كتبه أ. د. عبدالله بن عبدالله عمر
هناك مثل يقول : (رسول امذروي) هذا مثل اشتهر في المناطق الشرقية من اليمن. ولهذا المثل قصة عجيبة وطريفة ، تُفصِح عن أنّ سلطنة العبادل كانت تحتفي بالمبدعين والكوادر فتُهيء لهم السكن والمبيت والزواج هذا ما فعله القمندان - رحمه الله - أيام سلطنة العبادل،
لحج (أم المساكين)
في الماضي
ملخص القصة:
يقولون: إنّ رجل اسمه هيثم عوض السعيدي أُرسِل من دثينة منطقة في محافظة أبين إلی محافظة لحج ليحضر ذري امعطب (القطن) وعند وصوله لحج دخل في مساجلات شعرية مع القمندان
جعلت قمندان السلطنة- رحمه الله - يُعجَب به، ويرغب في بقائه في لحج فقال له:" أنت ماشي لك مخرج من عندنا، لك بيت وزواجه وكل شيء، وبعد شمه فل الحسيني قال: هيثم عوض السعيدي: تستحق المحلة هنا، وجلس في لحج واستقر ونسي أهله و مسقط رأسه (دثينة) بل ونسي المهمة التي جاء من أجلها؛ ولذا قالوا المثل ( رسول امذروي) لكل من يُرسَل ويتأخر في أداء الرسالة. عاش هيثم السعيدي في لحج وتزوج.
العودة إلی بثينة:
قرر هيثم عوض السعيدي
العود إلی مسقط رأسه يبيع قسمة من الأرض، رفض إخوته شراء الأرض منه، وما سمحوا له بيعها لغيرهم.
وحينها قال قصيدته التي اشتهرت ب( هيثم عوض قال) فيهم قصيدة باللهجة العامية.
نص قصيدة ( هيثم عوض قال):
هيثم عوض قال ليت الأرض في وَدْرَة
باســـلّي القلب ما بابات شي مغبـــونْ
حتى ولا الناس با تـلـقـي عليْ سمـرهْ
القلب ما طـــــاع يقنع والهوى مسنونْ
هيثم عوض قـال يا مَدهـونْ بالخُمرَهْ
لا هانت الناس أنا حاشا عليْ ما هونْ
مِن موسمك بَيْـتْ لي راعـدْ وبأ مَطرهْ
بعـد العشا تِسْلِيْ المكروب والمحزون
يا الله من الزيــن زانت حين بـأ نظرهْ
وبأ جِنَــا تيــن فـي تشرين أو كــــانون
يا بوي أنا يا ضنى حالي من السَّجْرَهْ
حاشا علي ألف حاشا ما اخرج المكنون
حتى ولو خـــاطري مكــزوز بالجمره
الله له أمــره وانا بَصْبُرْ على المضنون
ما يسهر الـليـــل إلا مـن بهِ القَمْـرَهْ
وذي صَبَحْ جسمه الضاني كما العرجون
يبات يــردف أنيــن الشــوق والزفره
والقلب محروق يمسي والكبــد مطعون
سقى عهود اللقاء يا بوي من هجره
سقى سقى الشِّعْب والوادي مطرعثنون
متى متى بالسمر با نجـلــي الحسـره
يا ريحة الفــــل والريمـــــــان والحنون
هيثم عوض قال بَعْطي خاطري جَبْرَهْ
ما دام في القلب نبرهْ با اذلح المخزون