أخبار اليمن

الأربعاء - 03 ديسمبر 2025 - الساعة 05:54 م بتوقيت اليمن ،،،

اندبندنت عربية


أكملت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي اليوم الأربعاء سيطرتها على عدد من المدن والمواقع العسكرية في مناطق "وادي حضرموت" (شرق اليمن)، بعد اشتباكات محدودة مع قوات "المنطقة العسكرية الأولى" التابعة لوزارة الدفاع، التي تتخذ من مدينة سيئون مقراً لها سقط خلالها إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.

وتعني هذه التطورات توسع نفوذ الانتقالي على الأرض في المناطق الاستراتيجية في إطار مساعيه المتمثلة بمشروع "استعادة الدولة الجنوبية" التي دخلت في وحدة مع شمال اليمن 1990، وسط قلق أبناء المحافظة التي عرفت بجنوحها للسلم والهدوء.

وأطلق الانتقالي اليوم عملية انتشار عسكري تمكنت من السيطرة على مناطق ومدن تريم وسيئون والقطن وحورة الخشعة، بما في ذلك قيادة المنطقة العسكرية الأولى ومطار سيئون والقصر الجمهوري.

ويتهم حزب الإصلاح فرع "الإخوان المسلمين" بالنفوذ في المنطقة العسكرية الأولى منذ عقود.

وفي الأثناء يواصل عدد من ألوية "قوات دفاع شبوة" الموالية للمجلس نفسه بالتقدم في محور وادي دوعن، وبالتزامن مع تقدم عسكري مماثل للواء بارشيد، معززاً بعشرات المدرعات التي جرى استقدامها من محافظة أبين (جنوب) باتجاه منطقة الخشعة، التي تحتل أهمية استراتيجية في خفايا سباق النفوذ، لاحتوائها حقولاً وشركات نفطية وإزاحة "اللواء 135" مشاة الذي يتهمه الانتقالي بتبعيته لقوى نافذة في حزب الإصلاح.

وأظهرت مقاطع فيديو تداولها ناشطون محليون اقتحام قوات تابعة للمجلس الانتقالي مبنى القصر الجمهوري في مدينة سيئون.

- مسرح السيطرة
بالنظر إلى مسرح النفوذ والسيطرة في محافظة حضرموت اليوم في إطار الصراع السياسي المحتدم في اليمن، فهذه المناطق ظلت خارج نفوذ المجلس الانتقالي الذي سبق وبدأ تمدده في المكلا، المركز الإداري للمحافظة الأكبر مساحة في اليمن والغنية بالنفط، ومدن أخرى، وصولاً إلى هضبة حضرموت باستثناء مواقع لا تزال تحت سيطرة قوات "حماية حضرموت" الموالية لـ"حلف قبائل حضرموت" الذي يتبنى رؤية ذاتية لإدارة المحافظة متخففة من التبعية لأطراف الصراع، إضافة إلى مدينتي العبر والوديعة على الحدود مع المملكة العربية السعودية، في حين تسيطر ميليشيات الحوثي على العاصمة صنعاء والمحافظات المجاورة لها شمالاً.

هذا التمدد عززه الانتقالي اليوم بهاجمة معسكر "عرين" المتمركز بين محافظتي شبوة ومأرب المحاذيتين لحضرموت، وتمكنت من السيطرة عليه بعد اشتباكات محدودة أسفرت عن مقتل شخص وإصابة آخرين.

- ضوء رسمي
وسبق ودعا عضو مجلس القيادة الرئاسي ونائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي فرج البحسني إلى استقدام قوات كبيرة إلى حضرموت يهدف إلى "فرض الأمن في الوادي والصحراء"، ومواجهة ما وصفه بظهور الجماعات الإرهابية والحوثيين، وهو ما اعتبر ضوءاً رسمياً أخضر على منح الانتقالي مساحة نفوذ أوسع في المنطقة، في حين يعبر قطاع حضرمي واسع عن قلقهم من تبعات هذه التطورات.

هذه التطورات جاءت بعد حالة احتقان متصاعدة وتحشيد عاشتها حضرموت منذ أسابيع، بعد نشر الانتقالي لقوات "الدعم الأمني" في مناطق الساحل، وهو ما قوبل باحتجاج محلي وقبلي واسع، خصوصاً من قوات حماية حضرموت وحلف القبائل بزعامة الشيخ عمرو بن حبريش.

وتكتسب هذه المستجدات أهمية واسعة، نظراً إلى المكانة التاريخية والاقتصادية والاستراتيجية التي تحظى بها محافظة حضرموت، بما يميزها من مواقع نفطية ومنشآت عسكرية وخدمية، وفي طليعتها مطار سيئون المنفذ الجوي الأبرز للكتلة البشرية القادمة من المحافظات الشمالية والشرقية، إضافة إلى أهمية موقعها بمحاذاة الحدود السعودية.

وفي هذا الإطار، وصل إلى مطار الريان بمدينة المكلا وفد أمني وعسكري سعودي يضم مسؤولين، في زيارة تؤكد أهمية التحرك السعودي الفوري لاحتواء التصعيد في البلد الجار، بهدف المساعدة في تطبيع الأوضاع الأمنية والعسكرية والخدمات للسكان.