أخبار وتقارير

السبت - 24 مايو 2025 - الساعة 07:31 ص بتوقيت اليمن ،،،

بقلم | صدام اللحجي :


بالله عليكم من كان يتخيّل أن يأتي يومٌ تُصبح فيه "الكبزرة" دينًا مؤجلًا؟! في أزقة الحوطة المنهكة ، وبين بسطات الخضار والبهارات ، لم تعد النساء أو الرجال حتى يسألوا عن الكيلو، بل عن ربع الكيلو... بالتقسيط!

نعم أصبح الناس يتسلفون حتى الكبزرة ، لأن الراتب مفقود، والدخل معدوم، والموائد خاوية إلّا من الهمّ!

في الماضي ، كان الفقر يعني الاستغناء عن الكماليات أما اليوم، فالفقر أصبح يعني الاستدانة من أجل رائحة الأكل، لا طعمه! بائع الخضار في السوق يعرف زبائنه بالاسم ، لكنه اليوم يعرفهم أيضًا بدفاتر الدين، يسجل: "نصف كيلو بطاط، وقليل من الطماط والبصل" ، والمجموع يُسدَّد عندما يفرجها الله، أو حين "تتذكر" الدولة أن موظفيها بلا راتب منذ أشهر.

الناس لم تعد فقط تعاني من غياب الكهرباء والماء والخدمات، بل تعاني من انحدار كرامتهم إلى ما دون خط الفقر حتى أصبحت الربطة الصغير من الكبزرة تمثل عبئًا ماليًا، وربما عبئًا نفسيًا، حين تضطر ربة المنزل لمد يدها للاستدانة من أجل وجبة بسيطة تسكت بها جوع أطفالها.

والأدهى أن هذا الحال لم يعد يثير الغضب في قلوب المسؤولين، بل أصبح "طبيعيًا" لدى من باعوا ضمائرهم، وتفرغوا لجباية الأرباح من معاناة الناس.

في بلدٍ يتسلف فيه الناس الكبزرة... لا يسأل عن بهجة العيد ولا يُنتظر من الفرح شيء.