أخبار وتقارير

الأحد - 14 يناير 2024 - الساعة 12:30 ص بتوقيت اليمن ،،،

وكالات


أنشأ عبدالملك الحوثي، الزعيم الغامض للمقاتلين الحوثيين في اليمن الذين كانت هجماتهم على السفن في البحر الأحمر سببا في توجيه نيران الجيشين الأميركي والبريطاني، القوة التي تتحدى القوى العالمية من مقاتلين غير نظاميين يرتدون الصنادل.

واكتسب الحوثي سمعة طيبة كونه قائدا قويا في ساحات المعارك قبل أن يصبح زعيما لحركة الحوثيين، وهم مقاتلون في الجبال حاربوا تحالفا عسكريا تقوده السعودية في صراع أودى بحياة عشرات الآلاف ودمر اقتصاد اليمن وحول الملايين إلى جوعى.

وبتوجيه من الحوثي، وهو في الأربعينيات من عمره، ضمت الجماعة عشرات الآلاف من المقاتلين واكتسبت ترسانة ضخمة من الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية. واستخدمت الحركة هذه الترسانة مرارا في تهديد الأراضي السعودية ومنشآتها النفطية.

وقال لودوفيكو كارلينو المحلل الرئيسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى إتش.آي.إس كانتري ريسك “تمكن (الحوثي) من تحويل ميليشيا ريفية تشارك في الغالب في تكتيكات التمرد إلى واحدة من أكثر الجماعات المسلحة غير التابعة للدول مرونة في المنطقة”.

من المعروف عن الحوثي أنه نادرا ما يبقى لفترة طويلة في مكان واحد، ولا يقابل وسائل الإعلام مطلقا، ويتردد بشدة في الظهور العلني في مواعيد محددة سلفا.

منذ بداية حرب اليمن التي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها صراع بالوكالة بين السعودية وإيران، لم يجتمع الحوثي قط مع المسؤولين الأجانب الذين تعاملوا معه، حسبما قال مصدر مطلع.

وطُلب من كثيرين من الباحثين عن اللقاء السفر إلى معقل الحوثيين في صنعاء، حيث تأخذهم قافلة أمنية تابعة للحوثيين إلى منازل آمنة ليخضعوا لفحوص أمنية قبل أن يقودهم مرافقون إلى غرفة في الطابق العلوي حيث يظهر أمامهم فقط على شاشة عرض.

وتشكلت حركة الحوثي للقتال من أجل مصالح الشيعة الزيدية، وهي طائفة أقلية حكمت مملكة استمرت ألف عام في اليمن حتى عام 1962، لكنها شعرت بالتهديد بصورة تدريجية في حكم علي عبدالله صالح خلال الفترة من 1990 إلى 2012.

وساعد دعم إيران للحوثيين، الذين أجبروا الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمدعومة من السعودية على الخروج إلى المنفى في عام 2021، طهران على توسيع شبكة وكلائها الإقليميين، والتي تشمل حزب الله في لبنان وجماعات مسلحة في العراق وسوريا.

ويقول خبراء في اليمن إن الحوثيين مدفوعون في المقام الأول بأجندة محلية على الرغم من أن لديهم تقاربا سياسيا مع إيران وحزب الله.

وتتبنى الحركة عناصر من أيديولوجية طهران الثورية. وتتهم السعودية وحلفاؤها إيران بتسليح الحوثيين وتدريبهم، وهو ما تنفيه طهران. ويقول المحللون إن الحوثيين أكثر استقلالية من حزب الله اللبناني.

ويعمل الحوثيون، مثل الأطراف الأخرى في السياسة اليمنية، في أرض تحالفات متغيرة. وفي أواخر 2017، اغتالوا الرئيس السابق على عبدالله صالح في كمين بقذائف آر.بي.جي على جانب طريق بعد أن اختلف معهم، وأسسوا دولة عسكرية لإحكام قبضتهم.

وقال المحلل كارلينو “يعتمد الحوثيون أيضا على جهاز مخابرات داخلي وحشي للغاية، يقمع أي نوع من المعارضة”. وفي خطب وكلمات مسجلة، يؤكد الحوثي، الذي ينسب نفسه إلى الرسول محمد (ص)، أن حركته تتعرض لحصار كامل بسبب دينها.

وقال في أحد خطاباته إنه ينبغي التركيز على الحفاظ على الانتماء والهوية الإسلامية، وندد بما أسماها “الحرب الناعمة” التي قال إنها “تهدف إلى السيطرة على الأمة في مختلف المجالات”.