أخبار اليمن

الثلاثاء - 15 فبراير 2022 - الساعة 12:11 ص بتوقيت اليمن ،،،

عدن حرة / خاص

تعيش مدينة عدن، العاصمة السياسية المؤقتة لليمن والشرعية، في ظلام دامس، دون كهرباء، لليوم الثاني على التوالي، وسط بوادر لإنفراجة يتيمة لأزمة الوقود التي كان سببها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن والحكومة اليمنية.

منذ يوم امس الأحد، شهدت عدن ارتفاعا كبيرا وغير مسبوق لساعات انطفاء التيار الكهربائي في المدينة الساحلية التي يقطن فيها نحو 3 مليون نسمة بجنوب اليمن.

بلغت ساعات انطفاء الكهرباء في عدن اليوم نحو 10 ساعات مقابل ساعتين تشغيل فقط، وسط أنباء عن انطفاءها بشكل كامل خلال الساعات القادمة جراء توقف محطة الحسوة في حال لم يتم تدارك ذلك سريعا، بسبب نفاد المازوت وايقاف البرنامج السعودي للتنمية واعمار اليمن بضخ وقود المنحة السعودية "ديزل ومازوت" الى محطات توليد الطاقة.




لم يعرف على وجه الدقة السبب الرئيسي والحقيقي لهذه الأزمة، فكل ماهو متداول منذ ليلة أول من امس، يتحدث عن اشتراط البرنامج السعودي من السلطة المحلية ومؤسسة كهرباء عدن بضرورة توريد مبلغ 10 مليارات ريال يمني الى ما يعرف بالحساب المشترك.

والحساب المشترك تم فتحه قبل اكثر من ثلاثة أعوام في اعقاب منحة الوقود السعودية السابقة المقدمة لمحطات كهرباء اليمن في العام 2018 تقريبا، وهو حساب محدد بشروط والتزامات تم التوقيع عليها بين الطرفين اليمني والسعودي، الا أن كلا الطرفين لم يلتزم بما هو محدد بالعقود المبرمة وبالاهداف التي من أجلها تم فتح هذا الحساب البنكي المشترك، والذي يبلغ رصيده اليوم بنحو 17 مليار ريال يمني.

خصص هذا الحساب المشترك من اجل الاستفادة من رصيده في شراء قطع غيار و زيوت و فلاتر وغيرها من معدات الصيانة الدورية لمحطات الطاقة ومولداتها، في سبيل استمرارية وديمومة المحطات وعدم توقفها، على أن تقوم السلطات المحلية وفروع مؤسسة الكهرباء في عدن وباقي المحافظات المحررة المستفيدة من منحة الوقود السعودية، بتوريد ما يتبقى من ايراداتها الشهرية بعد خصم مرتبات موظفيها ونفقاتها التشغيلية، الى هذا الحساب بصورة شهرية.

ومع ذلك، فان كلا الطرفين لم يلتزم التزاما كاملا وتاما بشروط وبنود العقود المبرمة بشأن منحة الوقود واهداف الحساب المشترك، فلا الحكومة اليمنية والسلطات المحلية وفروع مؤسسات الكهرباء التزموا بسداد ماعليهم من التزامات والتوريد الشهري للحساب المشترك، ولا البرنامج السعودي لتنمية واعمار اليمن التزم بتوفير وشراء قطع غيار وزيوت وفلاتر من ايرادات الحساب المشترك، حتى اليوم، دون معرفة الاسباب الحقيقية لذلك.

ووسط هذا التململ والمناكفات، وصل الحال الى ايقاف ضخ وقود المنحة السعودية التي تتوفر دفعتها السابعة في خزانات مصافي عدن، من قبل البرنامج السعودي، الامر الذي تسبب في توقف محطات ومولدات الكهرباء العاملة بالديزل، بينما تستعد محطة الحسوة التي تعمل بالمازوت بالتوقف الكلي خلال ساعات بسبب نفاد المازوت.

عصر اليوم، التقى مدير كهرباء عدن سالم الوليدي بقيادة البرنامج السعودي في عدن، ولا يعرف ما دار بين الطرفين، الا أن مسؤول اعلام مؤسسة كهرباء عدن نوار ابكر قال قبل قليل في صفحته على فيسبوك: "حالياً يجري تجهيز المساكب وتم إستدعاء ناقلات الوقود إلى منشأة النفط بالبريقة لتموين محطات توليد الكهرباء وإعادة تشغيلها وإدخالها للخدمة، قد تستغرق العملية إلى فجر يومنا هذا ومن المتوقع أن تستقر الكهرباء في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء ،،، يجري كذلك تموين كهرباء المحافظات المجاورة ،،، حال توفر أي مستجدات سأقوم بنشرها ".

ولم يشير ابكر الى معلومات او تفاصيل اخرى وافية حول ما تم الاتفاق عليه، او حجم الكميات التي سيتم ضخها من الوقود الى محطات التوليد، ومصدرها.