منوعات

السبت - 06 أبريل 2024 - الساعة 04:38 ص بتوقيت اليمن ،،،

وكالات


بعد أن قتل قابيل أخيه هابيل وهرب إلى اليمن مع زوجته ، أتاه إبليس فقال له إن هابيل قد قبل الله قربانه و أكلته النار لأنه كان يعبد ويخدم النار ، فانصب أنت أيضا نارا تكون لك ولعقبك لتعبدها ، فبني بيت نار وعبدها ، وكان أول من عبد النار على الأرض.

وأخذ الشيطان يكيد ويضل بني أدم ويغويهم وزين لهم المعاصي ، وولد لسيدنا أدم ابنه "شيث" بعد مقتل هابيل على يد اخيه قابيل ولقد كان أول نبي بعد موته.



شيت عليه السلام

كان سيدنا أدم يسكن هو وأبناؤه السهول ، وكان شيث عليه السلام، يساعد والده ادم عليه السلام في الدعوة مع زيادة اخوته وتزاوجهم وزيادة البشر ، وتكاثر بني آدم.

وعاش سيدنا آدم ألف عام ، فرأى الكثير من ابنائه وابنائهم ، وعندما مات سيدنا ادم أوصى أدم سيدنا شيث على أمور وشؤون اولاده ورعايتهم ، وحثهم على طاعة الله عز وجل وبعد عام ماتت أمه حواء، قام بدفنها بالطريقة التي علمه اياه ادم عليه السلام ، وبعدها اخذ يشرع امور الدين ويخبرهم الحلال والحرام، وانزل الله عليه 50 صحيفة .

ولكن كان قابيل يقوم بافساد أمرهم وأخلاقهم، ومنع شيث قومه من التوجه إلى حيث يعيش قابيل وعدم الاختلاط به ، وكانوا ينفذون اوامره ولا يختلطون مع قابيل وابائه.

حتى مات شيث وبعدها تولى ابنه أنوش، ولم يرسل الله رسولا بعده، وظل ابناء ادم يتبعون شريعة انوش عليه السلام ، وقبلها ابوه شيث وادم .

وبعد وفاة أنوش، ذهب الشيطان إلى قوم قابيل حيث يعيشون في السهول ، وكانوا معروفين بحبهم لفعل المعصية والباطل ، وبعدهم عن قوم انوش القوم الصالحين، فاتخذ هيئة صبي صغير واخذ يشكل لهم في الملابس او يبتكر الموضه لهم ويغريهم بالزي الجديد ، واخترع لهم عيدا يجتمعون وتتبرج النساء للرجال فيه ، وصنع لهم من البوص المزمار ، وكان ينفخ فيه ليخرج الاصوات الجميلة .

كان الصوت ينتقل بالهواء فسمعه بعض ابناء آدم ولفت انتباههم، فأقتربوا من منازل قوم قابيل، وكانوا يراقبونهم من بعيد ويستمعون إلى الموسيقى ومشاهدتهم ، و تجرأ رجل من قوم شيث عليه السلام، واندس بين قوم قابيل في عيد التبرج ، وتعجب الرجل من جمال نسائهم، وطريقة لبسهن وزينتهن وتبرجهن، فلقد كانت نساء قابيل جميلات ، ورجالهم ليسوا كذلك ، بينما ابناء ادم وشيث كان رجالهم جمال الوجه عكس نسائهم.

وعاد الرجل بعدها إلى اصحابه ، وأخبرهم عن جمال بنات قابيل ونسائهم وجمال تبرجهم ، أغراهم كلام الرجل وما وصف ، وهنا زين لهم الشيطان المعصية ، فعصوا شيث عليه السلام واوامره بعدم مخالطة قوم قابيل ، فدخلوا في عيدهم، واختلطوا مع النساء افتتنوا بجمالهم ، وافتتنت ايضا النساء بجمال ابناء شيث ، وحدث ما حدث بينهم ، وكان أول زنا يقع في الارض .

بعد ان سمع ضعفاء الإيمان والقلوب ما حدث من ابناء شيث ، فاشتاقت نفوسهم إلى المعاصي والافتتان بالنساء، وأخذوا يهاجرون ابناء شيث ويذهبون الى قابيل وابنائه ويعصون الله عز وجل ، وبعدها بدأ يقل عدد أصحاب شيث عليه السلام ، ويزداد قوم قابيل، وانتشر الفساد والفسق والفواحش والزنا بين قوم قابيل ومن ذهب اليهم من ابناء شيث ، حتى انهم اخذوا يهاجمون المؤمنين ويؤذوهم .

بعد كل هذا الفساد والكفر في الارض وما حدث في قوم قابيل، والفتنة والفاحشة التي انتشرت في الارض وأصابت قوم شيث، أرسل الله عز وجل إدريس عليه السلام.

إدريس عليه السلام

كان اسمه "أخنوخ"، وسمي إدريس لكثرة عبادته ودراسته لكتاب الله تعالى ، ليقضي على الشر والفساد الذي صنعه قابيل في الأرض.


وهو إدريس بن مهلاييل بن قينن بن أنوش بن شيث بن آدم، وقد ولد عليه السلام في حياة آدم، وعاش معه 120 سنة، تلك حكمة الله وقدرته بأن كانت أعمارهم طويلة، فيعاصر الأب من نسله الخلق الكثير.

واقتراباً من مناقب إدريس عليه السلام، فقد كان عابداً، كثير التأمل في خلق الله تعالى، كان طويل البنية، كثيف اللحية، كثير النظر إلى الأرض في مشيته، في عينيه مسحة حزن، إذا غضب احتد، وإذا تكلم حرك سبابته، وكان من أكمل شريعة شيث عليه السلام.

فساد قوم قابيل

أرسل الله تعالى إدريس عليه السلام ليقضي على الشر والفساد الذي خلفه قوم قابيل في الأرض، فكان أول من شرع القتال في سبيل الله تعالى، وأول من سبى، حيث جهز الجيوش، وهجم على قوم قابيل بالخيول والمشاة فهزمهم وقتل وسبى منهم، فكان سبباً في تقليل شرهم على الدنيا.

كما كان له عليه السلام، فضل على البشرية، لأنه أول من خط بالقلم، وكتب، وعلم الناس الكتابة، وقد أكرمه الله تعالى بأن رفع قدره في الدنيا والآخرة، قال تعالى: "واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقاً نبياً، ورفعناه مكانا عليا".

فمن الأمور التي أعلى الله قدره بها، أن جعله في السماء الرابعة، والتقاه النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج فيها.

وذكر أن الله تعالى أكرمه في الدنيا بأن جعل له من الأجر في كل يوم بمقدار أجر البشرية جمعاء ممن كان في عصره.

من الإسرائيليات

جاء في الكتب عن تفسير الآية الكريمة التي ذكرت إدريس عليه السلام، قصة ذكرت في الإسرائيليات التي أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن لا نصدقها ولا نكذبها، وكان الصحابة رضوان الله عليهم يستأنسون بما لم يأت به قرآن ولم تبينه السنة، فروي أن ابن عباس رضي الله عنه سأل كعب الأحبار عن قوله تعالى "ورفعناه مكاناً علياً" كونه مطلعاً على علم أهل الكتاب مما عند بني إسرائيل..

فذكر أن الله تعالى أكرم إدريس عليه السلام، بأن له من الأجر كل يوم بقدر عمل بني آدم في ذلك الزمان.

ولكي يزيد إدريس في الأجر، أراد أن يؤخر عمره شيئاً من الزمن، وكان له مَلَك خليل له وذكر له ما يريد، فحمله على جناحه وصعد به إلى السماء ليلتقي بملك الموت ويكلمه في ذلك.

ولما كانا فى السماء الرابعة التقا بملك الموت، فحدثه الملك بما طلبه منه سيدنا إدريس عليه السلام، فقال له أرأيت إدريس، قال الملك: ها هو، فرد ملك الموت: يا للعجب، بعثت وقيل لى اقبض روح إدريس فى السماء الرابعة، فجعلت أقول كيف أقبض روحه فى السماء الرابعة وهو فى الأرض، ثم قام ملك الموت بقبض روح سيدنا إدريس عليه السلام هناك.

سُمى بهذا الاسم لغزارة علمه وكثرة دراسته، والاسم عربى أو سامى، ويروى أيضًا أنه يونانى أصله "أندريانوس" أو "اندرياس"، وفى العبرية يقال إن أصله "هرمس" أو "هرمز" وتعنى "حكيم"، وهذا اعتقاد الصابئة أيضًا.

وهو أول من خط بالقلم، وكذلك أول من خاط الثياب لأنه كان خياطًا، وتعلم النجوم وعرف الفلك، وعلم الناس كل هذا، إنه سيدنا إدريس عليه السلام

ذكر فى القرآن مرتين، وقال تعالى "وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا". صدق الله العظيم