتجات التي ستُطوَّر هنا أيضا على دول المنطقة”.

وتعد “هافيلسان” إحدى الشركات الرائدة بتركيا في مجال تقنيات الدفاع والمعلومات، وتأسست عام 1982، وتطور برامج عسكرية وحلولا في الأمن السيبراني وأنظمة القيادة والسيطرة، إضافة إلى تقنيات تعتمد على الذكاء الصناعي، مسهمة في دعم قطاع الصناعات الدفاعية.

وبالنظر إلى عراقة التجربة المصرية في مجال الصناعات العسكرية، واعتبارا للتطورات المشهودة في الصناعة التركي على وجه العموم والصناعات الدفاعية تحديد يبدو التعاون بين الطرفين واعدا ومثمرا لكليهما.

وفي سياق أوسع من التعاون في الصناعة الدفاعية أظهر البلدان من خلال تقاربهما وتنسيقهما العالي في العديد من الملفات على غرار ملف الحرب في قطاع غزّة طموحهما إلى تشكيل جدار مشترك للاستقرار والأمن في المنطقة باعتبارهما من أكبر بلدانها.

وهذا السياق تمّ مؤخرا استئناف مناورات "بحر الصداقة" العسكرية المشتركة بين تركيا ومصر، في شرق البحر الأبيض المتوسط، بعد انقطاع دام ثلاثة عشر عاما.