أخبار وتقارير

الجمعة - 05 ديسمبر 2025 - الساعة 11:57 ص بتوقيت اليمن ،،،

العرب


قطعت القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي خطوة جديدة حاسمة نحو استكمال السيطرة الكاملة على محافظة حضرموت وذلك بانتزاعها السيطرة على منشآت النفط بعد أن خضعت لفترة قصيرة لقوات حلف قبائل حضرموت بقيادة الوجيه القبلي عمرو بن حبريش.

وجاء ذلك بعد أن تمكنت القوات الجنوبية في عملية كثيفة وخاطفة بدأتها الأربعاء وأطلقت عليها اسم "الفجر الواعد" من انتزاع مناطق شاسعة من محافظة حضرموت من يد قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة للسلطة اليمنية المعترف بها دوليا والتي يصفها المجلس الانتقالي بأنها "قوات احتلال شمالية" تابعة لحزب الإصلاح الذراع اليمنية لجماعة الإخوان المسلمين.

وبعد السيطرة على أهم المفاصل والمحاور في حضرموت بدأت الأنباء ترد حول توجّه القوات الجنوبية للسيطرة على محافظة المهرة المجاورة والواقعة بأقصى شرق اليمن والتي تشكل في منظور الانتقالي على غرار حضرموت جزءا من جغرافية دولة الجنوب المستقلة التي يعمل على تأسيسها.

واستنادا لهذه المكاسب الميدانية بدأت قيادات المجلس بالتبشير بقرب انبلاج فجر الدولة المنشودة.

وأعلنت قوات النخبة الحضرمية التابعة للانتقالي الجنوبي، صباح الخميس، أنها فرضت سيطرتها بالكامل على جميع مواقع الشركات النفطية في حضرموت، وذلك عقب عملية عسكرية واسعة تم تنفيذها منذ فجر اليوم نفسه، تمكنت خلالها من طرد قوات حماية حضرموت التابعة للشيخ عمرو بن حبريش من محيط المنشآت.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصدر عسكري في النخبة الحضرمية قوله إن القوات نفذت عملية انتشار شاملة في القطاعات النفطية، شملت المسيلة ومحيط الشركات وطرق الإمداد الحيوية، مؤكدا أن قوات بن حبريش انسحبت بشكل كامل من مواقعها بعد اشتباكات محدودة في بعض النقاط.

وأوردت صحيفة عدن الغد نقلا عن ذات المصدر أن العملية جاءت لتأمين الشركات وحماية المنشآت النفطية من أي تهديد، مضيفا أن القوات باتت تنتشر في جميع المواقع التي كانت تشهد توترا خلال الأيام الماضية، وأن الوضع تحت السيطرة بشكل كامل.

وفي محافظة المهرة المجاورة لحضرموت تحدثت مصادر محلية عن ترتيبات عسكرية واسعة شُرع في تنفيذها منذ الأربعاء وتواصلت الخميس أفضت إلى تسليم معظم النقاط للقوات الجنوبية.

وشملت الإجراءات بحسب المصادر مغادرة جميع الضباط والأفراد المنتمين للمحافظات الشمالية معسكراتهم، تنفيذا لتوجيهات عسكرية، قضت أيضا بعدم اعتراض أي قوات قادمة من حضرموت.

وأرجعت المصادر تلك الترتيبات إلى اتصالات بين قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي والقيادة العسكرية في المهرة أسفرت عن اتفاق يهدف إلى تجنيب المحافظة أي صراع وتضمن تسليم المواقع العسكرية والإدارية دون أي اشتباكات.

وقالت المصادر ذاتها إنّ قوة تابعة للمجلس الانتقالي وصلت إلى مدينة الغيضة مركز محافظة المهرة وبدأت في تنفيذ بنود الاتفاق على الأرض.

وكانت قوات الانتقالي، قد تمكنت الأربعاء، من دخول مدينة سيئون كبرى مدن محافظة حضرموت ومركز منطقة الوادي، موجهة بذلك ضربة مزدوجة لحلف القبائل وأيضا لجماعة الإخوان المسلمين ممثلة بحزب التجمع اليمني للإصلاح والذي يقول الانتقالي إنّ قوات المنطقة العسكرية الأولى المتمركزة بالوادي تابعة له وخاضعة لإمرته رغم تبعيتها الصورية للسلطة الشرعية اليمنية، ويطالبها من ثمّ بالانسحاب من تلك المنطقة.

وعلى صعيد سياسي اعتبر المجلس الانتقالي الجنوبي، سيطرة قواته على مناطق وادي حضرموت مرحلة مفصلية في مسار سعيه إلى تأسيس دولة الجنوب المستقلة.

وقال في بيان عقب اجتماع عقده في مدينة عدن المركز الرئيسي لنفوذه، إنه بحث المستجدات في محافظة حضرموت وتطورات العملية العسكرية التي أطلقتها القوات المسلحة الجنوبية لتحرير وادي وصحراء حضرموت.

واستعرض الاجتماع تقارير ميدانية حول التقدم العسكري، مؤكدا أن ما "تحقق جاء ثمرة لتضحيات وبسالة القوات المسلحة الجنوبية، وإسناد أبناء حضرموت الشرفاء”.

ودعا المجلس الانتقالي مواطني حضرموت “إلى الالتزام بتعليمات القوات المسلحة الجنوبية فيما يخص الحركة والتنقل، والابتعاد عن المواقع العسكرية، والإسهام في تعزيز الأمن من خلال الإبلاغ الفوري عن أي عناصر مشبوهة أو مطلوبين أمنيا”.

واعتبر المجلس التطورات في حضرموت” تمثل مرحلة مفصلية في مسار استعادة الأمن والاستقرار، وتعزز من حضور المشروع الوطني الجنوبي على طريق تحقيق تطلعات شعب الجنوب في التحرر واستعادة دولته”.

ويسيطر المجلس الانتقالي على عدة محافظات، وهو مشارك في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.

وفي خطوة لخفض التوتّر واسترضاء لأبناء القبائل التي ينتمي إليها العديد من الضباط والجنود الذي شاركوا في المواجهات وجهت قيادة الانتقالي بالإفراج عن جميع الأسرى الذين تم احتجازهم خلال تلك المواجهات.

وقال المجلس في بيان إن “عملية “المستقبل الواعد” جاءت بعد استنفاد كافة الخيارات التي طرحت خلال الأعوام الماضية لإعادة الاستقرار لوادي حضرموت، وإنهاء حالة الانفلات الأمني، ووقف استغلال

المنطقة من قبل قوات دخيلة على الوادي والمحافظة”.

وأضاف أن “مناطق وادي حضرموت تحولت طوال السنوات الماضية إلى منصة لعمليات التهريب لصالح مليشيات الحوثي وإلى بؤر لنشاط التنظيمات المتطرفة داعش والقاعدة، وهو ما أدى إلى استمرار نزيف دماء أبناء الجنوب واستهداف أشقائنا في قوات التحالف العربي”.

وأفاد بأن رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي أصدر عفوا عاما، لكل من يلتزم بوقف أي أعمال عدائية أو تخريبية، ويستثنى كل من ثبت تورطه في جرائم دم أو إرهاب أو انتهاكات جسيمة لحقوق المدنيين”.