أخبار وتقارير

الأحد - 18 مايو 2025 - الساعة 08:23 ص بتوقيت اليمن ،،،

ياسر محمد الأعسم


ذهبنا إلى الساحة، ومنذ مغادرتنا لها ونحن نحاول أن نكتب مشاعرنا وموقفنا.

- كتبنا ومسحنا.. أفكارنا المشتتة تسيطر على وعينا وتبعثر لغتنا، والحروف بالكاد تزحف على السطور.

- خرجنا إلى الساحة لننتزع حقوقنا، وعدنا ببيان من الأجهزة الأمنية يمنع خروجنا مرة أخرى.

- نعتقد أنهم أغلقوا الباب واستراحوا..!.

- لسنا متأكدين ممن صنعوا الفوضى، ولكننا نشعر أنهم كانوا يتربصون بخروجنا، يبحثون عن سبب، وينتظرون غلطة.

- لا نستبعد أن يكون بيننا مندسون، ولكننا رأينا كثيراً من الشرفاء يقفون مرهقين من واقعهم، متذمرين من معاناتهم، أكتافهم وضمائرهم تسند بعضهم بعضاً.

- دخلنا الساحة مبكراً، كانت الساعة الرابعة، والحضور ضعيف، وبدأ الناس يتوافدون ببطء، وبمرور الوقت امتلأ الحيز أمام المنصة.

- وكثيرون كانوا يقفون في أطراف المكان، يراقبون من بعيد، ومنهم من احتمى من حرارة الشمس في ظل المباني.

- المراقب للوضع سيدرك من أول لحظة أن الساحة منقسمة إلى ثلاثة فرق:

- فريق العَلَم.

- فريق النَدَم.

- وفريق "النظرة الشرعية".

- ما يثير حزننا ويؤلمنا أن معاناتهم جميعاً واحدة، ووجوههم كالحة ومتعبة، وربما فريق العلم كان أكثرهم بؤساً.


- كان فريقا العلم والندم يتزاحمان تحت المنصة ويتبارزان بهتافاتهم، يتصادمان مرة ويتفرقان أخرى، في مشهد يثير الحسرة وسخرية أصحاب "النظرة الشرعية".


- المنظمون الشباب تتلعثم أصواتهم فوق المنصة، تحاصرهم الحيرة والتهم، يقذفهم سخط الحشد، وترشق رؤوسهم بقناني الماء.

- كانت مسألة وقت، والفوضى قادمة، وقد انفضت الوقفة باشتباك وإطلاق رصاص.

- نؤكد انضباط أفراد الأمن وحرصهم على سلامة الجميع، ولكن المؤسف أن هناك من هو عدو نفسه، كما نشعر أن هناك جهات كانت تريد للوقفة أن تفشل، وأن تغتال الانتفاضة في مهدها قبل أن تصبح طوفاناً يقتلعهم.

- لا تأمن الدولة وإن كانت رماداً.. حرشوا بين الشعب حتى انفجرت، وقد انتصروا وخسرنا.

# نقطة، ومن بداية السطر:

- العلم ليس مجرد "خرقة"، بل نسيج من دماء وكرامة، وفي ظله قدنا حراكنا وخضنا أشرف المعارك.

- ولكن عندما يتحول إلى مصدر ابتزاز ومظلة تحمي رؤوس الفساد، فلا بأس أن ننحيه جانباً في رسالة صريحة ترفض مواقفهم وممارساتهم الانتهازية.

- كلنا جنوبيون، ولم يكن في الساحة سوانا، فلا نزايد على بعضنا، فلو خرج الشهداء من قبورهم، لبصقوا في وجوهنا ووجوه قياداتنا.