أخبار عدن

الثلاثاء - 14 أكتوبر 2025 - الساعة 07:12 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن حرة


أحيت منظمة الحزب الاشتراكي م/عدن الذكرى الـ 62 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة والذكرى الـ47 لتأسيس الحزب الاشتراكي، والذكرى الـ 58 لعيد الاستقلال الوطني الثلاثين من نوفمبر بإقامة ندوة سياسية شاركت فيها نخبة من أعضاء وقيادات الحزب الاشتراكي وفي طليعة الحضور الرفيق المناضل عبدالواحد المرادي عضو المكتب السياسي للحزب، والرفيق المناضل فضل الجعدي نائب رئيس اللجنة المركزية للحزب، وجمع من أعضاء اللجنة المركزية وقيادات الحزب الاشتراكي بعدن، وضيوف مستقلين، ومن مختلف الانتماءات السياسية والنقابية.


افتُتحت الندوة بكلمة موجزة لسكرتارية منظمة الحزب الاشتراكي م/عدن ألقاها الرفيق المناضل علي هادي باحشوان عضو اللجنة المركزية القائم بأعمال سكرتير أول المنظمة، وتناول باحشوان في كلمته أهمية ثورة الـ 14 من أكتوبر المجيدة، وما حققته من إنجازات لصالح شعب الجنوب تمثلت في إقامة دولة نظام وقانون متصلة جغرافيًا على أنقاض مخلفات الاستعمار الذي جثم على أرضنا لما يقرب من 129 عامًا، واستطاعت هذه الدولة الفتية في ظرف وجيز أن ترسي مداميك الدولة القائمة على العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص وسيادة القانون، ووفرت التعليم والصحة بشكل مجاني.


بعد ذلك قدم الرفيق الدكتور سالم الهامل- عضو اللجنة المركزية للحزب، عضو سكرتارية اشتراكي عدن، والأستاذ المشارك بجامعة عدن- ورقة قيمة بعنوان: " 14 أكتوبر_ 62 عامًا من ميلاد ثورة شعب خالدة وأداة كفاحٍ مجيدة".
تكونت الورقة من محورين اثنين ففي المحور الأول تحدث الدكتور الهامل عن فلسفة الثورة.. الأسباب والظروف العالمية والإقليمية والمحلية التي أدت إلى اندلاع هذه الثورة المجيدة، وكيف تشكلت فصائل المقاومة ضد الاستعمار البريطاني إبان انطلاق شرارة الثورة من قمم جبال ردفان الأبية لتعم مختلف أرجاء الجنوب.
كما تناول الدكتور الهامل في المحور الأول الدور المهم الذي لعبته الثورات الأخرى في تشكيل الوعي الجمعي بأهمية التحرر من الاستعمار والتبعية ومقاومة الإمبريالية، وهذا الوعي تشكل منذُ ثورة اكتوبر الاشتراكية في روسيا وصولًا إلى انتصار ثورة يوليو المصرية بقيادة عبدالناصر وتنامي الوعي العروبي القومي آنذاك، والثورة الجزائرية وما أنتجته من تجربة ملهمة وملحمة للنضال، وكيف مثلت ثورة يوليو المصرية رافعة وداعمة لمختلف ثورات التحرر في الوطن العربي.
وأضاف الدكتور الهامل في ورقته أن هذه الظرف شكلت مناخًا مواتيًا لنجاح ثورة الرابع عشر من أكتوبر التي قادتها الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل، وتحالفت معها عدد من فصائل العمل الوطني، وهي الثورة التي توجت بالاستقلال الوطني الناجز في الثلاثين من نوفمبر 1967 بعد أربع سنوات من الكفاح المسلح المستمر الذي أجبر الاستعمار البريطاني على الرحيل.

أما المحور الثاني من الورقة فقد تناول فيه الدكتور سالم الهامل منجزات ثورة الرابع عشر من أكتوبر ودولة الاستقلال وأهم النجاحات التي تحققت على صعيد بناء مؤسسات الدولة، وأبرز التحديات التي واجهت جيل الثورة ومناضليها الأفذاذ الذين استطاعوا التقلب على معظم المشكلات وواصلوا مسيرة وملحمة الانتصار.

تحدث الدكتور الهامل في هذا المحور عن الدولة الموحدة التي قامت بعيد الاستقلال على امتداد رقعة الجنوب من المهرة إلى باب المندب، وما استطاعت أن تنجزه هذه الدولة رغم شح الإمكانات ومحدودية الموازنة والموارد في ذلك الوقت.
فقد قامت الدولة بتهيئة البنية التشريعية والقانونية والسياسية حتى تمكنت من إنشاء المؤسسات ودعم قطاعات الإنتاج، وبناء الإنسان بتوفير التعليم والرعاية الصحية مجانًا وغير ذلك من الخدمات، وفرص العمل، وابتعثت الآلاف من الطلاب إلى الخارج حتى وصلت الدولة في الجنوب إلى الاكتفاء الذاتي تقريبًا من مختلف التخصصات في معظم المجالات المدنية والعسكرية.

بعد ذلك تم فتح باب المداخلات للحاضرين الذين أثروا النقاش، وقدموا مداخلات قيمة تحدثوا فيها عد الدروس والعبر التي يمكن أن تستفيد منها الأجيال من هذه الثورة العظيمة، ومسيرة العطاء الملهمة والفريدة التي قدمها قادتها وفدائييها العظام.

اختتمت الندوة بتهنئة الحاضرين بهذه المناسبات الغاليات ذكرى الثورة، وذكرى تأسيس الحزب الاشتراكي الذي حمل راية النضال الوطني وأخذ على عاتقه بناء الدولة والإنسان، وذكرى الاستقلال الوطني المجيد التي ستحل علينا بعد شهر ونصف من الآن.