أخبار اليمن

الأربعاء - 03 يناير 2024 - الساعة 12:20 م بتوقيت اليمن ،،،

عبدالكريم السعدي


بيان آخر هزيل تابعناه لاخوتنا في مكون الانتقالي من خلال اللقاء العمومي لكافة هيئاتهم أظهر بوضوح مدى الأزمة الخطيرة التي تعانيها الجماعة وقيادتها على المستويين المحلي والاقليمي.

كنا نأمل بعد كل ما أصاب الجنوب واهله وقضيته في عودة العقل لاخوتنا والتصرف بمسؤولية مع متغيرات اللحظة ووقف متابعة استغفال الجنوبيين والعبث باستقرارهم وامنهم وكرامة معيشتهم واحترام عقولهم من خلال وضع الأمور في نصابها باتخاذ خطوة متقدمة وايجابية لمواجهة التهديدات التي تحيق بالجنوب واهله وقضيته والتصرف بحكمة بعيدا عن توظيف معاناة الجنوبيين وعدالة قضيتهم لصالح الترويج لمشاريع مشبوهة .

لم يكن اخوتنا موفقين في لقائهم الاخير وبيانه الختامي على كافة المستويات فقد آثروا الهروب من وجه القضايا الحقيقية التي تحتاج الى حلول عاجلة إلى قضايا أخرى سيكون لها اثرها السلبي عليهم ك مكون اولا وعلى القضية الجنوبية التي يتشاركون مع بقية القوى الجنوبية مهمة التعبير عنها .

كان الأجدر بقيادة مكون الانتقالي اولا القبول بالآخر الجنوبي الذي يختلف معهم قبل الذهاب لإعلان التحالف مع من اسموهم القوى السياسية في الشمال فالمنطق والعقل يحتمان اصلاح البيت الجنوبي اولا وردم الهوة بين الفرقاء الجنوبيين قبل الذهاب للتحالف مع من اسموهم قوى الشمال السياسية لمواجهة الحوثي فليس من العقل الشروع في بناء الأدوار العليا قبل الإنتهاء من تأسيس الدور الارضي وتمتينه!

امعن اخوتنا في قيادة مكون الانتقالي من خلال فقرات بيانهم في تأكيد الولاء للطرف الاقليمي الذي يتبناهم ك مكون ويوجه دفة خطابهم وفعلهم السياسي واهملوا بقية الاطراف التي تشاركهم الارض والمصير سواء في الداخل الجنوبي او الاقليمي الامر الذي وضعهم في موضع الخصومة مع تلك الاطراف وهو امر غير عاقل ولا سياسي وبالتالي لا يخدم الجنوب واهله وقضيته.

انكب البيان في مضمونه العام على قضايا غير ذات أهمية مثل قضية تجديد التفويض لرئيس المكون ، وقضية السعي للانفراد والتفرد بالتمثيل الجنوبي وهي قضايا على هزالتها سياسيا ووطنيا مثلت وتمثل عائق رئيسي في طريق اي مصالحة وطنية جنوبية وتظهر الوجه الحقيقي لمعركة اخوتنا في مكون الانتقالي بانها ليست الا معركة للوصول إلى السلطة !

سقط اخوتنا في مكون الانتقالي مرة أخرى في مستنقع التجاذبات الإقليمية عندما تطرق بيانهم إلى تأييد ما أسموه (الاتفاق الابراهيمي) الصهيوني المنشأ والأهداف وبهذا وضعوا أنفسهم في مواجهة مع القوى الوطنية في الجنوب واليمن عامة والتي رفضت وترفض رفضا قاطعا هذا الاتفاق المشبوه وتدين وتعادي كل من يمضي في ركبه وتعلن موقفها الداعم قولا وفعلا مع اشراقة كل صباح للقضايا العربية ومقاومتها الباسلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

عبدالكريم سالم السعدي
رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية
عضو قيادة الحراك الجنوبي السلمي
3 يناير 2024م