أخبار وتقارير

الثلاثاء - 29 أبريل 2025 - الساعة 01:00 م بتوقيت اليمن ،،،

وكالات


كتبت صور القطع المعدنية الملتوية والركام الملطخ بالدماء مشهد النهاية في رحلة شاقة لعشرات المهاجرين الذين قتلوا في مركز احتجاز بشمال اليمن أمس الاثنين فيما قالت جماعة الحوثي إنها غارة جوية أميركية.

وكان هؤلاء من بين مئات الآلاف من الأفارقة الذين يعبرون مضيق باب المندب كل عام على متن قوارب متهالكة ويشقون طريقهم عبر منطقة الحرب في اليمن سعيا للوصول إلى السعودية على أمل العثور على فرص عمل.

ويحظى مسار المهاجرين إلى السعودية باهتمام دولي أقل من نظيره باتجاه أوروبا أو الولايات المتحدة، لكن منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة وصفته في تقرير العام الماضي بأنه أحد “أكثر ممرات الهجرة ازدحاما وخطورة في العالم.”

ويقطع العابرون الصحارى سيرا على الأقدام ويدفعون الأموال لمهربين لا يأبهون لمصيرهم ويغامرون بركوب بحر غير مأمونة أمواجه ويخاطرون بتعريض أنفسهم لاعتداء فصائل مسلحة قبل عبور حدود جبلية شديدة التحصين هي منذ سنوات جبهة قتال نشطة.

وذكر تقرير صدر عن منظمة هيومن رايتس ووتش في عام 2023 أن حرس الحدود السعودي استهداف مجموعات من المهاجرين، وهي مزاعم وصفتها الحكومة السعودية بأنها لا أساس لها من الصحة.

ويقيم في السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، ملايين العمال الأجانب، والكثير منهم مهاجرون غير شرعيين يلتمسون سبيلا للرزق من الخدمة في المنازل أو الاشتغال بالأعمال اليدوية، ويدخرون المال لإرساله إلى أوطانهم.

وعلى الرغم من مخاطر هذه الرحلة، التي ربما تعرضهم أيضا للاحتجاز في السعودية والترحيل مع شن الحكومة حملات متكررة على مدى العقد الماضي، فإن مهاجرين كثيرين يواصلون محاولاتهم هربا من الفقر أو الحرب.

وفي حين أن العدد الأكبر ممن يحاولون الوصول إلى المملكة عبر اليمن هم من الإثيوبيين، تقول منظمة الهجرة الدولية إن أعدادا كبيرة من السودانيين والصوماليين يحاولون أيضا خوض غمار هذه الرحلة.

ويعبر المهاجرون الصحراء سيرا على الأقدام من إثيوبيا إلى جيبوتي أو الصومال ويدفعون للمهربين نحو 300 دولار مقابل ركوب قارب إلى اليمن.

وتقول منظمة الهجرة الدولية إن الرحلة البحرية، على قِصَرِها، شهدت غرق أكثر من 500 شخص خلال العام المنصرم جراء انقلاب قوارب أو غرقها.

وداخل اليمن، يغادر المهاجرون المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة المعترف بها دوليا ويتجهون شمالا إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، وهم جماعة متحالفة مع إيران استولت على العاصمة في 2014.

وتدور رحى الحرب الأهلية في اليمن منذ أكثر من عقد، تشتد أحيانا في حرب طاحنة وتهدأ أخرى في صراعات أقل حدة.

ويعج اليمن بالأسلحة، ويتجاوز النفوذ المحلي أو القبلي في الغالب سلطة أي من طرفي الصراع.

وأفاد مهاجرون بتعرضهم لاعتداءات جنسية وعمل قسري وابتزاز في أثناء عبورهم اليمن.

وتُمثل الحدود السعودية أحد المخاطر الكبيرة. فمنذ عام 2015، كانت خطا أماميا في الحملة العسكرية للمملكة على الحوثيين، وشهدت مداهمات متكررة شنها مقاتلون يمنيون عبر الحدود في المراحل الأولى من الصراع.

وهدأت المعارك الرئيسية مع محادثات وقف إطلاق النار في عام 2022، وما زالت المناطق الأكثر كثافة سكانية على الحدود نقاط عبور رئيسية مثلما كانت منذ عقود.

وفي أثناء زيارة لرويترز للحدود قبل عقد، تسنت مشاهدة مجموعات من المهاجرين يختبئون في الأحراج ويحاولون الاندفاع عبر طريق ترابي خاضع لحراسة قوات حرس الحدود السعودية.

وحتى في ذلك الوقت، كانت الوفيات شائعة. أما الآن، وبعد حرب على مدى سنوات ملأت الأرض بالألغام الأرضية وجعلت قوات حرس الحدود أشد قلقا، أصبح الوضع أشد خطورة عن ذي قبل.