كتبه أ. د. عبدالله بن عبدالله عمر
رحم الله زميلنا وأخانا الحبيب الأستاذ الدكتور عبدالكريم أسعد قحطان رحمةً و اسعة وأسكنه فسيح جناته، من رجال شعيب الضالع القلائل الذين حملوا العلم والمعرفة وأحبوا الخير للجميع.
كان فقدان بن قحطان رحمه الله - حدثًا مؤلمًا ومحزنًا، وخسارة للنقد الأدبي الحديث، حدث اعتصرت له الأفئدة وخيّم الحزن علی كل من عرف هذا الأستاذ الجليل، ولامس أخلاقه ونهل من علمه ونصائحه وتوجيهاته.
للدكتور عبدالكريم أسعد - رحمه الله - مكانة في قلوب زملائه وطلابه ومحبيه صنعتها مواقفه النبيلة، وطيبة قلبه ودماثة أخلاقه ولين طبعه.
لم يكن أستاذًا أكاديميًا إداريًا فحسب، بل كان أبًا ومعلمًا تربويًا ومستشارًا أمينًا وناصحًا.
كان متواضعًا علی علم جم وكبير
كان ودودًا.
مواقفه التربوية والأكاديمية التي تعلّمنا منها كثيرة، من أهمها - سبحان الله أني ذكرتُ أمس لأخينا النائب الأكاديمي د. محمد سالم، فقلتُ له: رحم الله زميلنا الأستاذ الدكتور عبدالكريم أسعد الذي قال وأمام طلاب المستوی الأول حين ثارت مشكلة بينهم وبين بعض الأساتذة:" سوف أضحي بأربعمائة طالب ولا أُِضِّحي بهيبة أستاذ".
وكان من تواضعه أنه لا يأنف أن يعطينا بحوثه لقراءتها ومراجعتها.
كان يحُفنا برعايته وحبه واهتمامه، أقام حفلًا في القاعة الكبری؛ ليكرم زملاءه ممن حصلوا علی لقب علمي، فقال: لا بد نقدمكم للمجتمع؛ لتفوقكم العلمي.
كان يصطحبنا إلی منزله لتناول أكلة الجعرور (العصيد) ونتجاذب معه أطراف الحديث، كنا لا نمل من الجلوس معه، لدماثة أخلاقه وحُسن فكاهته، وكنا نلتقط فوائد كثيرة علم ومعرفة وطرافة
أحسن من تولی رئاسة القسم قبل سفره إلی كوريا الجنوبية، وصّی بنا رئيس القسم الجديد.
كان - رحمه الله - يلف الجميع بعنايته ولا يحب افتعال الأزمات بل يحلها وكان يعتني بطلابه اعتناء الأب لأبنائه، جعل أعضاء القسم متحابين،
رحم الله أستاذنا وزميلنا طيب الذكر أ. د. عبدالكريم أسعد رحمةً واسعة
وما كتبناه قليل في حقه، فقد كان نعم الأخ والأب والصديق والزميل.
وإنّا لفراقك يا عبدالكريم قحطان لمحزونون.
وأشكر زميلنا د. حسين العاقل علی تذكيره لنا بوفاة زميلنا عبدالكريم
والله من وراء القصد