منوعات

الثلاثاء - 28 أكتوبر 2025 - الساعة 12:39 م بتوقيت اليمن ،،،

بلال غلام حسين


شهدت ولاية عدن منذ أربعينيات القرن العشرين وحتى أواخر الستينيات نهضة تعليمية تمثلت في بناء منظومة مدرسية منظمة، واهتمام حكومي واضح بالاستثمار في الإنسان بوصفه ركيزة للتنمية والتحديث .. وعلى الرغم من غياب مؤسسات التعليم الجامعي داخل الولاية طوال تلك الحقبة، إلا أن ذلك لم يشكل عائقاً أمام تطوير الكوادر العلمية والأكاديمية، حيث اتخذت الحكومة مساراً استراتيجياً بديلاً عبر الابتعاث الخارجي للطلاب المؤهلين.

فعلى الرغم من عدم تأسيس جامعات داخل ولاية عدن خلال تلك الفترة، فإن التعليم الجامعي لم يكن غائباً عن أبناء عدن، إذ أُتيحت لهم فرص الابتعاث الخارجي للطلاب المؤهلين، حيث تولت حكومة عدن تغطية كافة نفقات دراستهم عبر صندوق "التنمية والرفاه"، وبالتعاون مع بلدية عدن وأمانة ميناء عدن .. وقد شهدت ستينيات القرن العشرين ابتعاث (474) طالبًا للدراسات الأكاديمية في الخارج، وذلك من إجمالي عدد السكان البالغ نحو (124,000) نسمة في الولاية آنذاك.

وفي إطار اهتمام الحكومة بالمنظومة التعليمية، حظي طلاب المدارس بحقوق شاملة شملت توفير الملاعب الرياضية، وخدمات الكشف على الأسنان وعلاجها، إلى جانب الرعاية الصحية العامة باعتبارها جزءً أصيلاً من خدمات التعليم المقدمة من قبل حكومة ولاية عدن، كما تميزت المؤسسات التعليمية بتوفير مكتبات مُصغرة داخل المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية، بالإضافة إلى مكتبات أكبر وأكثر تجهيزاً في كل من كلية عدن، والمعهد الفني في المعلا، وعدن الصغرى.

ومع نهاية الستينيات، كانت ولاية عدن قد أرست نموذجاً تعليمياً متقدماً في المنطقة، قائماً على مجانية التعليم، وضمان الحقوق الصحية والرياضية للطلاب، وتبنّي سياسة الابتعاث الخارجي لإعداد نخب قادرة على قيادة المستقبل .. وهكذا، مثل التعليم في عدن خلال تلك الحقبة أحد أبرز ملامح التحديث المدني الذي سعت إليه الولاية ضمن رؤيتها التنموية المبكرة.

بلال غلام حسين

٢٧ أكتوبر ٢٠٢٥م