أخبار عدن

الثلاثاء - 11 مارس 2025 - الساعة 08:09 م بتوقيت اليمن ،،،

خاص



أكد المحلل السياسي الدكتور قاسم الهارش أن اليمن تخوض اليوم واحدة من أخطر معاركها المصيرية، ليست فقط ضد الانقلاب والفوضى، بل ضد منظومة الفساد التي ترسخت في مؤسسات الدولة لعقود.

وأوضح الهارش أن المعركة تدور بين مشروع وطني يسعى لاستعادة الدولة وترسيخ مؤسساتها، وبين قوى مستفيدة من الفوضى والنهب المنظم، لا تستطيع العيش إلا في بيئة الانقسام والتخريب.

وأشار إلى أن محاولات إضعاف الحكومة والتشويش على جهودها الإصلاحية، بما في ذلك إثارة الجدل حول استقالة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، ليست إلا جزءًا من مخطط لإجهاض أي خطوات حقيقية نحو استعادة الدولة.

وأضاف أن الطريق نحو الإصلاح لم يكن يوماً مفروشاً بالورود، بل واجه مقاومة شرسة من مراكز النفوذ والفساد التي اعتادت استغلال مؤسسات الدولة لتحقيق مكاسبها الخاصة.

وتابع قائلاً: "ما نشهده اليوم من حملات تضليل وتشويه ضد الحكومة هو امتداد لحرب طويلة تخوضها القوى الوطنية ضد أدوات الفساد والتخريب، فالدولة لا تُبنى بالصراخ والافتراءات، بل بالإرادة السياسية والعمل الجاد لإعادة المؤسسات إلى مسارها الصحيح."

وأكد الهارش أن الحديث عن استقالة بن مبارك في هذا التوقيت ليس رأيًا سياسياً عابراً، بل هو جزء من مخطط واضح لإفشال أي مشروع وطني قبل أن يكتمل، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء منذ توليه المنصب، خاض مواجهة مفتوحة ضد الفساد، وسعى لتنفيذ إصلاحات اقتصادية وإدارية لإعادة التوازن لمؤسسات الدولة، وهو ما لم يرق لكثيرين ممن اعتادوا استغلال الدولة كغنيمة.

ولفت إلى أن هذه الحملات تهدف إلى إرباك المشهد السياسي ودفع الحكومة للاستسلام، لكن معركة استعادة الدولة لن تتوقف أمام حملات التشويه أو محاولات الهدم، مؤكداً أن الفساد قد يكون قوياً، لكنه لن يكون أقوى من إرادة الشعب الذي يتطلع إلى دولة قوية، مستقرة، وعادلة.

وختم الهارش حديثه بالقول: "في معارك الأوطان، لا مجال للحياد، إما أن تكون في صف بناء الدولة أو في معسكر هدمها، والرهان الحقيقي ليس على من يحاولون تعطيل الإصلاح، بل على من يؤمنون بأن الدولة لن تُبنى إلا بسواعد المقاتلين الحقيقيين، وليس بأوهام الفاسدين الذين يعتقدون أن الفوضى ستدوم إلى الأبد."